في يوم 4 أكتوبر عام 2008، واجه برشلونة فريق أتليتكو مدريد في الأسبوع السادس من الليجا الأسبانية، فريق جوارديولا وقتها عاني الكثير خلال الأسابيع التي سبقت هذه المباراة، هزيمة أمام نومانثيا وتعادل أمام راسينج وفوز بشق الأنفس ضد بيتيس، وبالتالي كانت مواجهة الروخي بلانكوس فاصلة الي حد كبير في مسيرة المدرب الشاب مع الفريق الكبير .
فاز يومها برشلونة بستة أهداف مقابل هدف وقدم الأحمر والأزرق عرض كروي مكتمل الأركان ومتعة غير عادية طوال التسعين دقيقة. مباراة كانت البداية الحقيقية لحقبة بارسا بيب في ملاعب كرة القدم، عنونت الصحف الأسبانية بعد المباراة بأن فريق بيب يصنع الحلم، The Pep's team makes dream .
يومها قال جوارديولا أن الفريق قدم عرض كبير والفضل يعود الي اللاعبين لكن مازال المشوار مبكراً ومن الضروري عدم اعطاء الأمور أكبر من حجمها. تمر الأيام والسنوات ويفوز فريق بيب الجديد بايرن ميونخ علي مان سيتي في ملعب الاتحاد بالثلاثة ليؤكد بيب في المؤتمر الصحفي بعد اللقاء أنه من قلة الاحترام وصف الفوز بالسهل وأن فريقه يحتاج الي تطور أكبر داعياً الجميع الي عدم التضخيم من الأداء.
جوارديولا هو جوارديولا، مهما تغيرت الظروف والعوامل، الرجل ثابت علي مواقفه ومبادئه. هو راديكالي ماركسي في كرة القدم، لا يشعر بالقلق حينما ينتقده الجميع لأنه علي اقتناع وايمان كامل بأن كرة القدم عبارة عن فن ومسرح لعرض الأعمال الفنية. لذلك يحاول دوماً أن يسبح ضد التيار وينطلق بأفكاره بعيداً عن السائد والمألوف .
كل المفروض مرفوض، اثبت للعالم انك موجود ..!
حصل بيب علي تدريب واحد من أنجح أندية العالم اذا لم يكن الأنجح خلال الموسم الماضي بفوزه بالثلاثية التاريخية، دوري وكأٍس وشامبيونز. تكتيك هاينكس اعتمد علي ثنائية المحور Double Pivot مع اقتباس ضغط كلوب دورتموند في التمركز علي حافة منتصف الملعب بالاضافة الي الميزة القديمة التي أوجدها لويس فان جال في بايرن وهي الاستحواذ والتمرير، بالتالي نجح هاينكس في التفوق علي كلوب معتمداً علي عمق فريقه وكثرة البدائل والقوة البدنية الكبيرة .
أي مدرب أخر سيأتي لتدريب فريق فاز بثلاثية، سيلعب بنفس الأدوات ويعتمد علي الأسس السابقة للنجاح، لكن جوارديولا رجل يحاول الاتيان بشيء جديد دوماً، يقال أن الابتكار نصف النجاح ويبدو أن الكاتلوني مقتنع تماماً بهذه المقولة، لذلك بدأ في تغيير بعض الثوابت الكروية داخل قلعة بافاريا، وأولها الاصرار علي اللعب بارتكاز واحد في العمق مع تركيبة الوسط الثلاثية .
ساعده علي ذلك اللاعب الأذكي الذي دربه بيب، فيليب لام. البعض انتقد التحول المفاجيء لمركز لام خصوصاً أنه من أفضل الأظهرة في العالم، لكن هناك قاعدة مهمة في التكتيك، منطقة الوسط وبالأخص الارتكاز أهم رقعة تكتيكية داخل الملعب وبالتالي السيطرة عليها يضمن للمدرب الكثير من التوازن والانسجام في المستطيل الأخضر .
بايرن لعب بـ 4-4-3، رافينيا وألابا ظهيري جنب، دانتي وبواتينج في العمق. لام كارتكاز دفاعي أمامه كلاً من شفاينستايجر وكروس. بينما في الأمام كلاً من روبين وريبري، وتوماس موللر في العمق الهجومي. موللر لم يلعب كـمهاجم وهمي بل دوره كان أقرب الي المهاجم الصريح الذي يفتح المساحات للقادمين من الخلف، ويكسب معظم الصراعات الهوائية لكي يعطي لفريقه وضعية أفضل في الثلث الهجومي الأخير .
بيليجريني لعب بتكتيكه المعتاد، 4-4-2 التي تتحول داخل الملعب الي 4-2-2-1-1، ريتشاردز وكليشي في الأظهرة، كومباني وناستاسيج في العمق. فيرناندينهو وتوريه كارتكاز، نصري ونافاس أجنحة تتحول الي العمق عند الهجوم لصناعة اللعب. وفي الأمام أجويرو خلف دجيكو. قرر مانويل عدم البدأ بسيلفا بسبب عدم جاهزيته كذلك وضع زاباليتا علي دكة البدلاء .
الملعب هو الساحة، ضع أفكارك، ارسم ما تريد، واللاعب يحول الرسم الي لوحة فنية علي العشب الأخضر .
المعركة الفاصلة كانت في خط الوسط مع السؤال الأبرز، هل سيكون هناك تفوق للبايرن في الوسط لأنه يلعب بثلاثة لاعبين مقابل ثنائي محوري للسيتي ؟ أم سيباغت الفريق الانجليزي عملاق ألمانيا بالثنائي الهجومي مقابل بواتينج ودانتي فقط كما حدث في ديربي مانشستر ونجح أجويرو في قلب الأجواء مبكراً ؟
كسب البايرن الرهان والسبب فيليب لام. العلاقة بين ديجو وأجويرو داخل الملعب كانت سيئة للغاية، البوسني استسلم تماماً للرقابة وحوصر أجويرو بين مطرقة لام وسندان شفاينستايجر العائد الي الخلف فهرب الي الأمام دوماً ليلعب في مكان قريب من ديجكو، وهنا أصبحت هناك زيادة وكثافة للبايرن في المنتصف. ثلاثة لاعبين أمام اثنين، لام وشفايني وكروس حصلوا علي الاستحواذ ووصلوا الي قمة النجاعة التمريرية لذلك سيطر البافاري علي الشوط الأول بالطول والعرض، يحيي توريه مرر فقط 7 تمريرات طوال 45 دقيقة .
البايرن مرر 613 تمريرة سليمة من مجموع 690، 101 تمريرة سليمة من أصل 107 في الثلث الدفاعي لذلك كانت خروج الكرة من الدفاع الي الهجوم تتم بانسيابية ملحوظة، دانتي وبواتينج يتحولان الي الطرف، يعود لام لكي يلعب بينهما، وينطلق الظهيرين رافا وألابا الي الأمام ليصبحا أجنحة هجومية صريحة. تنظيم دفاعي وتمرير سليم يقود في النهاية الي كرة هجومية مميزة، بايرن مرر 134 تمريرة ناجحة في الثلث الهجومي الأخير .
في المقابل فشل السيتي في مواجهة تكتيك جوارديولا. خطوط الفريق الثلاثة أصبحت متباعدة للغاية، الكرة تخرج بصعوبة من الدفاع الي الهجوم والسر في الحصار المطبق علي توريه وفرناندينهو، كل التمريرات التي تصل اليهم يعيدوها من جديد الي الدفاع لذلك لم نشاهد أجويرو ودجيكو لأن الكرة لم تصل اليهم من الأساس. 49 تمريرة ناجحة فقط في الثلث الهجومي الأخير لمان سيتي .
دفاعياً، أجبر البايرن أجنحة الفريق الانجليزي علي الدخول في منطقة الارتكاز ومساندة ثنائي المحور، نافاس ونصري تركا الأطراف لكي يصبح المجال متسع أمام ألابا ورافينيا من أجل التقدم. 5 تمريرات فقط هجومية لنافاس، و4 لسمير نصري. تحول السيتي الي فريقين، مجموعة تدافع، وثنائي مكون من أجويرو وديجكو في الأمام .
اللعب بلام في الوسط لم يضعف الناحية اليمني، التكتيك المكتمل ينتج نظام ناجح، مهما كانت الأسماء. وجود لام في الارتكاز أعطي للفريق ثقل كبير، ومنحه توازن غير عادي في ربط الخطوط. البايرن هاجم من الناحية اليمني بنسبة 43 % واليسري 31 % بينما العمق 27 %. أرقام تؤكد بما لا يدع مجال للشك أن العبرة بالسيستم الكامل وليس أسماء اللاعبين .
المباراة فقط 90 دقيقة، لا داعي للملل، اربطوا أحزمتكم، سننطلق الي المتعة ..
البايرن لعب بـ 6 لاعبين في منطقة الوسط، لام وشفايني وكروس، بالاضافة الي عودة موللر وريبري وروبين. طريقة تحركات ارتكاز البايرن في منتهي الديناميكية، لام في التمركز الصحيح، وشفايني في المساندة الفعالة، وكروس في التمرير المكتمل وكسب الاستحواذ. بينما روبين وريبري يتحولان من الطرف الي عمق الهجوم تاركين المساحة اللازمة لصعود ألابا ورافا في الـ Overlaps. وموللر أفضل من يفتح المساحات لزملائه، ومميز جداً في الحصول علي ألعاب الهواء، رأس حربة مودرن علي الطريقة الحديثة .
التمركز السليم يعطي الفريق أريحية أكبر في التمرير والتحكم في مرتدات الخصم، لذلك نجح البايرن في الحصول علي كل كرة ثانية يلعبها السيتي، بمعني كلما حصل الانجليز علي الكرة ويحاولون التمرير الي الأمام، ينطلق لاعب من البايرن ويحصل عليها ويقلب السحر علي الساحر، الهدف الثالث لروبين نموذج علي ذلك، فريق يقطع الكرة من المنتصف ويحولها الي انفراد صريح بالمرمي .
هدف أول نموذجي في قطع الجناح الي العمق والتسديد من الوضع المتحرك، وهدف ثاني دليل واضح علي أهمية امتلاك المدافع لمهارة التمرير، دانتي يمرر كرة طولية الي موللر المتحرك في ظهر المدافع ليضعها بكل سهولة في المرمي، ثم الهدف الثالث الذي يعطينا قيمة التمركز في الكرة الحديثة، Counter Pressing، تمركز سليم بهجمة مرتدة صريحة .
في 31 مارس 2010، لعب برشلونة مع أرسنال بملعب الامارات في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال، سيطر البارسا علي كل شيء وفعل بالمدفعجية الكثير وسجل هدفين لابرا ثم حدث تراجع في الأداء، بسبب اطمئنان الفريق الي نتيجة المباراة فسجل أرسنال هدفين وانتهت المباراة بالتعادل الايجابي قبل أن يفوز البلاوجرانا في الاياب بالأربعة ويصعد الي نصف النهائي .
حاول السيتي اعادة الكرة مع بايرن، لكن العودة كانت متأخرة للغاية بهدف نيجريدو في أخر 10 دقائق وطرد بواتينج المستحق لذلك انتهت المباراة بثلاثة أهداف مقابل هدف. قام بيليجريني بتعديل أوراقه في الشوط الثاني واللعب بطريقة 4-2-3-1 بتمركز سيلفا كرقم 10 في العمق، بينما ميلنر علي اليسار ونافاس علي اليمين مع ثنائي ارتكاز ثابت.
نجح ميلنر في اللعب علي اليسار وقام بعمل عدة تسديدات خطيرة كذلك تمريرات سيلفا الحريرية أعطت للسيتي شكل أفضل لكن لم يكن الأمر أكثر من محاولة لتبييض الوجه والخروج بأقل الخسائر. استمرت الدقائق الأخيرة بهجوم للسيتي ودفاع للبايرن، عودة ماريو جوتسيه هي العلامة الأهم في اللحظات الأخيرة، لاعب يملك لمسة خاصة وسيضيف الكثير لفريق جوارديولا خلال الفترة القادمة .
في النهاية، انتصر الفريق الأفضل وقدم بيب كرة قدم ممتعة وجذابة وسلسة مع فريقه الجديد، " ما حدث اليوم هو أننا لعبنا بشكل أفضل.. لعبنا بطريقة جيدة وفزنا " هكذا قال بيب بعد المباراة مؤكداً أن المشوار طويل للغاية وهذه مجرد بداية .
فاز يومها برشلونة بستة أهداف مقابل هدف وقدم الأحمر والأزرق عرض كروي مكتمل الأركان ومتعة غير عادية طوال التسعين دقيقة. مباراة كانت البداية الحقيقية لحقبة بارسا بيب في ملاعب كرة القدم، عنونت الصحف الأسبانية بعد المباراة بأن فريق بيب يصنع الحلم، The Pep's team makes dream .
يومها قال جوارديولا أن الفريق قدم عرض كبير والفضل يعود الي اللاعبين لكن مازال المشوار مبكراً ومن الضروري عدم اعطاء الأمور أكبر من حجمها. تمر الأيام والسنوات ويفوز فريق بيب الجديد بايرن ميونخ علي مان سيتي في ملعب الاتحاد بالثلاثة ليؤكد بيب في المؤتمر الصحفي بعد اللقاء أنه من قلة الاحترام وصف الفوز بالسهل وأن فريقه يحتاج الي تطور أكبر داعياً الجميع الي عدم التضخيم من الأداء.
جوارديولا هو جوارديولا، مهما تغيرت الظروف والعوامل، الرجل ثابت علي مواقفه ومبادئه. هو راديكالي ماركسي في كرة القدم، لا يشعر بالقلق حينما ينتقده الجميع لأنه علي اقتناع وايمان كامل بأن كرة القدم عبارة عن فن ومسرح لعرض الأعمال الفنية. لذلك يحاول دوماً أن يسبح ضد التيار وينطلق بأفكاره بعيداً عن السائد والمألوف .
كل المفروض مرفوض، اثبت للعالم انك موجود ..!
حصل بيب علي تدريب واحد من أنجح أندية العالم اذا لم يكن الأنجح خلال الموسم الماضي بفوزه بالثلاثية التاريخية، دوري وكأٍس وشامبيونز. تكتيك هاينكس اعتمد علي ثنائية المحور Double Pivot مع اقتباس ضغط كلوب دورتموند في التمركز علي حافة منتصف الملعب بالاضافة الي الميزة القديمة التي أوجدها لويس فان جال في بايرن وهي الاستحواذ والتمرير، بالتالي نجح هاينكس في التفوق علي كلوب معتمداً علي عمق فريقه وكثرة البدائل والقوة البدنية الكبيرة .
أي مدرب أخر سيأتي لتدريب فريق فاز بثلاثية، سيلعب بنفس الأدوات ويعتمد علي الأسس السابقة للنجاح، لكن جوارديولا رجل يحاول الاتيان بشيء جديد دوماً، يقال أن الابتكار نصف النجاح ويبدو أن الكاتلوني مقتنع تماماً بهذه المقولة، لذلك بدأ في تغيير بعض الثوابت الكروية داخل قلعة بافاريا، وأولها الاصرار علي اللعب بارتكاز واحد في العمق مع تركيبة الوسط الثلاثية .
ساعده علي ذلك اللاعب الأذكي الذي دربه بيب، فيليب لام. البعض انتقد التحول المفاجيء لمركز لام خصوصاً أنه من أفضل الأظهرة في العالم، لكن هناك قاعدة مهمة في التكتيك، منطقة الوسط وبالأخص الارتكاز أهم رقعة تكتيكية داخل الملعب وبالتالي السيطرة عليها يضمن للمدرب الكثير من التوازن والانسجام في المستطيل الأخضر .
بايرن لعب بـ 4-4-3، رافينيا وألابا ظهيري جنب، دانتي وبواتينج في العمق. لام كارتكاز دفاعي أمامه كلاً من شفاينستايجر وكروس. بينما في الأمام كلاً من روبين وريبري، وتوماس موللر في العمق الهجومي. موللر لم يلعب كـمهاجم وهمي بل دوره كان أقرب الي المهاجم الصريح الذي يفتح المساحات للقادمين من الخلف، ويكسب معظم الصراعات الهوائية لكي يعطي لفريقه وضعية أفضل في الثلث الهجومي الأخير .
بيليجريني لعب بتكتيكه المعتاد، 4-4-2 التي تتحول داخل الملعب الي 4-2-2-1-1، ريتشاردز وكليشي في الأظهرة، كومباني وناستاسيج في العمق. فيرناندينهو وتوريه كارتكاز، نصري ونافاس أجنحة تتحول الي العمق عند الهجوم لصناعة اللعب. وفي الأمام أجويرو خلف دجيكو. قرر مانويل عدم البدأ بسيلفا بسبب عدم جاهزيته كذلك وضع زاباليتا علي دكة البدلاء .
الملعب هو الساحة، ضع أفكارك، ارسم ما تريد، واللاعب يحول الرسم الي لوحة فنية علي العشب الأخضر .
المعركة الفاصلة كانت في خط الوسط مع السؤال الأبرز، هل سيكون هناك تفوق للبايرن في الوسط لأنه يلعب بثلاثة لاعبين مقابل ثنائي محوري للسيتي ؟ أم سيباغت الفريق الانجليزي عملاق ألمانيا بالثنائي الهجومي مقابل بواتينج ودانتي فقط كما حدث في ديربي مانشستر ونجح أجويرو في قلب الأجواء مبكراً ؟
كسب البايرن الرهان والسبب فيليب لام. العلاقة بين ديجو وأجويرو داخل الملعب كانت سيئة للغاية، البوسني استسلم تماماً للرقابة وحوصر أجويرو بين مطرقة لام وسندان شفاينستايجر العائد الي الخلف فهرب الي الأمام دوماً ليلعب في مكان قريب من ديجكو، وهنا أصبحت هناك زيادة وكثافة للبايرن في المنتصف. ثلاثة لاعبين أمام اثنين، لام وشفايني وكروس حصلوا علي الاستحواذ ووصلوا الي قمة النجاعة التمريرية لذلك سيطر البافاري علي الشوط الأول بالطول والعرض، يحيي توريه مرر فقط 7 تمريرات طوال 45 دقيقة .
البايرن مرر 613 تمريرة سليمة من مجموع 690، 101 تمريرة سليمة من أصل 107 في الثلث الدفاعي لذلك كانت خروج الكرة من الدفاع الي الهجوم تتم بانسيابية ملحوظة، دانتي وبواتينج يتحولان الي الطرف، يعود لام لكي يلعب بينهما، وينطلق الظهيرين رافا وألابا الي الأمام ليصبحا أجنحة هجومية صريحة. تنظيم دفاعي وتمرير سليم يقود في النهاية الي كرة هجومية مميزة، بايرن مرر 134 تمريرة ناجحة في الثلث الهجومي الأخير .
في المقابل فشل السيتي في مواجهة تكتيك جوارديولا. خطوط الفريق الثلاثة أصبحت متباعدة للغاية، الكرة تخرج بصعوبة من الدفاع الي الهجوم والسر في الحصار المطبق علي توريه وفرناندينهو، كل التمريرات التي تصل اليهم يعيدوها من جديد الي الدفاع لذلك لم نشاهد أجويرو ودجيكو لأن الكرة لم تصل اليهم من الأساس. 49 تمريرة ناجحة فقط في الثلث الهجومي الأخير لمان سيتي .
دفاعياً، أجبر البايرن أجنحة الفريق الانجليزي علي الدخول في منطقة الارتكاز ومساندة ثنائي المحور، نافاس ونصري تركا الأطراف لكي يصبح المجال متسع أمام ألابا ورافينيا من أجل التقدم. 5 تمريرات فقط هجومية لنافاس، و4 لسمير نصري. تحول السيتي الي فريقين، مجموعة تدافع، وثنائي مكون من أجويرو وديجكو في الأمام .
اللعب بلام في الوسط لم يضعف الناحية اليمني، التكتيك المكتمل ينتج نظام ناجح، مهما كانت الأسماء. وجود لام في الارتكاز أعطي للفريق ثقل كبير، ومنحه توازن غير عادي في ربط الخطوط. البايرن هاجم من الناحية اليمني بنسبة 43 % واليسري 31 % بينما العمق 27 %. أرقام تؤكد بما لا يدع مجال للشك أن العبرة بالسيستم الكامل وليس أسماء اللاعبين .
المباراة فقط 90 دقيقة، لا داعي للملل، اربطوا أحزمتكم، سننطلق الي المتعة ..
البايرن لعب بـ 6 لاعبين في منطقة الوسط، لام وشفايني وكروس، بالاضافة الي عودة موللر وريبري وروبين. طريقة تحركات ارتكاز البايرن في منتهي الديناميكية، لام في التمركز الصحيح، وشفايني في المساندة الفعالة، وكروس في التمرير المكتمل وكسب الاستحواذ. بينما روبين وريبري يتحولان من الطرف الي عمق الهجوم تاركين المساحة اللازمة لصعود ألابا ورافا في الـ Overlaps. وموللر أفضل من يفتح المساحات لزملائه، ومميز جداً في الحصول علي ألعاب الهواء، رأس حربة مودرن علي الطريقة الحديثة .
التمركز السليم يعطي الفريق أريحية أكبر في التمرير والتحكم في مرتدات الخصم، لذلك نجح البايرن في الحصول علي كل كرة ثانية يلعبها السيتي، بمعني كلما حصل الانجليز علي الكرة ويحاولون التمرير الي الأمام، ينطلق لاعب من البايرن ويحصل عليها ويقلب السحر علي الساحر، الهدف الثالث لروبين نموذج علي ذلك، فريق يقطع الكرة من المنتصف ويحولها الي انفراد صريح بالمرمي .
هدف أول نموذجي في قطع الجناح الي العمق والتسديد من الوضع المتحرك، وهدف ثاني دليل واضح علي أهمية امتلاك المدافع لمهارة التمرير، دانتي يمرر كرة طولية الي موللر المتحرك في ظهر المدافع ليضعها بكل سهولة في المرمي، ثم الهدف الثالث الذي يعطينا قيمة التمركز في الكرة الحديثة، Counter Pressing، تمركز سليم بهجمة مرتدة صريحة .
في 31 مارس 2010، لعب برشلونة مع أرسنال بملعب الامارات في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال، سيطر البارسا علي كل شيء وفعل بالمدفعجية الكثير وسجل هدفين لابرا ثم حدث تراجع في الأداء، بسبب اطمئنان الفريق الي نتيجة المباراة فسجل أرسنال هدفين وانتهت المباراة بالتعادل الايجابي قبل أن يفوز البلاوجرانا في الاياب بالأربعة ويصعد الي نصف النهائي .
حاول السيتي اعادة الكرة مع بايرن، لكن العودة كانت متأخرة للغاية بهدف نيجريدو في أخر 10 دقائق وطرد بواتينج المستحق لذلك انتهت المباراة بثلاثة أهداف مقابل هدف. قام بيليجريني بتعديل أوراقه في الشوط الثاني واللعب بطريقة 4-2-3-1 بتمركز سيلفا كرقم 10 في العمق، بينما ميلنر علي اليسار ونافاس علي اليمين مع ثنائي ارتكاز ثابت.
نجح ميلنر في اللعب علي اليسار وقام بعمل عدة تسديدات خطيرة كذلك تمريرات سيلفا الحريرية أعطت للسيتي شكل أفضل لكن لم يكن الأمر أكثر من محاولة لتبييض الوجه والخروج بأقل الخسائر. استمرت الدقائق الأخيرة بهجوم للسيتي ودفاع للبايرن، عودة ماريو جوتسيه هي العلامة الأهم في اللحظات الأخيرة، لاعب يملك لمسة خاصة وسيضيف الكثير لفريق جوارديولا خلال الفترة القادمة .
في النهاية، انتصر الفريق الأفضل وقدم بيب كرة قدم ممتعة وجذابة وسلسة مع فريقه الجديد، " ما حدث اليوم هو أننا لعبنا بشكل أفضل.. لعبنا بطريقة جيدة وفزنا " هكذا قال بيب بعد المباراة مؤكداً أن المشوار طويل للغاية وهذه مجرد بداية .
0 comments:
إرسال تعليق