تظهر أهمية الوسط بقوة خلال السنوات الأخيرة في كرة القدم الحديثة، بعد فوز برشلونة علي مانشستر في نهائي دوري أبطال أوروبا 2011، صرح السير فيرجسون بأن وسط برشلونة هو من أعطي الأفضلية، تشابي وانيستا مع بوسكيتس قيمتهم أهم من ثلاثي الهجوم الذي يضم ميسي. تصريح يؤكد أهمية هذا المركز في تفوق أي فريق. اليونيتد نفسه مع اخر لقب اوروبي حصل عليه عام 2008، ضم وسط متنوع، كاريك وهارجريفز في التمرير، أندرسون وفليتشر في العرقلة والنواحي الدفاعية، مع سكولز كلاعب متكامل .
تراجع أداء الوسط في مدينة مانشستر كثيرا"، فليتشر مع المرض اللعين، سكولز واعتزاله الكرة، انخفاض مستوي أكثر من لاعب، كلها أمور أثرت علي تناغم اليونيتد. يبدو أن النادي قد خسر بوجبا الذي عرف طريق التألق في تورينو، بينما يعتبر كليفري هو الناجي الوحيد القادم من أكاديمية الشبان. رغم كل تلك المعوقات الا أن مايكل كاريك قدم موسم ملحمي وحمل بطل الدوري الانجليزي علي عاتقه حتي النهاية، نسبة تمرير رائعة ورؤية مختلفة داخل الملعب، أعتقد بأنه القائد الجديد للشياطين الحمر .
بعد قدوم مويس، أصبحت هناك رغبة كبيرة في ضم لاعب وسط جديد، تياجو ألكانترا ذهب الي بايرن، وستروتمان الي روما، لم يتبق سوي مروان فيلايني وسيسك فابريجاس. المانيو يصمم علي استقدام فابري، قدم اليوم عرض رسمي جديد يصل الي 35 مليون يورو مع حوافز اضافية الي ادارة برشلونة، الادارة الانجليزية تثق في خروج النجم الكاتلوني بعيدا" عن الكامب نو .
قصة سيسك مختلفة، اللاعب عرف طريق النجاح مع أرسنال لعدة سنوات بعد رحيله من اللا ماسيا - مدرسة الشبان في برشلونة - وحينما عاد من جديد الي كاتلونيا، انتظرت منه الجماهير عروض رائعة وطالبته بأن يكون الخليفة الشرعي للنجم الكبير تشابي هيرنانديز. لكن، تأتي الرياح بما لا يشتهي الأنصار، عاني اللاعب من تذبذب واضح بالمستوي، عروض متباينة، حتي انتهي به المطاف بالجلوس علي الدكة في نهاية الموسم قبل الماضي .
رحل جوارديولا وتولي تيتو مهمة الادارة الفنية، كانت البداية حافلة بالأرقام الايجابية بالنسبة الي سيسك، أهداف بالجملة وتمريرات ساحرة، حصل علي الأفضلية في العديد من استطلاعات الرأي. دور أول ممتاز وكالعادة سيسك يُنهي الموسم بصورة سيئة، انخفاض حاد في المستوي حتي الابتعاد شيئا فشيئا" عن التشكيلة الأساسية. لوغاريتم غريب ومريب أجبر مشجعي برشلونة علي مهاجمة اللاعب خلال بعض المباريات بالموسم الماضي .
سيسك أكد في أكثر من حوار بأنه عازم علي البقاء، يريد الاعتزال في برشلونة وواثق من نجاحه. ادارة النادي أيضا" من الصعب أن تتخلي عنه خصوصا" بعد انتقال ألكانترا الي ميونخ، وبالتالي لن تتحمل الجماهير الكاتلونية صدمة أخري بخروج فابري. الا أن تصميم مويس وادارة النادي الانجليزي علي مطاردته يجعل الأمور تظل معلقة حتي النهاية في سيناريو لن يُغلق الا بنهاية الميركاتو أو ضم المان لاعب اخر كمروان فيلايني نجم ايفرتون مثلا" .
وضع فابريجاس مع برشلونة يذكرني بحالة حسام غالي نجم الأهلي السابق ومنتخب مصر " مع الفارق ". غالي ترك الأهلي في الماضي وهو في قمة مستواه، عرف طعم التألق مع فينورد ثم توتينهام حتي مشكلته الشهيرة مع المدرب. عاد اللاعب بعد ذلك الي القلعة الحمراء بأمال عريضة وأمنيات عالية، لكنه لم ينجح مثل الماضي، لعب بعض المباريات الكبيرة وكثيرا" من اللقاءات العادية أو السيئة. من الصعب استعادة الذكريات والعودة الي الماضي الجميل .
سيسك هو الاخر كان أحد نجوم الشباب، وصل الي قمة نضجه الكروي في انجلترا مع أرسنال ومع عودته الي برشلونة، شاهدنا تباين في المستوي وعدم قدرته علي فرض اسمه بين أباطرة الفريق. هل سيرحل سيسك علي خطي غالي ويترك برشلونة بلا رجعة هذه المرة !؟ أعتقد بأن الأمر ما زال صعب للغاية، الكوليز لن يتحملوا رحيل لاعب اخر، والموسم القادم سيكون حاسم ومصيري في مستقبل اللاعب، اما الدخول في رادار كبار الأسماء بالفريق أو العودة الي انجلترا بعيدا" عن عشقه الأبدي، كاتلونيا .
رااااائع .. كاتب مثلك كان فين من زمااان ... ممتاز استمر كل الدعم لك ...
ردحذف