• اخر الاخبار

    الاثنين، 22 يوليو 2013

    الفرق بين المشجع الحقيقي والمشجع البلاستيك !

    ليست كل الفرق تعتبر فرق، هناك مجموعات تقاتل من أجل أن تتحول الي فرق، السر في الانسجام، التناغم هو المفتاح. الرغبة مهمة في ذلك، لكن الحل السحري يكمن في الجماعية التي تجعلك تدافع وتهاجم كـ كتلة واحدة. هناك فرق رائعة تلعب بذكاء كبير لكنها لا تكون فريق محكم في النهاية. الفريق العظيم لا يضم عازف منفرد !" مقولة مهمة للمدرب الكبير أريجو ساكي حول أهمية اللعب الجماعي في كرة القدم .

    الجماعية ليست في الملعب فقط، بل يجب أيضا" أن ينتقل هذا السلوك الي الجماهير، مشجع كرة القدم في الماضي كان ينظر فقط الي فريقه، تاريخ النادي الذي يشجعه، قيم وتقاليد كروية متوارثة يعشقها ويفتخر بها. مع دخول الانترنت وانتشار المواقع الاجتماعية والمنتديات الرياضية، تغيرت الأمور شيئا فشيئا" وزاد التعصب بين الجميع، دخل المشجعون في معارك كلامية لا تنته واختلطت متعة اللعبة بالعبارات الاستفزازية .


    ظهر بعد ذلك المشجع الذي يتأثر باللاعب أكثر من الفريق، أصبحنا نري مجموعات من الجماهير تنتقل من تشجيع نادي الي اخر بسبب رحيل نجمها المفضل. لم يعد هناك انتماء الي الكيان، زادت التفرقة بين الأنصار والمحبين وتفشي الصراع بين مشجعي الفريق الواحد حول انتقاد لاعب معين أو مدرب صاحب اسم كبير. كرة القدم لعبة من أجل المتعة والوحدة لا الخلاف والتفرقة، جوهرة اللعبة ضاع وسط خلافات بيزنطية لا هدف منها .


    في مصر بعد انتقال حسام حسن من الاهلي الي الزمالك في الماضي، حدثت مثل هذه الحالات. من حق الجماهير أن تعبر عن اعتراضها عن قرار ما وحتي هجومها علي الاشخاص المتسببين فيه لكن أن تجعل حبك للاعب مهما كان اسمه أكبر من عشقك لناديك، تلك هي المشكلة. الحكاية في أوروبا أيضا، رونالدينيو النجم البرازيلي الكبير أجبر بعض مشجعي برشلونة علي الابتعاد عن تشجيع النادي بعد رحيل اللاعب خارج الكامب نو، ظاهرة غريبة لكنها موجودة .

    نشاهد تلك الحالة مع العديد من الفرق في أوروبا والعالم، عندما يظهر النجم الأول للفريق بشكل سيء ويخسر فريقه، لا يتحدث بعض المشجعين عن سوء مستوي اللاعب ويكتفون فقط بمهاجمة بقية اللاعبين. يُقال أن المساواة في الظلم عدل فما بالنا بالمساواة في العدل ؟ يجب أن يضع الجميع كفة النادي فوق الجميع، مصلحة فريقك قبل مصلحة أي لاعب، حتي لو كان هذا اللاعب هو صديقك وليس نجمك الأول فقط !

    انتقلت تلك الأفة الي المدرجات، هناك فئات من الجماهير تتحدث وكأنهم الوكيل الوحيد للتشجيع، ولا يحترمون بقية الأنصار الذين يحبون النادي مثلهم وأكثر. شعار نحن أولا يجب أن يُمحي من الملاعب المصرية والعالمية، لا يوجد في الرياضة مفهوم ما يسمي بالدولة داخل الدولة. داخل المستطيل الاخضر لا فرق بين لاعب واخر الا بمستواه، وفي المدرجات وخارج الملعب، الجميع متساوي في حبه للكيان الذي يشجعه، لا مزايدات في لعبة الشعوب .


    تحدثت عن هذا النوع من المشجعين الذين يعرفون بـ " المشجع البلاستيك " بعد أن شاهدت ما يحدث في المشهد السياسي الحالي، أشخاص يضعون مصلحتهم الشخصية ومصلحة جماعتهم فوق مصلحة الوطن، لا يفكرون الا في ذاتهم ويحسبون أنفسهم أهم من البقية، المستقبل لا يحتاج الي أي " بلاستيك "، يريد فقط المشجع الحقيقي، ليس فقط في كرة القدم بل في كل مجالات الحياه .
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الفرق بين المشجع الحقيقي والمشجع البلاستيك ! Rating: 5 Reviewed By: كوتشو
    إلى الأعلى