يخوض منتخب الشباب المصري معترك كروي صعب بعد أيام في مونديال الشباب بتركيا. ينتظر الجمهور المحلي من الفريق الكثير خصوصا" بعد حصوله على بطولة أفريقيا الماضية التي أقيمت على الأراضي الجزائرية. أبناء ربيع ياسين قدموا عروض أكثر من مميزة بعد أن فازوا على صاحبة الأرض والجمهور ثم تحقيق انتصار شاق على الفريق الغاني بضربات الجزاء الترجيحية .
كعادتنا قبل أي منافسة قارية أو عالمية، تتفنن وسائل الاعلام والحملات الاعلانية في الشد من أزر المنتخب المشارك بأسلوب أقرب الى الدعاية منه الي الدعم الحقيقي. تلك الطرق التشجيعية مناسبة أكثر للمنتخب الأول حيث يتمتع معظم لاعبيه بخبرة عريضة تجعلهم قادرين على الفصل والتركيز فقط داخل الملعب، بينما مع منتخبات الشباب، فشلت التجربة أكثر من مرة ولنا في مونديال 2009 الذي اقيم على أرضنا، خير دليل .
يحتاج اللاعبون الصغار الى معاملة نفسية وجماهيرية خاصة جدا"، في أوروبا وأمريكا اللاتينية، لا يوجد إهتمام إعلامي بتلك الفئات السنية إلا بعد تحقيقهم للبطولة أو عند صعودهم الى المنتخب الأول. يراعي المسؤولون هناك الضغط النفسي الكبير الواقع جراء تسليط الكاميرات وبريقها الخادع على مجرد لاعبين صاعدين .
في مونديال الشباب عام 2001، حصل منتخبنا على المركز الثالث بجدارة، جيل رائع ضم حسام غالي، اليماني، وائل شيتوس، جمال حمزة، ونجوم آخرين. خاض الفريق بعد هذا الانجاز بطولة ودية شاركت فيها عدة منتخبات منها البرازيل، وقتها حصل حسام غالي على نجومية البطولة تاركا" مركز الوصيف لكاكا. استمر اللاعبان في التألق وذهب حسام الى توتينهام قادما" من فينورد بينما انتقل كاكا الى ميلان .
بدأ غالي بشكل رائع لكنه افتعل مشكلة مع مدربه وبعدها لم نشاهده أساسيا" حتي رحيله، بينما كاكا واصل التعلم والاستفادة من الخبرات الأوروبية حتى قاد فريقه الى بطولة دوري أبطال أوروبا عام 2007 وتوج بعدها بجائزة أفضل لاعب في العالم. هنا الفرق في العقلية بين اللاعب المصري ونظيره اللاتيني أو الأوروبي وحتي الأفريقي. يعاني لاعبنا المحلي دائما" من التشبع، بمجرد أن يتألق في عدة مباريات، يشعر وكأنه النجم الأوحد فيبدأ مستواه في الهبوط .
ما أردت ذكره في المثال السابع، أن فريق ربيع ياسين ما زال في بداية المشوار.ويجب على الجهاز الفني اقناعهم بذلك، أن كأس العالم للشباب ليس نهاية المشوار وحتى اذا حصلنا عليه، فالأمر لا يعني أكثر من كونه خطوة الى الأمام. وظيفة منتخبات الفئات السنية، تجهيز مجموعة لاعبين مميزين للمنتخب الأول، لا أكثر ولا أقل. الأرجنتين فازت بمونديال 2005 بفريق كامل لم يبق منه سوي زاباليتا وليونيل ميسي .
لا أنتظر لاعب مثل ميسي، لكن أتمني أن نسير على خطي منتخب غانا في المونديال الذي أقيم في مصر منذ سنوات. حصل الفريق الشاب على اللقب بعد فوزه على البرازيل وتم تصعيد أكثر من عنصر مميز الى الفريق الأول وشاركوا معه في كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا. المفاجئة السارة أن النجوم السود وصلوا الى الدور ربع النهائي في البطولة وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تخطي الأوروجواي لولا ضربات الحظ الترجيحية .
نريد من فريق الشباب تقديم عروض كروية محترمة تليق بالكرة المصرية، أن يتواضعوا عند النصر ويتعلموا من هزائمهم. أن تكون أحلامهم بلا حدود، ليس فقط التمثيل المشرف ولا حتى نيل اللقب، بل التواجد مع فريق بوب برادلي في التصفيات النهائية للمونديال الكبير، ومن ثم المشاركة في البطولة الحلم، برازيل 2014. إحلموا فكل نجاح كبير بدأ بفكرة بسيطة ..
0 comments:
إرسال تعليق