• اخر الاخبار

    الأحد، 16 يونيو 2013

    الواقعية المصرية، الطريق نحو البرازيل 2014




    تأهل المنتخب الوطني رسميا الي التصفيات النهائية المؤهلة الي مونديال البرازيل 2014، فاز الفريق في خمس مباريات من أصل خمسة، لم يخسر ولم يتعادل، حقق العلامة الكاملة وصعد الي الدور المقبل دون النظر الي نتيجة مباراته الأخيرة أمام غينيا بالقاهرة. لأول مرة منذ سنوات، يفوز المنتخب المصري بالثلاث مباريات التي أقيمت خارج الديار، واصلت كتيبة برادلي النجاح رغم توقف المسابقة المحلية أكثر من مرة، ملاحظة يجب أن نضعها في الحسبان عند الحديث عن أداء الفراعنة خلال المشوار .


    بدأ " البوب " المباراة بطريقة 4-2-3-1، الخطة التي لعب بها من قبل في أكثر من مباراة كذلك شاهدنا تشيلسي تحت قيادة رافا بينيتز يلعب بتلك الخطة أمام بنفيكا في نهائي اليوروبا ليج. التشكيلة الدفاعية كانت موفقة للغاية، حجازي مع جمعة في العمق بينما قناوي وفتحي علي الأطراف، رباعي دفاعي أضاف ثبات كبير الي بقية خطوط الفريق. بينما لعب الأمريكي بثنائي ارتكاز، حسام عاشور كارتكاز دفاعي صريح، وعمرو السولية لاعب الوسط المساند .

    بينما في الهجوم اعتمد علي ثلاث لاعبين، صلاح علي اليمين، وعيد علي اليسار، ومحمد أبو تريكة لاعب حر أمامه المهاجم الصريح أحمد جعفر. يتميز برادلي باستغلاله لكل امكانيات لاعبيه الهجومية، يتحرك الماجيكو ويوزع الكرات، اما الي الأجناب مستفيدا من سرعة الثنائي عيد وصلاح، أو في عمق الهجوم لجعفر الذي تعتبر مهمته الأولي داخل الملعب، تشتيت انتباه مدافعي الخصم من أجل فتح المساحات للقادمين من الخلف .

    هدف المباراة الوحيد نموذج لعدم التقيد بالمراكز داخل الملعب، الكرة تصل الي فتحي المنطلق علي اليمين، جعفر يتحرك في اتجاه معاكس ساحبا معه مدافع، بينما يتحول صلاح الجناح الي صندوق العمليات، ساعد الهجوم الخفي الذي يصبح مهاجم وهمي، تأتيه الكرة بكل سهولة فيضعها في الشباك محرزا هدف الفوز علي موزمبيق. 


    قام المدرب باجراء بعض التعديلات التكتيكية خلال الشوط الثاني خصوصا مع زيادة الضغط الهجومي من جانب الخصم، سحب جعفر والدفع بالمحمدي تغيير أكثر من رائع، صلاح أصبح المهاجم الوحيد وتغيرت طريقة اللعب الي 4-5-1، بوجود خماسي في الوسط يقودهم أبو تريكة. صانع اللعب يستلم الكرة ثم يمررها خلف المدافعين للفرعون السريع، لعبة تكررت أكثر من مرة لكن سوء التوفيق ورعونة المهاجمين كان لهما رأي اخر .

    لم يتوقف برادلي عند هذا الحد، دفع بالمفاجئة السارة أحمد تمساح بدلا من عبد الملك، تفوق التمساح في التمريرات البينية خصوصا مع تحركات صلاح المستمرة في العمق وعلي الأطراف. أصبح للمنتخب المصري شكل هجومي داخل الملعب، عند الاستحواذ علي الكرة، ينظر أبو تريكة ثم يمرر الي المحمدي أو تمساح، ويتحرك صلاح طالبا الكرة، لعبة تكررت كثيرا خصوصا خلال الربع ساعة الأخير .
    يمتاز البوب بالمرونة التكتيكية الكبيرة، يقوم بتغيير طريقة لعبه حسب ظروف المباراة، لا جمود في الفكر ولا اصرار علي الخطأ. المنتخب المصري تصدر مجموعته بسبب أدائه الواقعي، اللعب التجاري الذي يهدف الي تحقيق الفوز بأي ثمن، الثلاث نقاط أولا وبعدها الشكل الجميل في الملعب. أسلوب مثل هذا سيفيدنا حتما في مرحلة الذهاب والاياب المقبلة .


    استحق محمد صلاح نجومية المنتخب خلال التصفيات، أهداف حاسمة وتألق غير طبيعي. استفاد برادلي من اللاعب بصورة متكاملة، صلاح في المنتخب كميسي مع برشلونة، لاعب الجناح الذي يلعب في كل مكان بالهجوم، صانع لعب، طرف ملعب، وأخيرا مهاجم وهمي وأحيانا صريح. شهرة صلاح ستدفع حتما اللاعبين الشبان الي مواصلة المغامرة وطرق الأبواب الأوروبية، نتمني اذا ذهبنا الي المونديال، أن نشاهد فريق يضم عدد لا بأس به من المحترفين .

    انتهت الجولة الأولي المهمة وبقي الأهم، ينتظر المنتخب المصري خصم لن يكون سهل بأي حال من الأحوال، خصوصا مع ارتباط القرعة بالتصنيف الشهري للمنتخبات. علينا أن نتوقع منافس قوي من بين منتخبات نيجريا، ساحل العاج، غانا، تونس، الجزائر، اذا نجحوا في الصعود المؤكد. الأمل في الشباب كبير ومن يريد اقتناص المجد، عليه ألا يخشي أحد .. 
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الواقعية المصرية، الطريق نحو البرازيل 2014 Rating: 5 Reviewed By: كوتشو
    إلى الأعلى