فعلها أرسنال وهزم ليفربول وبكل جدارة، هو ليس انتصار عادي بل تأكيد أن المدفعجية يختلفون هذا الموسم عن السابق ومستمرون في المنافسة علي اللقب، ثلاث نقاط تبعد كتيبة أرسين فينجر عن أقرب منافسيهم بخمس نقاط كاملة، وتألق كبير لجميع أفراد الفريق في مباراة أعادت لجمهور أرسنال الثقة الحقيقية من جديد .
لعب رودجرز بطريقة 3-5-2، ثلاثي دفاعي صريح، ثلاثي بخط الوسط، ظهيرين في الدفاع والهجوم مع الثنائي الفتاك، ستوريدج وسواريز. بينما قابله فينجر بخطته المعروفة 4-2-3-1، بثنائية أرتيتا ورامسي، والثلاثي القاتل " روزيسكي، أوزيل، كاثورلا " خلف المهاجم الأوحد جيروه .
مشكلة 3-5-2 أنها خطة طواريء، مجرد طريقة بديلة تنفع في بعض الأحيان لكن من المستحيل أن تلعب بها موسم كامل أمام منافسين يجيدون فتح الأطراف. هذا ما حدث في ملعب الايماريتس، الأرسنال لعب كرات طولية وتمريرات بينية خلف أظهرة ليفربول، تقدم سانيا علي اليمين، وتمركز كاثورلا العبقري في اليسار، فتح شوارع عريضة في دفاعات الريدز .
حتي مع دخول كوتينهو والتحول الي 4-4-2، لم يقدر ليفربول الوقوف في وجه الفريق اللندني. وسط أرسنال امتاز بالدنياميكية والتنوع، أوزيل في العمق، روزيسكي يميل الي اليمين ويدخل في الوسط فاتحاً الطريق أمام تقدم سانيا، التشيكي الموسيقار يتحول الي الوسط لكي يقوم بدور المايسترو " أوركستريتور " بينما يصعد رامسي الي الأمام لكي يتحول الي لاعب وسط هجومي صريح Outlet CM في المساحة الشاغرة بين دفاع الليفر ومنطقة وسطه .
سانتي كاثورلا قدم عرض راقي بالأمس، الأسباني رائع في التمركز وتبادل الأدوار، يلعب علي اليسار ثم يدخل الي العمق، تحركاته سر قوته واختلافه عن البقية. جيروه هو الأخر يساعد الثلاثي كثيراً، في قدرته علي استلام الكرة وتمريراته السريعة من لمسة واحدة، هو محطة مهمة في الهجوم، يتحرك علي الأطراف كي يفسح مجال أمام سانتي ورامسي القادمين من الخلف .
في المقابل، ظهر الليفر بشكل سيء كما كان متوقع أمام خصم يلعب بشكل متنوع هجومياً، ستوريدج وسواريز ثنائي فعال جداً لكن خط وسط الفريق الأحمر يعاني هجومياً، لا يوجد ابتكار ولا تخيل، لوكاس وهيندرسون منشغلان بالدفاع وجيرارد لا يجد المعاونة الكافية هجومياً. حتي كوتينهو حينما شارك، افتقد الفريق الي اللاعب المايسترو الذي يربط خطوط الفريق، ويساهم في صعود الكرة من الدفاع الي الهجوم. صحيح أن الثنائي الأمامي فتاك لكن الكرة لا تصله كثيراً .
الأرسنال وصل الى الثلاث نقاط،
- باستخدام رامسي وأوزيل في أوضاع هجومية متقدم داخل الثلث الهجومي الأخير CM Outlets وبالتالي حدثت فجوة كبيرة في منطقة الـ Red Zone بين دفاع الليفر وارتكازه .
- روزيسكي علي الورق يلعب علي اليمين، لكنه في الملعب دوماً يدخل في الوسط لكي يصبح لاعب وسط صريح، يمرر ويتحكم في ريتم المباراة، ويبدأ هجمات الفريق، هو الـ orchestrator .
- سانتي كاثورلا يقوم بدور محوري في التشكيلة، أوزيل يلعب أكثر في العمق، يعاني من رقابة شديدة، هنا يأتي دور الاسباني في اللعب بين الخطوط واستغلال المساحات الشاغرة، هو دور يتقنه باقتدار منذ أيام فياريال .
كل هذا الكلام تحدثنا عنه قبل واثناء وبعد المباراة، لكن ما هو الفارق ؟
من وجهة نظري، الفارق يكمن في الأسباني المجهول، مايكل أرتيتا. غاب الفرنسي فلاميني لكن مايكي يكتشف نفسه من جديد في مركز لاعب الوسط المدافع، هو من الأساس ارتكاز هجومي ولاعب أقرب الي دور الـ Deep Lying أيام الدوري الأسباني ثم ايفرتون، لكن مع أرسنال ومع تقدمات سونج السابقة الي الأمام، قام أرتيتا بالتغطية الخلفية وبعدها أصبح مميز في هذا الدور .
أرتيتا استخلص 13 كرة في المباراة من لاعبي الليفر، وقام بعمل 7 تاكيلز من أصل 9، أكبر رقم في المباراة. 2 افتكاك للكرة في الثلث الدفاعي أمام رباعي أرسنال الخلفي. مجهوده الدفاعي الوفير أعطي أريحية كبيرة لرامسي في التقدم الي الأمام، بالاضافة الي التغطية العكسية مع انطلاقات سانيا الهجومية .
مايكل تخطي حاجز الـ 100 تمريرة خلال المباراة بدقة تصل الي 94 %، 24 تمريرة في الثلث الهجومي. دور اللاعب لم يكن دفاعي فقط بل ساهم في اخراج الكرة من الوسط الي الهجوم وربط خطوط الفريق الثلاثة. دائمأً نقول بأن كرة القدم لاعب ارتكاز، وأرتيتا هو النموذج المثالي لهذه المقولة .