• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 10 يونيو 2014

    المجموعة الثانية .. المهارة والتمرير والضغط معاً



    رؤية فنية


    في مطلع التسعينات، بدأ مارسيلو بيلسا التدريب مع فريق نيولز أولد بويز. وصل معاهم سريعاً إلى بطولة الدوري المحلي ثم خسر البطولة الأخرى أمام بوكا جونيورز بضربات الجزاء، ووصل بالفريق إلى نهائي الليبارتادوريس في 92 أمام الرهيب ساو باولو البرازيلي .

    كان أمامه طريقين، إما التحفظ والوصول إلى ضربات الجزاء أو الهجوم وإختار الهجوم حتى النهاية. فاز في مباراة وخسر الأخرى بنفس النتيجة ووصل الفريقان إلى ضربات الجزاء وخسر الفريق الأرجنتيني،

    لكن بيلسا حافظ على مبادئه الكروية وقرر أن يستمر على هذا المنوال حتى النهاية .

    البطولات تسجل في سجلات التاريخ بالنهاية شئنا أم أبينا، لكن ليس معيار الإبداع أو الإختلاف هو الفوز فقط. هناك مدرب يخسر لكنه ينال تقدير وإحترام الجميع، وهناك حمقى فازوا بدوري الأبطال من وجهة نظر سيزار لويس ميونتي،

    قيمة رجل مثل اللوكو في رؤيته، جرأته، تأثيره، أثره الكبير في أي مكان يذهب له. بعد أيامه الرائع مع الشيلي، صنع لهذا البلد أسلوب أداء وستايل خاص بهم، الكرة الهجومية، الضغط العالي، الدفاع والهجوم معاً كوحدة واحدة .

    وقبل كل ذلك، طريقة اللعب الشهيرة 3-4-3 التي تعتمد على قلب دفاع واحد وثنائي من لاعبي الوسط، ولس كما تفعل فرق أخرى، اللعب Back three بثلاثي دفاعي صريح .

    رحل بيلسا، وقرر المسئولون في شيلي إحضار مدرب جديد. سامباولي سار على نفس مباديء مارسيلو، لم يغيّر شيء بل إستمر في نفس النهج والطريق، لذلك فريق شيلي يمتاز بطابع أداء غير موجود في منتخبات عريقة وعظيمة،

    تشيلي مع سامباولي، فريق يطبق الضغط العالي بطول الملعب وعرضه، تلعب كرة هجومية صريحة، ولا تعود أبدأً للخلف أمام اي فريق، حتى لو كان بطل العالم أسبانيا .

    اللعب بطريقة 3-4-3 التي تتمحور في أكثر من شكل وطريقة،

    ثلاثي دفاعي Back three أمامه ثنائي وسط بوكس تو بوكس، لاعب أقرب للحالة الدفاعية وآخر يهاجم بشكل أوضح وفي الغالب يكون هذا اللاعب هو أرتورو فيدال وهنا يصبح شكل منتصف الملعب الأول، 3-2 .

    بينما منتصف الملعب الثاني، يضم ثنائي على الأطراف أقرب إلى الـ Wing Backs، هذا على الورق لكن في الملعب، الجناح الأيسر يهاجم أكثر، بينما الايمن " إيسلا " يعود في الدفاع ليصبح لاعب ظهير صريح ولاعب دفاعي رابع بجوار الثلاثة الأخرين، لتتحول 3-4-3 إلى 4-3-3 .

    بينما ثلاثي الهجوم أقرب إلى ثنائية الأطراف ولاعب ثالث في العمق، لا يعتبر مهاجم صريح بل يعود كثيراً للعب دور لاعب الوسط الهجومي الصريح، أي النصف الثاني في الملعب أقرب إلى 2-3 .

    وبالتالي تصبح تشكيلة تشيلي 3-2-2-3 .

    الميزة الكبرى في التحرك بدون كرة والضغط الكبير على المنافس بشكل يجعله غير قادر على إخراج الكرة من الخلف، والتحكم في الكرة الثانية Second ball في معظم فترات المباراة .

    بينما عيبها الكبير في المساحات الموجودة أثناء التحولات من الهجوم إلى الدفاع، خصوصاً الـ Down Flanks اسفل الأطراف بين ميدل المدافع وإيسلا الجناح الأيمن،
    منطقة توغل فيها إنيستا وروبينيو كثيراً في مونديال 2010 .





    بسبب عدم وجود عمق حقيقي في تشكيلة الوسط والأطراف، من الممكن أن يقوم لويس فان جال بتغيير طريقة اللعب في برازيل 2014 . من 4-3-3 إلى طريقة لعب أقرب إلى 3-2-3-2 التي تصبح في الدفاع 5-3-2 وفي الهجوم 3-3-4 .

    الأظهرة في الدفاع يصبحوا أقرب إلى الثلاثي الخلفي بينما في حالات الإستحواذ، يصبح الثنائي أقرب إلى الأجنحة على يمين ويسار ثنائي الهجوم .

    بينما في حالات الدفاع، تتحول الطريقة إلى 5-3-2 صريحة، ثلاثي دفاعي مع جناحين يصبحا ظهيرين جنب، وأمامهما ثنائي إرتكاز، وصانع اللعب شنايدر يصبح لاعب وسط ثالث صريح .

    لويس فان جال يقول دائماً، حينما تتعقد الأمور حاول أن تجد الحل في الخط الدفاعي، وضع أمام مرماك، مجموعة لاعبين تجيد التمرير والتصرف بالكرة تحت الضغط .

    رونالد كومان إستخدم هذه الطريقة هذا العام مع فينورد وسجل الفريق أهداف عديدة وقدم موسم جيد لكنهم عانوا كثيراً في الدفاع بسبب المساحات الكبيرة خلف الأظهرة .

    بينما جوارديولا فاز على كلوب في نهائي كأس أسبانيا بهذه الخطة، ثلاثي دفاعي مع وجود لاعبي وسط على الأطراف، يتحولا إلى الأظهرة في الحالة الدفاعية من أجل منع المرتدات تماماً .

    ثنائي الوسط في التشكيلة، غالباً لاعب أقرب إلى البوكس الذي يهاجم ويدافع، والآخر أقرب إلى الـ Deep Lying الذي يستلم الكرة ويبني الهجمة من الخلف ويعود إلى الدفاع لتحرير الضغط وتكوين الحيازة .

    الثلاثي الهجومي على شكل مثلث مقلوب، شنايدر في الخلف كتريكوارتيستا في مركزه القديم مع إنتر ميلان، بينما روبين مهاجم متحرك بين الأطراف والعمق، وفان بيرسي الهداف في الأمام مائلاً إلى اليمين .

    الطاحونة لأول مرة منذ سنوات وسنوات بلا أي عمق في التشكيلة، ثلاث أسماء فقط خبرة والبقية شبان، لذلك مهمة الخال لن تكون سهلة على الإطلاق .



    وإذا كان هناك فريق يمثل التناقض في كل شيء، فلن نبتعد كثيراً عن إستراليا، إنها إستراتيجية إختلاف المكان والزمان والطباع في كل شيء، وليس فقط كرة القدم .

    فريق يقع في قارة بمفرده، يلعب في قارة أخرى، وينتهج مباديء كروية قريبة كثيراً من الكرة الإنجليزية القديمة. اللعب البدني العالي، والكرات الطويلة، والرأسيات القاتلة، وكأنك تشاهد مباراة لمنتخب الأسود في ثمانينات القرن الماضي .

    ألف رامسي أو السير الحائز على بطولة إنجلترا الوحيدة في المونديال، خرج عن مباديء وسطوة الدبليو إم في الستينات، ولعب بطريقته الشهيرة، 4-2-4 التي عرفت فيما بعد بالفور فور تو البريطانية .

    وإستراليا أيضاً ستتخلى عن 4-4-2 في المونديال المقبل لتلعب بأشهر ماركة في مونديال 2010، 4-2-3-1، بأسماء جديدة بعض الشيء بقيادة الخبير القديم العتيق، كاهيل نجم إيفرتون السابق والمحترف بالدوري الأمريكي حالياً .

    كاهيل هو الـ Target man، الرقم 9 الذي يسجل الأهداف لكنه لا يتواجد فقط داخل منطقة الجزاء، هو لاعب يعود كثيراً إلى الوسط لمساندة زملائه في الضغط واللعب الدفاعي .

    الثنائي ليسيكي وأور هما الوينجات في الغالب، أجنحة تلعب على الطرف وتقطع في العمق حينما يتحرك كاهيل بشكل عكسي إلى الخلف بالمنتصف وبالتالي تصبح تركيبة الهجوم أقرب إلى 2-1 أو 1-2 بالتبادل .

    داريو فيدوسيتش هو لاعب المركز رقم 10، صانع اللعب الذي يلعب خلف الهجوم داخل المنطقة المحرمة بين دفاع ووسط المنافس، وهو أيضاً لاعب الوسط الثالث الذي يساند ثنائية المحور Double Pivot في العمق، جيديناك، ميليجان .

    وفي الخلف رباعي دفاعي صريح لا يهاجم كثيراً، لكي تصبح طريقة اللعب 4-2-3-1 هجومياً، و 4-5-1 دفاعياً، مع فريق يمتاز بالقوة البدنية والإلتحامات البدنية لكنه يفتقر إلى نوعية اللاعبين الذين يضيفون لمسة خاصة وتمرير مختلف في البطولات الكبيرة .




    منتخب أسبانيا يضم أفضل قائمة ممكنة من اللاعبين، أكثر من 23 لاعب في مستوى كبير، وكلهم يلعبون لأكبر أندية أوروبا، حامل لقب المونديال، والفريق الفائز ببطولتين يورو على التوالي، إنها الفوريا روخا، الغضب الأحمر آت .

    ديل بوسكي رغم كل هذه الوفرة من النجوم إلا أنه يعاني كثيراً من أمرين،

    الأول، غياب الدافع الكبير وإستهلاك الفريق بدنيا وفنيا وودياً خلال الخمس سنوات الأخيرة .
    الثاني، إنخفاض مستوى بعض العناصر الأساسية في التشكيلة وكثرة إصابات مهاجمه الأفضل كوستا، وهذا أمر طبيعي خصوصاً أن هذه النوعية قد فازت بكل شيء ممكن ومن الصعب جداً إستفزازها أو تشجيعها من جديد، كحال برشلونة خلال اخر موسم ونصف .

    فيستني رجل براجماتي، يحصل على البطولات والتاريخ سيذكره بكل تأكيد، صحيح أن كتب الكرة لن تتوقف أمامه كثيراً لأنه لم يضف شيء جديد أو مختلف أو قام بثورة كروية، لكنه في النهاية مدير فني له كل الإحترام وفائز بكل البطولات الممكنة سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات .

    الرجل له رجاله ولاعبيه، مثل أكثر من مدرب، أي هناك مجموعة ما، مهما كان مستواها فإنها يجب أن تبدأ في البطولات الكبيرة. ولنا في كاسياس، وتشافي، وسيسك وقبلهم دافيد فيا، خير أمثلة على ذلك .

    وبالتالي لن يبتعد الأسبان عن طريقة 4-2-3-1، بوسكيتس وألونسو محوري إرتكاز على خط واحد، الثنائي يقدم الإضافة الدفاعية الكبيرة أمام رباعي الدفاع،

    الذي سيتكون من راموس وبيكيه في العمق، ألبا على اليسار، بينما في اليمين هناك عدة خيارات لكن بما أن ألبا لاعب هجومي ويعتمد عليه الأسبان كثيراً فإن أثبيليكويتا هو الخيار المناسب على اليمين لإضافة نزعة دفاعية متوازنة .

    بينما في الهجوم، لا خلاف على إنيستا يساراً، وتشافي في العمق كلاعب وسط ثالث وصانع لعب صريح، بينما في الهجوم هناك عدة أسماء، بيدرو، سيسك، كاثورلا، توريس، كوستا، ماتا، سيلفا، كوكي. والمطلوب إختيار إسمين،

    وأعتقد بأن سيلفا كصانع لعب آخر أمام إنيستا، ودييجو كابرون كوستا، المهاجم الصريح الذي يتحول إلى جناح سريع ليصبح لاعب مباشر ويعطي بعد هجومي مختلف للفريق Outlet player هما الأقرب للمشاركة خصوصاً في مرحلة المجموعات .

    أصعب تشكيلة ممكنة حتى الآن بالنسبة لي كانت أسبانيا، وعلى الرغم من توافر البدائل، الا أن كل تشكيلة بها 11 لاعب، لا تخلو أبداً من نقاط الضعف !
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: المجموعة الثانية .. المهارة والتمرير والضغط معاً Rating: 5 Reviewed By: كوتشو
    إلى الأعلى