أعلم أنك من فعل ذك يا فريدو، لقد حطمت قلبي. كانت هذه كلمات مايكل كوروليوني " ألباتشينو " لأخيه فريدو " جون كازال " في رائعة فرانسيس دي كوبولا، العراب أو الأب الروحي. لعب ألباتشينو دور البطل في الجزء الثاني من السلسلة، قدم أداء مبهر نال استحسان الجميع سواء نقاد أو جماهير، لكنه في النهاية لم يحصل علي الأوسكار لهذا العام. بعد هذا الدور التاريخي، لم ينجح أل في نيل جائزة أفضل ممثل في دور رئيسي .
في المقابل، قام روبرت دي نيرو بدور فيتو كوروليوني في نفس الفيلم. لم يكن البطل الأول لكنه حصل علي الأوسكار نهاية العام. جائزة أفضل ممثل عن دور ثاني. يعجبني في النقاد السينمائيين أنهم يعطون الأهمية للجميع، ليس البطل الأول فقط. بل هناك بطل ثاني وثالث، يسحبا أحيانا الأضواء بحضور طاغي .
مع كرة القدم أيضا، علينا أن نتذكر هؤلاء الأبطال في الصفوف الخلفية، نجوم الركن المنسي من صفحات الاعلام. لاعبون ومدربون فعلوا المستحيل بامكانيات قليلة وموارد محدودة. سنحاول في تلك السطور تسليط الضوء علي نجاحهم، ومحاولة اعطائهم قليلا من حقهم المهضوم .
أحسن فريق
مفاجأة الموسم بامتياز، ريال سوسيداد فريق الباسك الثاني يحصل علي المركز الرابع بالليجا الأسبانية هذا الموسم. تفوق النادي الشاب علي أندية عريقة بحجم فالنسيا وأشبيلية، ولم يكتف فقط بحلم اليوروبا ليج بل وصل بكل جدارة الي الدور التمهيدي لدوري الأبطال .
يقود الفريق مدرب فرنسي رائع، فيليبي مونتنير. لسوء الحظ أنه لن يستمر مع سوسيداد وسيخوض تجربة جديدة الموسم المقبل في وطنه مع فريق رين الفرنسي. رجل يملك حلم ونجح في تحويله الي حقيقة، الباسكيون مع عمالقة القارة العجوز أخيرا .
أرقام بسيطة تؤكد عظمة الانجاز، الفريق لم يهزم سوي مرتين خلال اخر 27 مباراة كاملة في الدوري، رابع أقوي دفاع بعد ثلاثي المقدمة، 49 هدف في مرماه. ثالث اقوي هجوم في البطولة برصيد 70 هدف .
الفريق يلعب بالطريقة المعتادة لمعظم فرق الليجا، 4-2-3-1، رباعي خلفي غالبا مكون من اينجو، جونزاليز، مارتينيز، لا بيلا. ثنائي ارتكاز، ايلرامندي صاحب مهام دفاعية، بيرجارا ارتكاز مساند. فيلا وجريزمان أو كاسترو علي الأطراف، تشابي بيريتو صانع اللعب وأمامه مهاجم الفريق أجيريتشي .
هجوميا، سوسيداد يعتمد علي بيريتو كضابط ايقاع اللعب، يوزع الكرات الي الأمام وعلي الأطراف، فريق يتميز بوجود أجنحة سريعة، تقليدية تلعب علي أطراف الملعب. وجود البديل الجاهز ساعد الصاروخ الباسكي كثيرا، كاسترو كجناح مستعد، وروبين باردو في الأمام .
دفاعيا، الفريق الباسكي لا يلعب بعنف، من أقل فرق الليجا بعد برشلونة وديبورتيفو ارتكابا للأخطاء. اينجو مارتينيز نقطة قوة خلفية، لاعب أعسر يجيد التمرير من الخلف الي الأمام، علي غرار تمريرات ماركيز مع برشلونة 2006، وتياجو سيلفا مع باريس سان جيرمان .
كارلوس فيلا لاعب أرسنال السابق شكل قوة كبيرة للفريق السوسيدادي، اضافة هجومية رائعة، أهداف كثيرة، لاعب يتحرك علي الأطراف، يدخل الي العمق وراء الدفاعات، يعود للتغطية الخلفية ومساندة زملائه، مميز جدا .
أحسن مدرب
.JPG)
فينتشينزو مونتيلا يستحق جائزة أفضل مدرب خلال هذا الموسم، بكل تأكيد الجميع سيعطي هاينكس ذلك لكن الايطالي الشاب فعل كل شيء ممكن. قاد فريق فيورتينا الي المركز الرابع بالكالشيو، نقطتان فقط أبعدته عن دوري الأبطال. دفع الفيولا ثمن سحب المقعد الأوروبي من الطليان .
قدم مونتيلا شيء يذكر مع فريق متوسط بامكانيات قليلة. أجبر الميلان علي القلق حتي اخر نفس من البطولة. الفيولا كان الأقرب حتي اخر عشر دقائق من عمر البطولة المحلية العريقة. طور الرجل من أداء الفريق الهجومي، 72 هدف بينما استقبلت شباكه 44 .
فيورتينا ظهر كفريق يلعب الي الأمام، لا يهاب أحد، واثق من نفسه. تنويعات هجومية ونقل سريع للكرات. ظهرت بصمة فيتشينزو بوضوح خلال البطولة ومن وجهة نظر الكثيرين، كان الأحق من ميلان بالمركز الثالث .
أفضل لاعب
.jpg)
جاريث بال 2013 يذكرنا بكريستيانو رونالدو 2008، جناح هداف، أفضل لاعب في فريقه، أرقام هائلة، لكنه لم ينجح في خطف بطاقة الشامبيونز مع توتنهام بالنهاية .
- 21 جول في 33 مباراة
- 9 أهداف من خارج منطقة الجزاء، مسدد رائع
- 17 هدف منهم بالقدم باليسري
لاعب الجناح الذي يدخل الي العمق، يستفيد من سرعته في المراوغة، قدمه قوية جدا، هداف مميز .
- 57 % معدل دقة تسديداته
- 15.8 % من تسديداته أهداف
- 84.2 % خارج المرمي أو تصديات الحارس
أكثر لاعبي توتنهام تهديدا لمرمي الخصوم، يستفيد من حرية الحركة التي أعطاها له فيلاس بواش .
- في مباراة توتنهام vs أستون فيلا، 7 محاولات علي المرمي، 5 خطيرة، ثلاث أهداف
لاعب قاتل، فعاليته أمام المرمي غير طبيعية، جناح هجومي بدرجة هداف قدير .
- في مباراة توتنهام vs ليفربول، هدف و3 محاولات علي المرمي، كم كبير من التمريرات الهجومية الصحيحة، افتكاك صحيح للكرة من لاعبي الخصم .
أفضل جمهور
أعلي معدل حضور جماهيري في ملاعب أوروبا، 80 ألف متفرج في المباراة الواحدة. جمهور الايدونا بارك هو الأفضل هذا الموسم.
رغم خروج فريقهم خالي الوفاض من كل البطولات الأ أن دورتموند قدم صورة البطل الحقيقي في كل شيء، أداء وحماس واصرار طوال التسعين دقيقة. الحصان الأسود للموسم الرياضي بدون منافس .
مدرجات الملعب لا تهدأ من التشجيع. أسود الفستفالين يرعبون أي خصم ممكن. ملعب دورتموند بمثابة المقبرة، والسبب جمهور وفي يحرك الصخر .
شرف المحاولة
بنفيكا القريب من تحقيق ثلاث بطولات، يخرج في النهاية خالي الوفاض. سيناريو أشبه بالكابوس، الفريق يخسر الدوري في اخر دقيقة، وينهزم من تشيلسي في الوقت بدل الضائع، ويضيع منه الكأس بسبب ركلة جزاء .
سقطت النسور من سابع سما الي تحت الأرض، نهاية حزينة جدا لفريق عملاق يملك تاريخ كبير في كرة القدم. تبقي لقطة سقوط جيسوس مدرب بنفيكا بعد هدف بورتو القاتل في شباك فريقه، هي الأكثر دراما خلال الموسم الكروي .
0 comments:
إرسال تعليق