" يخطف الهدافون الكاميرات من الجميع داخل الملعب، عدسات الاعلام واهات المشجعين تذهب اليهم. لكن، بالنسبة لي كمدرب فان لاعبي الوسط قادة المحاور داخل المستطيل الأخير هم بمثابة حجر الأساس في أي رسم تكتيكي وخطة كروية. " رينوس ميتشيلز عراب الكرة الشاملة في حديثه عن لاعب الوسط المحوري .
محور الارتكاز دوره كبير في أي خطة بكرة القدم، لاعب الوسط المحوري القادر علي ربط خطوط الفريق والتواجد في كل مكان بالملعب سواء بالدفاع أو الهجوم .
قوة لاعب المحور في أنه غير مرتبط فقط بالوسط، هناك محور دفاعي خلف خط الظهر فيما يعرف بالستوبر أو الليبرو Stopper . في كرة القدم، عدة أنواع للمحاور في اللعبة، المحور الكلاسيكي القديم، ثنائي المحور، الثلاثي المحور، المحور المتكامل .
لاعب الوسط المحوري القديم لم يعد موجود في اللعبة بشكل واضح هذه الأيام، تطور خطط كرة القدم وتحديث طرق اللعب أضاف الي خط الوسط مهنة " التخصص", أصبح هناك عمل خاص ووظيفة معينة لكل لاعب بالفريق. خلال التسعينات ومع طريقة 4-4-2 المعروفة، انقسم خط الوسط الي لاعب يقوم بالتغطية الدفاعية، واخر يلعب الي الأمام .
لاعب ارتكاز مهامه دفاعية بحتة، قطع كرات وعرقلة مشروعة، بمثابة أول حائط دفاعي للفريق في الملعب. يتواجد أمامه لاعب الوسط الهجومي الذي يلعب الي الأمام فقط. ميكاليلي في فرنسا، دونجا مع البرازيل، سيميوني بالارجنتين، نماذج واضحة تعبر عن الوسط الدفاعي، وصناع اللعب القدامي تفرغوا للجانب الهجومي .
ظهرت ثنائيات تشذ عن القاعدة، روي كين وبول سكولز في مانشستر، يدافعان ويهاجمان معا، ثنائية خاصة بين النجمين ساعدت مانشستر كثيرا" في التسعينات وأوائل الألفية. ستفين جيرارد وتشابي ألونسو في ليفربول مع بينيتيز، ثنائي تجده في كل مكان بالملعب، محاور كلاسيكية أو فيما يعرف بالـ Classic Pivot، لاعب وسط يجيد التغطية في كل شبر بالوسط .
بدأت طريقة 4-2-3-1 في الظهور بقوة خلال السنوات الأخيرة، أصبحت هي الخطة التي يلعب بها معظم فرق أوروبا في الدوريات المحلية والبطولات القارية. استراتيجية أتاحت ظهور لاعب ثالث بالوسط، وتكوين ثنائية جديدة بين لاعبي الارتكاز في الوسط. لاعب ارتكاز دفاعي الي جانبه أو أمامه قليلا" ارتكاز مساند وفي المقدمة، لاعب الوسط المهاجم أو صانع اللعب الحديث رقم 10 .
هناك عدة ثنائيات في محور الوسط Double Pivot، اما أن يكون " قاطع كرات مع محولها الي الأمام ", ثنائية تعرف بالـ Destroyer + Creator. من أهم تلك الثنائيات، جلبرتو سيلفا وكييرسون مع البرازيل في كأس العالم 2002، سيلفا يقطع الكرات وكييرسون يمررها الي صناع اللعب، سيلفا أيضا وفييرا مع أرسنال، جون أوبي ميكيل مع لمبارد في بعض الأحيان مع تشيلسي، النيجيري يخطف الكرة ولمبارد يحولها الي الهجوم .
مثال اخر علي المحور المزدوج، " ارتكاز دفاعي مع بوكس تو بوكس،" لويس جوستافو وباولينيو في كأس القارات الأخيرة، جوستافو يعتبر لاعب دفاعي صريح بينما باولينيو يلعب ما بين الدفاع والهجوم. أما المثال الثالث فيكون بين " لاعب وسط بمهام دفاعية مع صانع لعب من العمق،" Defender Mid + Regista وهنا أفضل مثال ممكن، جاتوسو وبيرلو أو دي روسي وبيرلو مع منتخب ايطاليا .
يوجد أيضا نموذج " الارتكاز السريع مع الارتكاز الممرر،" أو الـ Passer + Runner، ومانشستر يونيتد من الفرق التي تعشق تلك الفلسفة في اللعب، سكولز وكاريك يجيدان التمرير، فليتشر وأندرسون من هواة العدو في الملعب. دويتو من نوع اخر يحدث بين " الارتكاز الدفاعي وصانع اللعب من العمق،" الـ Holding Mid + Deep Lying Mid، سامي خضيرة وتشابي ألونسو في مدريد، بيندر وجيندوجان مع دورتموند .
من أفضل الثنائيات في المحور عندما يشارك لاعبان يجيدان التمرير والضغط، بوسكيتس وألونسو مع منتخب أسبانيا، خافي مارتينيز وكروس / شفاينشتايجر مع البايرن، ثنائي يمرر ويضغط، يعود الي الخلف ويصعد الي الأمام، من أكمل وأفضل المحاور في اللعبة .
من الصعب جدا أن يتم التناسق والتناغم بين ثنائي محوري، يعودان الي الخلف ويصعدان الي الأمام، لمبارد وجيرارد مع منتخب انجلترا، تواجدهما معا أضر منتخب الأسود أكثر مما أفاده، حتي جاء فابيو كابيلو ووضع بعض من التنظيم في شكل الوسط، جيرارد يتقدم الي الأمام لكن مع مهام دفاعية أكثر، لمبارد يعود الي الخلف لكن مع تواجد أكبر في الثلث الهجومي الأخير، وضعية لمبارد وجيرراد تعرف باتحاد البوكسات في اللعبة، Two Box to box .
" ويليشز - سونج،" نموذج أكثر دقة وتناغم، الكاميروني يميل الي الخلف قليلا" والانجليزي دوره الهجومي أوضح، لكنهما يلعبان معا" ويشكلان ثنائي محوري ناجح للغاية. الأصل في الأمور هو التناسق والتوازن في الأداء، عندما تصل الي تلك الصيغة فستقدم أداء أفضل حتما".
مثال أكثر تعقيد، ثنائية خضيرة وشفاينشتايجر مع منتخب ألمانيا، لاعب مدريد صاحب ميول دفاعية وشفايني ينطلق الي الأمام. لكن، خضيرة يقدم قوة هجومية أكبر عندما يتقدم من الخلف الي الأمام، وقتها يقوم التايجر بالتمركز في الخلف ولعب دور الارتكاز الدفاعي. في بعض المباريات، يتقدم اللاعبان ويصعد هامليز لشغل دور الوسط من أجل التغطية علي الثنائي .
لكل قاعدة يوجد استثناء، عندما استقدم أرسنال أرتيتا، لعب الأسباني في خط الوسط رفقة سونج، علي الورق يلعب سونج في الخلف وأرتيتا في الأمام، لكن في الملعب، يتحرك مايكل بشكل عرضي بينما ينطلق سونج بطريقة طولية، الي الخلف والي الأمام. سونج يمتاز بسرعته وانطلاقاته مع تسجيله الأهداف وتمريراته في الثلث الأخير، بينما أرتيتا يجيد التمرير في منطقة الوسط بالاضافة الي تطور قدراته الدفاعية وبالتالي نحن أمام ثنائية اللاعب السريع والمبتكر " سونج " مع اللاعب الممرر قاطع الكرات "أرتيتا "، Runner, Creator + Passer, Destroyer .
يايا توريه مع جاريث باري، الأفريقي السريع القادر علي تسجيل الأهداف مع الانجليزي الكلاسيكي صاحب التمريرات المتقنة المتميز في خطف الكرات أمام خط دفاعه. يايا لاعب الارتكاز الهداف وباري صاحب مهام دفاعية أوضح، Toure the Creative, Runner + Barry the Passer,Destroyer .
نموذج أخر علي ثنائيات المحور، عندما يلعب فريق بلاعبين ارتكاز مهامهم دفاعية بحتة، جلبرتو سيلفا وفيليبي ميللو مع البرازيل في كأس القارات 2009 ومونديال 2010. ماركوس سينا وبورخا فاليرو مع فياريال، مع مهام هجومية اضافية لفاليرو .
0 comments:
إرسال تعليق