و عندما سالته عن سبب تفوق اسبانيا حاليا و هيمنتها على العالم فرد بجواب رائع و قال :
بما اكتفى الاسبان من العلقات والهزائم الثقيلة في مباريتهم مع الطليان فانطلقوا من مفهوم صحيح هو أن كرة القدم استعراض رياضي ولكنهم لم يكونوا يعرفون كيف يدافعون تطوروا من خلال وضع المهارة الفنية التي تعلموها في الصغر في خدمة الاداء الجماعي ، بعد ذلك كان الأمر يحتاج لنادي وشخص يجسدان هذا التطور ويستثمرانه .
فسالته ليكيب هل تقصد غوارديولا ؟ فرد
هو والاداريون الذين وضعوه علي رأس الفريق في عام 2008 وهو في سن الـ 37 وكان في الفريق الاحتياطي ، كانت فكرة رائعة ،
ما أن تم تعيينه حتى صرح : " لا أريد ديكو ، رونالدينهو ، ايتو " مع أنهم كانوا الأفضل والأشهر ولكن بيب كان يعلم أن مبدأ الضغط في ظل وجود المشاهير لن يكون كاملاً وبعد سنتين توجت اسبانيا بطلة للعالم لأن غوارديولا حل مشكلات ديل بوسكي مدرب اسبانيا .
و كدلك سالته عن المقارنة بين برشلونة الحالي وميلان 1987 -1990 فرد قائلا :
كنا أقوياء بدنياً مع فان باستين ورايكارد وخوليت ومالديني ،، أما البرشلونيين فأكثر تقنية بيد أن المفاهيم متشابهة : الضغط العالي ، استحواذ الكرة ، اللعب الجماعي إلى الأمام فضلاً عن المهارات الفردية .
# الأسئلة السابقة اعداد الصديق : Sido Bigboss
هل كان من الصعب أن أدافع ؟ ولماذا لم أعد الى الخط الخلفي ؟ كيف اخترت فلسفتي في كرة القدم ؟ وأين الطريق الذي سلكته من أجل الوصول الي التاريخ مع ميلان ؟ هل فعلاً ميلان ساكي فريق من الصعب تكراره ؟ وما هي ذكرياته مع هذا الجيل العظيم ؟
أسئلة طرحها المعلم والقائد أريجو ساكي في حديثه عن ميلان نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، ذلك الفريق الحاصل علي بطولتي شامبيونز في عامين متتاليين، مجموعة الوحوش الذين غزوا أوروبا والعالم بأداء اعجازي وانتصارات لا تُنسي. ميلان ساكي فريق هجومي يهزم عمالقة الدفاع في مهد الكاتانتشيو، هكذا يكون الابداع .
الفرق عبارة عن مجموعات، كل مجموعة تصارع من أجل الوصول الي درجة تناغم، وبعدها تتحول الي فرق كبيرة. الانسجام هو المفتاح، والحل في التكتيك Harmony is a key. بدأ ساكي في تحقيق المعادلة الصعبة، الدفاع القوي واللعب الهجومي في نفس الوقت، لذلك ميلان ساكي تفوق علي جميع أقرانه فيما بعد .
ساكي كان بعيد النظر، قوي الرؤية، وحاد البصيرة. اكتشف أن المستقبل للتنوع والعولمة في اللعبة، اللاعب القادر علي التعامل مع الكرة دون أن يراها. حرية التمركز والتحرك بدون كرة، أن كرة القدم القادمة ستكون للاعبين القادرين علي التكيف مع أي ظروف طارئة.
اختار ساكي تكتيك الأشباح، درب لاعبيه علي التحرك بدون وجود كرة. أحد كشافي ريال مدريد ذهب الي مركز تدريب ميلان، عاد الي العاصمة الأسبانية لكي يقول لهم، أنه شاهد مباراة كرة قدم حقيقية بين 22 لاعب، كل فريق يضم 11، بقوانين عادية، لكن المصيبة أنه لم يشاهد الكرة ! لقد لعبوا بدون كرة، انهم مجموعة أشباح لا بشر .
أريجو كان يقول للاعبيه، تخيلوا وجود الكرة، تحركوا وتمركزوا وتصرفوا علي أساس تخيلي، لذلك كان فريق ميلان الأفضل في العالم من حيث التحركات والتمركز داخل الملعب. الميلان فاز علي ريال مدريد وقتها بخمس أهداف مقابل لا شيء في دوري أبطال أوروبا للأندية الكبار .
التنظيم مهم، فريق يضم 11 لاعب غير منظم غير قادر علي الفوز أمام فريق يضم 5 لاعبين منظمين. كان يقسم الميلان في التدريبات الي فريقين، فريق يضم فان باستن وخوليت والنجوم، وفريق أخر منظم مكون من حارس مرمي وأربع مدافعين، كانت الغلبة في النهاية من نصيب الفريق الدفاعي، والسر في التمركز المحكم والتكتيك المنظم .
ساكي كان يستطيع أن يلعب بريكارد كمدافع وخوليت كلاعب وسط، ويعود لكي يغلق مراكزه ويلعب علي المرتدات كما الحال في كل فرق ايطاليا وقتها، لكنه اختار الطريق الصعب، أن يهاجم من البداية حتي النهاية. أن يلعب المدافع ريكارد في خط المنتصف، وخوليت لاعب الوسط كمهاجم ثاني خلف الصيحة المختلفة في كرة القدم تلك الأيام، ماركو فان باستن .
الفارق بين أخر مدافع وأول مهاجم مسافة لا تزيد عن 25 متر، قوانين الأوفسايد وقتها قد أفادته كثيرا، الميلان مع ساكي لعب بسياسة الضعط العالي pressing Game، قطع الكرات من الثلث الهجومي للفريق والدفاعي للخصم. الفريق الذي يعبر خط وسط الميلان يعتبر من الناجين، لأن الروسونيرو يدافع بـ 11 ويهاجم بـ 11، كرة القدم الجماعية في أعظم صورة لها .
- 1 مايو 1988، الميلان يهزم نابولي بقيادة دييجو أرماندو مارادونا بنتيجة 3-2. دييجو رهيب لكن جماعية الميلان تفوز .
- 19 أبريل 1989، الميلان يهزم ريال مدريد بخمسة أهداف نظيفة في لقاء تاريخي، سيمي فينال دوري أبطال أوروبا .
- 24 مايو 1989، الميلان يهزم ستيوا بوخارست برباعية في نهائي دوري أبطال أوروبا .
جاء بيب جوارديولا الي كرة القدم،
بعد ميلان ساكي وبارسا كرويف، والهزيمة الكبيرة لكرويف أمام كابيلو في نهائي 94. فاز هنا المدرب الواقعي علي المدرب الحالم، هو لم يكن انتصار عادي بل هزيمة فلسفة كروية قائمة علي الابداع والتخيل أمام فلسفة أخري تركز علي الواقعية .
ومنذ ذلك اليوم، ونوعية المدربين تأخذ بعداً ومنحني محتلف. أوتمار هيتسفيلد، السير أليكس فيرجسون، بينيتز، ديل بوسكي، ايمي جاكيه، سكولاري، ليبي، مورينيو، وأخرون. كل مدرب له كرته وأساليبه لكن الواقعية هي نهاية المسار الخاص بهم .
هناك حالات خاصة مثل أرسين فينجر، لويس فان جال، فرانك ريكارد، لكن ظلت الغلبة للمدرسة الواقعية التدريبية في النهاية.
قدوم بيب جوارديولا أعادنا من جديد الي زمن الأحلام، مدرب راديكالي ماركسي في كرة القدم، لا يعباً بما يقوله الغير ويركز فقط في الاتيان بالجديد، الابتكار هو أساس النجاح، شكل أفكارك واختار طريقك، والملعب هو الفيصل. كرة القدم فن، والمدرب أقرب الي الفنانين الذين يحاولون امتاع الجمهور .
هو مبتكر فلسفة " لماذا تلعب كرة قدم معقدة، ما دمت تستطيع أن تقدم مباراة سهلة وبسيطة !؟ " أو كما قالها هنا أحد الأخوة بالأمس دون أن يفهم معناها بشكل كامل، انها طريقة السهل الممتنع .
التمرير الكامل وتقارب المساحات بين لاعبي الفريق الواحد، التحرك كوحدة واحدة، اللعب برباعي خلفي وثلاثي خلفي في مباراة واحدة، مع الحفاظ علي " ريتم " الفريق كما هو، أمور لم يفعلها أي مدرب قبل المتواضع حليق الرأس .
لا أحب أن أطيل أكثر من ذلك ويكفي المقولة الشهيرة الذي قالها الصحفي الايطالي الشهير ماركوتي عنه Pass and move, it's the Guardiola groove أو مرر وتحرك لأنك في حضرة البيب جوارديولا، الجامع بين التمرير والحركة في أن واحد .
بيب طُرد من جنة كرة القدم بسبب ضعف بنيانه وافتقاره الي الجوانب البدنية القوية. جوارديولا عاد كمدرب، أعاد من جديد لاعب الارتكاز الممرر، اختفي اللاعب البدني القوي واصبحت كل الفرق تحاول الحصول علي شبيهي بوسكيتس .
صنع مجد لن يتكرر، أبعد توريه واخترع بوسكيتس، بوسكيتس هذا أحد أهم الاختراعات العبقرية في كرة القدم خلال السنوات الأخيرة
ارتكاز مدافع أو Holding Player لكنه اضاف الي هذا المركز متعة ومهارة التمرير الدقيق، بناء الهجمة، اللعب كصانع لعب في العمق، حائط دفاعي أولي في نفس الوقت، يجيد اللعب ايضا كارتكاز مساند، لاعب يمتاز بالمرونة التكتيكية والذكاء الكروي الغريب .
عودة لاعب الوسط الممرر أحد انتاجات بيب، الان كل فرق العالم تلعب بارتكاز قادر علي التمرير وبناء الهجمة. تغير قوانين الاوفاسيد وتمديد الملعب أدي الي استحالة اللعب بطريقة ميلان ساكي في الضغط، لكن مع بارسا بيب، عاد الضغط العالي من بداية الملعب حتي نهايته، والسر في الانتشار الرائع واللعب كوحدة واحدة، في الدفاع والهجوم .
- 2 مايو 2009، برشلونة يهزم مدريد في البرنابيو بستة أهداف مقابل هدفين .
- 29 نوفمبر 2010، بيب يستقبل مورينيو بخمس أهداف في الكامب نو، برشلونة 5 مدريد 0 .
-28 مايو 2011، واحدة من أعظم مباريات كرة القدم، برشلونة 3 مانشستر يونيتد 1 في ويمبلي .
.