مفاجأة الموسم بامتياز، ريال سوسيداد فريق الباسك الثاني يحصل علي المركز الرابع بالليجا الأسبانية هذا الموسم. تفوق النادي الشاب علي أندية عريقة بحجم فالنسيا وأشبيلية، ولم يكتف فقط بحلم اليوروبا ليج بل وصل بكل جدارة الي الدور التمهيدي لدوري الأبطال .
يقود الفريق مدرب فرنسي رائع، فيليبي مونتنير. لسوء الحظ أنه لن يستمر مع سوسيداد وسيخوض تجربة جديدة الموسم المقبل في وطنه مع فريق رين الفرنسي. رجل يملك حلم ونجح في تحويله الي حقيقة، الباسكيون مع عمالقة القارة العجوز أخيرا .
أرقام بسيطة تؤكد عظمة الانجاز، الفريق لم يهزم سوي مرتين خلال اخر 27 مباراة كاملة في الدوري، رابع أقوي دفاع بعد ثلاثي المقدمة، 49 هدف في مرماه. ثالث اقوي هجوم في البطولة برصيد 70 هدف .
الفريق يلعب بالطريقة المعتادة لمعظم فرق الليجا، 4-2-3-1، رباعي خلفي غالبا مكون من اينجو، جونزاليز، مارتينيز، لا بيلا. ثنائي ارتكاز، ايلرامندي صاحب مهام دفاعية، بيرجارا ارتكاز مساند. فيلا وجريزمان أو كاسترو علي الأطراف، تشابي بيريتو صانع اللعب وأمامه مهاجم الفريق أجيريتشي .
هجوميا، سوسيداد يعتمد علي بيريتو كضابط ايقاع اللعب، يوزع الكرات الي الأمام وعلي الأطراف، فريق يتميز بوجود أجنحة سريعة، تقليدية تلعب علي أطراف الملعب. وجود البديل الجاهز ساعد الصاروخ الباسكي كثيرا، كاسترو كجناح مستعد، وروبين باردو في الأمام .
25 هدف تم تسجيلهم من الجهة اليسري، 31 هدف من اليمني بسبب وجود المكسيكي المتألق فيلا، 14 هدف من العمق منهم 10 أهداف بالرأس. 5 تسديدات من خارج منطقة الجزاء ترجمت الي أهداف. أجيريتشي يجيد الضربات الرئيسة، بيريتو مسدد مميز، أطراف سريعة مدعمة بنجاعة هجومية واضحة .
مثال بسيط علي القوة الهجومية لسوسيداد، فريق لا يستحوذ كثيرا علي الكرة، لكنه يجيد لعب التمريرات الطولية والعرضية، من أفضل فرق الدوري مع ريال مدريد تطبيقا للهجمات المرتدة السريعة.
خلال مباراة فالنسيا والتي فاز فيها الباسكيون بنتيجة 4-2، فالنسيا مستحوذ علي الكرة، سوسيداد يضغط ويخطفها، بيريتو يستلم الكرة ويمررها سريعا الي كاسترو أو فيلا، الكرات الطولية " الكروسات " خلف أظهرة فالنسيا قتلت المباراة، هدف كاسترو الثاني نموذج للهجمة المرتدة الحديثة .
فالنسيا مرر 75 تمريرة من 116 في الثلث الهجومي، 14 تمريرة خطيرة أمام مرمي فالنسيا، 4 أهداف. قمة الحسم التهديفي .
دفاعيا، الفريق الباسكي لا يلعب بعنف، من أقل فرق الليجا بعد برشلونة وديبورتيفو ارتكابا للأخطاء. اينجو مارتينيز نقطة قوة خلفية، لاعب أعسر يجيد التمرير من الخلف الي الأمام، علي غرار تمريرات ماركيز مع برشلونة 2006، وتياجو سيلفا مع باريس سان جيرمان .
الأظهرة الدفاعية ضعيفة بعض الشيء، 16 هدف من الناحية اليمني، 15 من اليسري، بينما 9 أهداف فقط من العمق، 7 منهم عن طريق الكرات الهوائية .
خلال مباراة فالنسيا، الفريق قدم أداء دفاعي رائع، 12 عرقلة مشروعة من أصل 18، 17 افتكاك سليم للكرة من الخصم. ريال أغلق مناطقه، اعتمد علي ضغط لاعبي الارتكاز، قطع الكرات ثم التحول من الدفاع الي الهجوم بشكل سريع .
نجم الفريق الأول هذا الموسم، 14 هدف، 58 % دقة تسديده علي المرمي، 9 اسيست. 77 % نسبة تمريراته الصحيحة، 17 متر متوسط مسافة التمريرة. 67 % نسبة افتكاكه للكرة .
كارلوس فيلا لاعب أرسنال السابق شكل قوة كبيرة للفريق السوسيدادي، اضافة هجومية رائعة، أهداف كثيرة، لاعب يتحرك علي الأطراف، يدخل الي العمق وراء الدفاعات، يعود للتغطية الخلفية ومساندة زملائه، مميز جدا .
فيديو لأهداف مباراة سوسيداد وفالنسيا، الفوز الذي جعل ريال يفكر باهتمام في الصعود الي الشامبيونز، شاهد من الدقيقة 3:10 هدف كاسترو، خمس تمريرات بالضبط من الدفاع الي الهجوم، رائع .
0 comments:
إرسال تعليق