• اخر الاخبار

    الأحد، 14 يوليو 2013

    نوستالجيا



    قديما" وقبل انتشار شبكات التواصل الاجتماعي والمنتديات الرياضية، كانت كرة القدم بالنسبة للغالبية العظمي من الجماهير تتلخص في مشاهدة مباراة فريقك، ثم الدردشة مع الوالد أو الأخ بعد المباراة والذهاب في اليوم الثاني الي المدرسة أو العمل لتدافع عن فريقك أو تشمت في المنافس، لم يكن هناك أي أمور اضافية، لا قنوات رياضية ولا مواقع كروية، في حضرة الجانب النقي من اللعبة .

    من الممكن أن تختار حبك بسبب لون قميصه، ذكريات أول مباراة شاهدتها مع أصدقائك، أول قميص كروي يشتريه لك والدك، هدية قيمة في عيد ميلادك عباراة عن متعلقات أو اكسسوارات للنادي. كل واحد فينا له جانب روحاني في حياته، أقرب الي الحنين والتعلق بالماضي، انها النوستالجيا التي تظل عالقة في مخيلتك مهما تقدم بك السن، سنحكي لأطفالنا وأحفادنا عندما يبلغ بشعرنا الشيب، أننا شجعنا كرة القدم وأحببناها قبل غول التكنولوجيا المتوحش .


    بعد دخول الانترنت وتوغله، انقلبت الاية وتبدلت الأمور، أصبح من السهل التواصل مع مشجعين فريقك ومناقشة أنصار الخصوم. زادت النقاشات الساخنة بين المتابعين، هجوم متكرر واستفزازات متواصلة، صراع لا يتوقف بين أتباع كل فريق. بدأنا في التعرف علي نوعية جديدة من الجماهير تعرف بـ " المشجع البلاستيك " .

    هو بكل تأكيد ليس ذلك المشجع الذي بدأ مشاهدة كرة القدم عندما اختار الفريق الذي يفوز في معظم المباريات، أو الفريق الذي يضم أكبر عدد ممكن من النجوم. أيضا هو مشجع بعيد تماما" عن الذين قرروا متابعة المباريات في وقت قريب. كلها أمور شخصية لا داعي الي ذكرها وبالنسبة لي ولغيري التدخل فيها يعتبر تصرف بعيد كل البعد عن الروح الرياضية .


    القصد هنا عن مشجع ينتظر نهاية المباراة بفارغ الصبر لكي يدخل علي الانترنت. في حالة الفوز، يحاول استفزاز جماهير الخصوم بأي طريقة ممكنة، يقلل منهم ومن امكانيات فريقهم دون الاهتمام بفريقه ومحاولة اكتشاف أشياء جديدة في المباريات. أما عند الهزيمة، فانهم يختفون تماما" علي عكس القاعدة الكروية الشهيرة، مع فريقك علي الهزيمة قبل الفوز. وهناك أنواع أخري منهم يتواجدون من أجل وضع أي أعذار مثل عدم احتساب الحكم لضربة جزاء أو الظلم الواقع علي الفريق من الجميع .
    الجانب العاطفي من اللعبة في خطر، لا يهتم صديقنا بتاريخ فريقه، الأمور التكتيكية المبتكرة في اللعبة، كيفية الفوز والهزيمة. كل مشجعي الفريق يملكون " جماهير بلاستيك ". ريال مدريد، برشلونة، مانشستر، أرسنال، تشيلسي، والجميع بلا استثناء. التباهي بهزيمة المنافس ونسيان قيمة الانتصار دليل مهم علي خطورة الخطوط الجديدة التي تحاصر الرياضة. حتي لاعبي فريقه لم يسلموا من هجومه، الاستفزاز والزيادة في الخصومة منهج يسير عليه ذلك الشخص .


    تشجيع الفريق أهم من النظر الي المنافس، فريقك الذي اخترته عن اقتناع هو الهدف المنشود في النهاية. هناك من يشجع بسبب لاعب يحبه، أو طريقة لعب تستهويه، وأحيانا لوجود نسبة كبيرة من الأصدقاء والأهل علي نفس النسق، وأيضا" بسبب البطولات والمباريات التي ينتصر فيها الفريق الذي تقف في صفه. دعم النادي شيء اكبر من مجرد تفاهات صغيرة تتعلق بالاستفزاز والتقليل من الاخرين .

    والان مع بعض ذكريات الأصدقاء ما قبل مرحلة الانترنت،

    - عمر : أتذكر مباراة المان يونيتد وبايرن ميونخ في نهائي دوري أبطال أوروبا 1999، لاعبو البايرن علي الأرض، كولينا يحاول أن يكمل المباراة، اللقب ينتقل من بافاريا الي الشمال الانجليزي، أمر لا يصدقه عقل .

    خليل : كنت أختبيء تحت المائدة في السابق حتي أشاهد مباريات كوبا أميركا في اخر الليل، أخي ينام وأتابع الساحرة المستديرة بمفردي .

    - صلاح : نهائي كأس الاتحاد الأوروبي بين ليفربول وألافيس، المباراة المجنونة التي انتهت بفوز الليفر بخمسة أهداف مقابل أربعة .

    - مروان : نظرا لسني الصغير، لم أكن أشاهد مباريات كثيرة في تلك الفترة لكني أتذكر نقاشات أخي ووالدي حول كرة القدم .

    - وليد : لن أنسي مباراة الأهلي وريال مدريد في ستاد القاهرة عندما فاز الشياطين الحمر بهدف صنداي، كذلك مباريات منتخب الشباب المصري في 2001 بالملاعب المفتوحة مع توبيخ مستمر من الوالد والأسرة للخروج متأخرا" لفارق التوقيت بين مصر والارجنتين .

    - علي : لن أنسي اطلاقا مباراة برشلونة وريال مدريد، وفوز البارسا بخماسية في ليلة تألق فيها روماريو بالكامب نو .

    - زيزو : أتذكر فوز الريال علي برشلونة بهدفين مقابل لا شيء في نصف نهائي دوري الأبطال عام 2002 .

    مصطفي : كنت أشاهد مباريات الزمالك ثم اذهب الي المدرسة في اليوم الثاني لكي أدافع عن فريقي، عندما يفوز الأبيض كانت الحياة تبتسم لي أما حينما يخسر كنت أبتعد عن الجميع لعدة أيام .


    كانت هذه النوستالجيا خاصة بي وباصدقائي، فكرة بسيطة لاعادة الذكريات القديمة والشوق الي أيام لن تتكرر، وتبقي كرة القدم هي المتعة الأبدية في كل الأحوال ,

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: نوستالجيا Rating: 5 Reviewed By: كوتشو
    إلى الأعلى