يقدم الأرسنال هذه الأيام عروض خيالية رفقة لاعبه الجديد مسعود أوزيل، النتائج تحسنت والأداء أصبح أفضل، تصدر الدوري بجدارة والانفراد بقمة مجموعة الموت في الأبطال، مازال الوقت مبكراً للغاية لكن الجميع لمس تغير واضح في أسلوب لعب أرسنال هذا الموسم. " انه أعطي الفريق قيمة اضافية، زاد من أهمية أرسنال ورفعه الي مستوي أعلي", هكذا وصف أرسين فينجر لاعبه الجديد القادم من ريال مدريد .
هو تصريح شبيه بما قاله السير أليكس فيرجسون مطلع تسعينات القرن الماضي حينما انتقل الفرنسي المجنون ايريك كانتونا الي قلعة الأولد ترافورد. أرسنال بعيد كل البعد خلال السنوات الأخيرة عن مصاف الأندية الكبيرة، صعود بشق الأنفس الي دوري الأبطال خلال الموسم الماضي وخروج مبكر أمام بايرن، خسارة كل شيء ممكن وتقديم مستوي باهت متذبذب. عنوان عاش سنوات وسنوات بعد سياسة النادي في بيع النجوم والاعتماد علي الصغار .
بعيداً عن سياسة النادي خلال السنوات الأخيرة فان رحيل تيري هنري كان عن النادي عام 2007 كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقولون، الفرنسي هو رمز النادي اللندني، البطل الذي تتعلق به أمال العشاق والأنصار، الفتوة الذي يلعب وسط مجموعة من الشباب الاقرب الي دور الحرافيش. حال أرسنال ذكرني بالرواية الملحمية للأديب العالمي الحائز علي نوبيل، نجيب محفوظ. مجموعة لاعبين يشاركون بدون هدف حقيقي، مجرد مباراة الي مباراة والمحصلة في النهاية صفر .
قدوم مسعود أوزيل هذا العام ليس مجرد انتقال عادي، أرسنال ألقي برسالة الي الجميع، نحن عائدون من جديد، ودفعنا 50 مليون يورو في واحد من أفضل اللاعبين في العالم، لم نعد نادي طارد للنجوم بل أصبحنا فريق ينتقي جواهر المستديرة. مسعود هنا وكأنه الناجي الصغير حفيد الفتوة الراحل، البطل القادم من رواية محفوظ المعروفة باسم " الحرافيش ". تعلقت به أمال الجميع وتحول لاعبو أرسنال معه الي نجوم كبار يريدون فعل شيء هذا الموسم .
فنياً، أوزيل يعتبر من أفضل صناع اللعب الجدد في طريقة 4-2-3-1، هو المركز رقم #10 الذي ينطلق بحرية في الثلث الهجومي الأخير، يستلم الكرة ويمررها الي المهاجمين، يصنع الأهداف ويسجلها اذا سنحت الفرصة. هو أفضل أسيست مان في دوري أبطال أوروبا خلال السنوات الماضية. مسعود يملك قيمة اضافية في قدرته علي تبادل المراكز مع الأطراف وملأ الفراغات داخل تكتيك فريقه، الجناح الأيمن يدخل في العمق ويتحول أوزيل مكانه، ينطلق اليسار علي الخط ليتمركز أوزيل في المنطقة الشاغرة بين الجناح والظهير .
ليس هذا فحسب بل يمتاز أوزيل بقدرته علي التحول من الوسط الي الهجوم لكي يقوم بدور رأس الحربة الوهمي والمهاجم الثاني False 10، هدفه في مرمي نابولي دليل كبير علي ذلك. أوزيل ينطلق في قلب الهجوم ويتحرك جيرو علي الطرف ليستلم الألماني الكرة ويضعها مباشرة في الشباك. هو صانع لعب حقيقي وجناح عند الطلب، اثنين في واحد وليس مجرد لاعب واحد .
لاعب غير أناني وذكي جداً في تغطية المساحات التي يتركها زملائه المهاجمين، يجيد التحرك والانتشار في المنطقة التي توجد بين قلبي الدفاع وثنائي المحور للمنافس، تعتبر هي المنطقة الحمراء في التكتيك الحديث، لأن اي نادي من السهل ضربه اذا امتلك الخصم هذه المساحات. بعيداً عن صناعة الأهداف، نجم المدفعجية الجديد رائع في التحرك بدون كرة واللعب في أضيق المساحات الممكنة، لأن العبرة ليست فقط في الهجوم بل في تغطية المساحات الشاغرة التي يتركها الهجوم خلفه، وأوزيل ملك هذه الخانة .
في النهاية، الأرقام هي الفيصل دوماً. أوزيل ينطلق في الأطراف بنسبة تصل الي 18 %، يلعب في المساحات الشاغرة بين رباعي دفاع المنافس بنسبة 20 %، الانطلاق من الوسط الي قلب الهجوم بنسبة 13 %، الوقوف في منطقة المركز 10 والتحرك فيها بنسبة تصل الي 33 %، أما بقية الوقت في كافة أرجاء المستطيل الأخضر. انه لاعب مختلف ..
0 comments:
إرسال تعليق