بينما دخلت المكسيك بطريقة 4-3-3. ميير، سالسيدو، رودريجوز، مورينو في الدفاع. تورادو وتوريس ثنائي ارتكاز، وفلوليس كلاعب وسط دفاعي ثالث يميل الي اليمين. وفي الهجوم خافيير هيرنانديز وجواردادو علي الجناح بينما دوس سانتوس صانع اللعب المتحرك في الثلث الأمامي من الملعب .
اعتمد سكولاري من البداية علي الهجوم الضاغط ومباغتة الخصم. جبهة يسارية قوية مكونة من مارسيلو ونيمار، ويميل اليهم أوسكار من أجل مزيد من الفعالية. ينطلق باولينيو لاعب الارتكاز الي الأمام مستغلا" سرعته في الاضافة الهجومية بينما علي الجانب الأيمن يوجد هالك والظهير الخبير داني ألفيش .
فكر ديلا توري في مواجهة الجبهة اليسري البرازيلية بظهيري جنب. وضع أكوينتي علي الدكة بجواره وأشرك ماير وفلوريس معا من البداية. لم تنجح الفكرة بسبب عدم وجود لاعب هجومي علي الطرف الأيمن للمكسيك. دوس سانتوس لعب في العمق مما سمح لمارسيلو بالتقدم كيفما يشاء. جاء التفوق نتيجة النزعة الهجومية البرازيلية والتراجع الغير منظم من الجانب المكسيكي .
سجل نيمار هدف أول رائع، حصل جوهرة سانتوس ولاعب برشلونة علي نجومية المباراة من البداية حتي النهاية. تراجع مستوي أوسكار كثيرا خلال المباراة، لم يقدم الاضافة المطلوبة. حمل دا سيلفا السيلساو علي عاتقه طوال التسعين دقيقة .
عالج سكولاري ضعف أوسكار في الشوط الأول، بتقدم باولينيو الي الأمام قليلا بينما تكفل جوستافو بالناحية الدفاعية. تضم البرازيل ثنائي دفاعي يجيد الكرات الطولية، فعلها سيلفا ولويز كثيرا تجاه نيمار وهالك الرابطين علي الأطراف، طريقة فعالة لمواجهة عدم وجود لاعب ينقل الكرة من الخلف الي الأمام في بعض فترات المباراة .
ظهر الفريق المكسيكي بلا أي فعالية، بالغ ديلا توري في التراجع الدفاعي. كان لا بد من تواجد جناحين في الملعب لمواجهة الهجوم البرازيلي من نصف الملعب وليس من أمام مرماه. اكتشف المدرب الخطأ بعد نصف ساعة كاملة من المباراة فـ رمي دوس سانتوس علي اليسار فحد كثيرا من تقدم مارسيلو حتي نهاية المباراة .
حاول ديلا توري معالجة هفواته واستعادة السيطرة، دفع بهيريرا الارتكاز الثالث بدلا من فلويس من أجل مزيدا من الضغط علي وسط البرازيل ومنعه من بداية وتحضير الهجمة. واصل دوس سانتوس علي اليسار وجواردادو علي اليمين كما كان بنهاية الشوط الأول.
أعتقد بأن المكسيك كانت ستتحسن أكثر اذا لعب تشيتشاريتو وجواردادو علي الأطراف بينما لعب دوس سانتوس كمهاجم وهمي أو false 9 كميسي برشلونة للاستفادة من رؤيته ومهارته واستغلال سرعة هيرنانديز علي الأطراف، لكن لـ ديلا توري رأي اخر. مشكلة الفريق الاخضر في عدم وجود لاعب وسط ينقل الكرة الي الأمام أو فيما يعرف باسم الـ Deep lying mid، لذلك نري خطوط الفريق دائما بعيدة ومنفصة عن بعضها .
رد سكولاري بنزول هيرنانيز مكان أوسكار البعيد عن مستواه، تغيير أعطي السيلساو بعضا من الاستحواذ الفعال في المباراة. الفريق البرازيلي لا يضم لاعب ارتكاز بقيمة بوسكيتس، شفاينشتايجر، جيندوجان، بيرلو، لكن لاعب مثل باولينيو يستغل سرعته في تحويل اللعب من الدفاع الي الهجوم وعودة أوسكار / هيرنانيز الي الوسط تعطي مزيدا من الحلول للفريق علي مستوي التمرير والاستحواذ الايجابي .
المبادرة في الدقيقة 70 عندما أشرك توري لاعب الجناح أكوينو " شارك في اللقاء الأول من البداية "، وتغيرت طريقة اللعب الي 4-2-3-1، شعرنا ببعض الخطورة المكسيكية خصوصا" مع تفرغ دوس سانتوس لصناعة اللعب ووجود جناحين صريحين علي الأطراف. وكعادة سكولاري، دفع بأهم بديلين، جو ومورا. لا أعلم حتي الان لماذا لا يلعب بهذا الثنائي من البداية ؟ تحركات جو أخطر من فريد الكسول، وبكل تأكيد لوكاس يقدم حلول أكثر وأوضح من الرجل الأخضر .
ملاحظة جديرة بالاهتمام، البرازيل تسجل في أول الدقائق واخرها. استراتيجية ايجابية حتما"، لكن الفريق لم يسجل هدف من هجمة منظمة حتي الان. جميع أهدافه اما عن طريق مرتدات أو كرة في أول المباراة واخرها. الفريق يعتمد بشكل كلي علي نيمار وقد ظهر ذلك جليا" في مباراة الأمس أمام المكسيك .
دور نيمار مهم جدا، اللاعب يبدأ في مركز الجناح ثم يقوم بعمل switch أو تبادل مراكز مع أوسكار ليتحول الي صانع اللعب. وفي بعض فترات المباراة ينطلق الي الأمام كمهاجم ثاني " الهدف الاول نموذج واضح لتلك الفكرة ". يتحرك نيمار أمام خط الـ 18 ويشغل أوسكار الجناح الأيسر، يستلم دا سيلفا ويسدد في الشباك .
نيمار يلعب كمهاجم وجناج وصانع لعب، لاعب كرة قدم رائع سيستفيد منه برشلونة حتما شريطة صقل مهاراته وتوظيفها بالشكل السليم. ابداع الجوهرة الصغيرة خبر سار لسكولاري لكن عليه الحذر من انخفاض مستوي باقي الفريق، نيمار أنقذه أمام المكسيك واليابان لكن مع ايطاليا أو اسبانيا، الأمر سيكون اصعب .
ننتظر من المدرب حلول أكبر علي صعيد بناء الهجمة وتنظيم اللعب، لاعب مثل مورا سيخفف الضغط علي أوسكار ونيمار بانطلاقاته علي الجانب الايمن. يجب ألا ننسي داني ألفيش وخموله الغريب في البطولة، الجبهة اليمني للفريق البرازيلي معطلة تماما .
السيلساو دائما يفوز بمهاجم عملاق وصانع لعب فنان، ريفالدو ورونالدو في 2002 خير مثال. أعتقد بأن البرازيل في هذه البطولة تفتقد الي المهاجم الكبير، فريد ليس في المستوي المأمول وستظل الأمال معلقة علي أقدام نيمار حتي النهاية .
0 comments:
إرسال تعليق