• اخر الاخبار

    الأربعاء، 5 يونيو 2013

    حسام حسن، وتجربة مارادونا


    تعيش الكرة المصرية دائما في حلقة مفرغة، تشعر وكأننا نتحرك داخل دائرة ضيقة. نفس الاشخاص، والوشوش. أحدهم يعمل مدربا في الصباح، وموظف باتحاد الكرة عصرا بينما في الليل يجلس في القناة الفضائية لكي يحلل مباريات فريقه. منظومة بها الكثير من الخلل والانحدار، تؤخرنا سنوات وتبعدنا مسافات عن تطور اللعبة في العالم .
    حسام حسن نموذج واضح لعدم التنظيم التي تعاني منه الكرة في مصر. لم يجد أفضل مهاجم في تاريخ الكرة المصرية نفسه في عالم التدريب، حاول مع أكثر من فريق لكنه فشل في النهاية. الجدير بالذكر أن الجميع يري هذا الفشل الا هو وتوأمه ابراهيم. المثير للغرابة والدهشة أن العميد يري نفسه الأحق والأجدر بتدريب المنتخب المصري، واذا لم يكن المنتخب، فالأهلي أو الزمالك أندية ستكون أقوي تحت قيادته، طبعا من وجهة نظره الشخصية البحتة. 

    دخل حسام عالم التدريب بدون أي دورات أو خبرات، معتمدا فقط علي تاريخه الكبير كلاعب وهداف. هناك أسماء شابة تولت منصب المدير الفني لفرق كبيرة لكنها درست وحصلت علي دورات تدريبية مكثفة قبل أن تدخل ذلك المعترك. لكن العميد لا يعترف بتلك الشروط، يري نفسه قادرا علي الادارة الفنية لأنه فقط، حسام حسن اللاعب السابق الكبير .
    يملك حسام سجل تدريبي عادي جدا مع أندية المصري والزمالك والاتصالات، والمقاصة. تعتبر تجربته مع الزمالك في بدايتها هي الأفضل له، وقتها نجح في انتشال الزمالك من قاع التدريب الي المركز الثاني ووصل الي نهائي الكأس لكنه خسر من الأهلي بالثلاثة، يفوز فقط مع الأندية التي لا تفكر في الفوز ببطولة . 



    تفوق حسام يكمن دائما في تلك النوعية من المهام، مجرد مساعدة فريق متوسط أو ضعيف. يجيد العميد بث الحماسة والعزيمة في نفوس لاعبيه علي طريقة " شدوا حيلكم يا رجالة " لكنه لا يقدر علي اضافة أي فكرة تكتيكية جديدة. نجح حسام في البداية مع الزمالك، لكن عندما أصبح هدف الفريق هو الفوز بالبطولة، ضاعت البوصلة من حسن ولم يستمر مع القلعة البيضاء .
    نفس الأمر حدث مع المصري من قبل، يبدأ بشكل جيد ثم ينخفض النسق تدريجيا، بمجرد انتهاء موجة الروح التي ينشرها وسط الفريق. المدير الفني ليست وظيفته رفع معنويات اللاعبين فقط. قراءة المباريات والاعداد الجيد لها، وفن ادارة اللقاءات الكبيرة، أمور ضرورية في تكوين شخصية أي مدرب ناجح. وحسام بعيد تماما عن تلك الأفكار . 



    هناك نجوم أعطوا الكثير أثناء لعبهم، ماركو فان باستن، رود خوليت، ستويشكوف، ميتشيل. أسماء كبيرة خاضت تجربة التدريب لكنها لم تجد النجاح الكافي. استمروا في مغامراتهم لكن مع أندية صغيرة أو متوسطة، نسوا تماما فكرة تدريب الفرق العملاقة، باستن لم يدرب ميلان، ولا ستويشكوف شاهدناه بديلا لجوارديولا .
    دييجو أرماندو مارادونا أعظم لاعب في تاريخ اللعبة، حصل علي فترة تدريب مع المنتخب الأرجنتيني، فشل بجدارة. ابتعد بعد ذلك عن مواصلة رحلته وفضل الانتقال الي الدوري الاماراتي. لماذا لا يسير حسام حسن علي خطاه، وينسي تدريب المنتخب وقطبي الكرة المصرية، ويفكر في الاستمرار مع فرق صغيرة أو متوسطة !؟
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسام حسن، وتجربة مارادونا Rating: 5 Reviewed By: كوتشو
    إلى الأعلى