• اخر الاخبار

    الخميس، 11 يوليو 2013

    جوارديولا المصري .. !

    أنا واحد من هؤلاء الذين شاركوا في ثورة يناير المسروقة، واحد من الشباب الجميل اللي نزل يوم خمسة وعشرين كما قال عنا عرابو التليفزيون المصري ومساعديهم. عشت أجمل وأحلي وأروع 18 يوم في عمري، حلمت حتي وصلت الي عنان السماء، وعندما واجهت الواقع تمنيت لو كنت في عداد الراحلين. كنا نجلس وأنا الرفقاء ممن شاركوني الخيال بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، يبدأ أحدنا بالحديث عن أن مصر ستكون مثل تركيا بعد خمس سنوات، يرد عليه صديق اخر ليقول، لماذا ننظر الي تركيا ؟ والنموذج الاشتراكي الديمقراطي في البرازيل حاضر وبقوة، أما أنا فكنت أذهب الي أبعد حلم ممكن. يا أعزائي، مصر ليست تركيا ولا البرازيل ولا حتي ماليزيا، بلادنا دولة لا مثيل لها في الجغرافيا وفي التاريخ عمرها ما كانت التانية، مع كامل حبي وتقديري لعم نجيب سرور .

    وسط أجواء متتالية من المظاهرات والاعتصامات والوقفات، شد وجذب بين الثوار والاخوان والعسكر والفلول، حرب مستمرة علي جميع الاصعدة والمستويات، حصل كل فريق علي مراده، الفائز في الحكم، والخاسر في المعارضة، والحكم جنرال يقود اللعبة وفقا" لمبادئه رغم أنف الجميع. أما أنا ومن علي شاكلتي، الشباب الذين شاركوا دون أي مصلحة أو مطمع، ابتعدنا فتوارينا ثم تنحينا جانبا، حتي اختفينا تماما" عن الصورة .

    لا أجيد لغات أخري غير العربية حتي أعمل في احدي الوظائف المرموقة، ولا أملك معارف كبار يساعدوني علي الالتحاق بأحد البنوك الاستثمارية، ولا أستطيع تكوين شبكة علاقات كبيرة تمنحني فرصة الدخول في عالم حقوق الانسان حيث تفجير القضايا والسفر الي الخارج وحضور المؤتمرات والليالي الملاح. انتهت بي الأمور الي حالة أسوأ بكثير من قبل يناير. وقتها كنت أبحث عن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية لي أما العيش فكان لغيري. ولكن الان، انضممت الي غيري في سعينا خلف لقمة العيش .

    وحدها كانت كرة القدم، السبيل الأخير نحو عالم خاص بعيد كل البعد عن الحزن والألم والاكتئاب. أكبر من مجرد لعبة، ومضة ضوء وسط بحر من الظلمات، ملاذ أمن للخروج من النفق المظلم. ذلك المصطلح الذي أطلقه السياسي الوحيد الذي احترمته، لكنه في النهاية لم يحقق المراد وفشل ككل الأشياء المحيطة بي في حياتي .

    خلال السطور القادمة سأتحدث عن جوانب من الثورة واللعبة، مصر وكاتلونيا، التحرير والكامب نو، الحياة وكرة القدم. عن سنوات اليأس والأمل، الكُره والعشق، الفشل والنجاح. علاقة غريبة متباعدة بالنسبة للجميع لكنها تتقابل أمام عيني بعد أن عشتها بقلبي .


    جوارديولا المصري، الحادي عشر من يوليو، الثاني من رمضان ,
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: جوارديولا المصري .. ! Rating: 5 Reviewed By: كوتشو
    إلى الأعلى