أعترف بأني لست من المتيمين بالكرة الصفراء، اشاهد فقط المباريات المهمة ولا أكملها في الأغلب حتي النهاية، أدرك جيدا أن اللعبة لها عشاقها وبالملايين لكنها في كل الأحوال لا تستهويني. أحيانا يفرض عليك الفراغ متابعة مباراة لا تحبها من أجل استغلال بعض الوقت، هكذا كان حالي وأنا أتابع لقاء نادال ودجوكوفيتش في أول الأمر .
دخل نول " دجوكوفيتش " اللقاء وهو في التصنيف الأول بينما نادال ثالثا، الماتدور يتفوق دائما في الملاعب الترابية، والصربي يعيش أفضل أيامه. حصل نادال علي لقب البطولة 7 مرات بينما رولان جاروس تظل الدابة السوداء لنول، لم ينل شرف الفوز بها رغم تصدره للتنصيف وتفوقه علي الجميع .
توقعت قبل المباراة فوز دجوكو خصوصا مع رغبته الكبيرة في نيل تلك الكأس الملعونة، بالاضافة الي مستواه المميز خلال السنوات الأخيرة، كنت اشجعه في البداية لكن نادال أجبرني مع سير اللقاء أن أميل اليه ثم أتعاطف معه وأخيرا، أدعمه بكل ما أوتيت من قوة تشجيعية .
أعترف بتأثري الشديد بكل الأحداث التي تدور حولي، فشل سياسي واقتصادي علي جميع الاصعدة، تحول الحياة الي مجرد مشروع، يقاس بالكم وليس الكيف. فقداني البوصلة في كثير من المعتركات والتحديات، حتي كرة القدم التي ألجا اليها دوما من أجل المتعة والاسترخاء، أخشي علي نفسي من صدمة بسببها اذا فشل منتخب بلادي في الصعود الي كأس العالم .
وضعت نفسي، حياتي، ميولي الكروية، منتخب مصر، في كفة. والكفة الأخري وضعت فيها نادال. انتصر رافا بسبب ثلاثة أشياء، النظام، العزيمة، الأمل. يعترف توني نادال - مدربه - بأن لاعبه أقل كثيرا من المنافسين من ناحية المهارة والموهبة لكنه يعوض ذلك بمجهوده الكبير وعدم استسلامه لليأس .
نادال حصل علي رولان جاروس كثيرا وخسارته مباراة نصف النهائي وأمام بطل العالم، أمر سيكون مقبول. لكنه نسف كل تلك المبررات الهاوية، تركها جانبا وصمم علي تحقيق الفوز والوصول الي النهائي والحصول علي البطولة للمرة الثامنة في تاريخه. تعلمت من نادال هنا، أنني عندما اصل الي ما أريده، لا أتوقف بل استمر من أجل تحقيق المزيد. الشخص الناجح هو الذي يضاعف نجاحه بينما نعاني هنا من الكسل بعد الوصول الي ما نريد .
المايوركي سيخسر حتما اذا وضع نفسه في مقارنة مهارية مع دجوكو أو فيدرير، لكنه يتفوق لأنه يفكر فقط في استغلال ما يميزه. يحاربهم بالقيمة التي يمتلكها، القوة البدنية والاندفاع الغير طبيعي واللعب حتي اخر نفس. كرات كثيرة اثناء المباراة كانت أقرب الي نول لكن رافا حسمها بسبب روحه العالية ولياقته الكبيرة. أيقنت حتما أني وغيري نستطيع النجاح اذا أمنا بأنفسنا وأدركنا أن كل واحد فينا بداخله قوة لا يُستهان بها .
فقد رافا البوصلة بداية الشوط الفاصل، كان من الممكن أن يخسر خصوصا مع تألق نوفاك. عاد الماتدور قبل النهاية بلحظات مع قوته في استغلال أنصاف الفرص واصراه الغريب. نتعب كثيرا ونفقد الأمل مع أول انتظار طويل، سقطة في المنتصف، تأخر حلم تعيش عليه، فشل في بداية المشوار. عندما شاهدت هذا النموذج الرياضي المتكامل الذي لا يكمل ولا يمل، ويحقق المراد في النهاية. سألت نفسي، واذا فعلت مثله في حياتي، هل سأنجح أم لا ؟ لم أنتظر الاجابة لأن المحاولة وحدها ستكفيني .
تحدثت عن نادال، عن الطموح، والأمل، وحب النجاح، تمنيت أن أكون بنفس قوته في مجالي. أما المنتخب الوطني فرافا كان الاقل فرصا وفاز لأنه أكمل حتي النهاية. أما فريقنا الكروي فيعتبر مرشح فوق العادة، ينقصه فقط مزيدا من الايمان بالنفس واللعب حتي اخر ثانية. أهم مبارتين في التصفيات بعد أيام، سيروا علي خطي الماتدور وسنراكم في البرازيل .
0 comments:
إرسال تعليق