اقترب المنتخب الوطني من الصعود الي التصفيات النهائية للمونديال، الحلم مستمر والأمنيات لا تتوقف. جيل كامل من الجماهير لم يشاهد منتخب بلاده يلعب في كأس العالم، الفرصة هذه المرة أكبر من أي وقت مضي، مباراتان تفصلنا عن المعترك الأخير. أعرف أصدقاء كثيرين ينتظرون تحقيق هذا الانجاز أكثر من اهتمامهم بمستقبلهم الشخصي، انها كرة القدم وسرها الباتع يا عزيزي .
اختار الأمريكي بوب برادلي القائمة المستدعاة للمباراتين القادمتين، زيمبابوي وموزبيق. الفريق أصبح قاب قوسين أو أدني من الوصول الي التصفيات الأخيرة، قرعة جديدة نواجه بعدها فريق بنظام الذهاب والاياب، والفائز في البرازيل 2014. وجوه جديدة واستبعاد بعض الاسماء القديمة، اصابات بالجملة وغيابات لبعض المحترفين .
البوب القادم من بلاد العم سام يهتم كثيرا بالجانب البدني والناحية اللياقية لذلك تجد معظم اختياراته تتجه نحو اللاعبين الشبان، رجل ينظر الي الأمام ويضع تركيز كبير علي التفاصيل الصغيرة. رغم كل الصدمات التي واجهتها الكرة المصرية خلال السنوات الأخيرة الا أنه مستمر في عمله بنفس الحماس والعزيمة، نقطة تحسب له خصوصا أنه يتعامل مع الأحداث وكأنه من أصل مصري .
مفاجئات برادلي جاءت سارة، علي غزال المحترف في البرتغال، أحمد تمساح والمتألق سعد سمير، طارق حامد لاعب سموحة، والنجوم الشبان حمودي، صلاح، النني، والبقية. استبعاد سيد معوض قرار موفق للغاية، لا يشارك كثيرا وهناك من هو أجهز منه. لا أعلم لماذا كالعادة نشاهد اعتراضات وخروج عن النص من المستبعدين !
القرار في النهاية للمدير الفني، هو من يقرر ومن سيُحاسب في النهاية. أصبحنا نشاهد اللاعب الدولي بسبب مجهوده وأدائه فقط، اختفت نظرية الحب والكره التي عانينا منها كثيرا في الكرة المصرية. رغم كل الظروف المعاكسة الا أن المنتخب يسير بخطي ثابتة نحو تحقيق الهدف المنشود، علينا جميعا الوقوف يد واحدة، وفي النهاية كشف الحساب .
البرازيل حاربت الفقر بكرة القدم، الأتراك أوصلوا قضيتهم الي أوروبا في يورو 2000، اسمعي صوتنا يا أوروبا. الأوكران كانوا يشعرون بالفخر عندما يفوز دينامو كييف علي الفرق الروسية في المنافسات السوفيتية، رفاق المتوسط في اليونان ينسون أزماتهم الاقتصادية عندما يفوز منتخب بلادهم، المهاجر المكسيكي يواجه الموت حتي يدخل الأراضي الأمريكية لكنه يفوز بكل سهولة عليهم داخل المستطيل الأخضر .
رغم كل الانكسارات المتتالية، التخبط في السياسة، سوء الأحوال الاقتصادية، انعدام الثقة في جميع الرموز، الا أن المواطن العادي ينسي كل الأمور السلبية عندما يفوز المنتخب في مباراة لكرة القدم. الموضوع ليس له علاقة بانعدام المشاعر أو اللا مبالاة، بالعكس فتلك اللعبة ستظل دوما هي المتنفس الأهم لكل المحبطين والمتعبين. مفيش رجوع يا برادلي !
0 comments:
إرسال تعليق