كونوا واقعيين حققوا المستحيل، هكذا قال الثائر الحقيقي والرفيق اليساري أرنستو جيفارا لرفاقه أثناء نضاله الكبير ضد الظلم من أجل الحرية لجميع فئات الأرض. تشي الأرجنتيني الأصل حصل منه إبن بلاده الشولو دييجو سيميوني على الروح غير العادية والعزيمة الحقيقية والإرادة التي تحطم كل المألوف بعد نجاحه في قيادة الروخي بلانكوس إلى النهائي الحلم في لشبونة .
من كان يعتقد ويتصور أن نهائي دوري أبطال أوروبا لهذا العام سيكون بين قطبي العاصمة الأسبانية مدريد ؟ أعتقد لا أحد، وهنا تكمن قيمة وعظمة هذه اللعبة المعروفة بالساحرة المستديرة. قدم مورينيو عرض سيء كذلك قدم بيب عرض أكثر من سيء، إستفاد كارلو من أخطائه، إستمر الشولو في تألقه، لذلك الأحق هو من فاز في السيمي فينال .
بدأ تشيلسي صاحب الأرض بطريقة أقرب إلى 4-2-3-1 لكنها لم تكن كذلك طيلة فترات الشوط الأول، ايفانوفيتش، كاهيل، تيري، كول في الدفاع بينما لويز، راميريز في المحور، والثلاثي أثبيلكويتا، ويليان، هازارد في الهجوم خلف فرناندو توريس. بينما في الحالة الدفاعية تتحول طريقة اللعب إلى 4-3-3، بعودة الأسباني أثبيلكويتا لمساندة أشلي كول وتحول البرازيلي ويليان إلى الجناح الأيمن .
بينما لعب الأتليتي بطريقة 4-4-2 كالعادة، فران، جودين، ميراندا، لويس في الدفاع، سواريز عوضاً عن جابي مع تياجو بالإضافة إلى أردا وكوكي، بينما في الهجوم كوستا وأدريان بدلاً من راؤول جارسيا. إعتمد الأسبان على الإنتشار العرضي بتواجد رباعي في الوسط بينما تكفل الثنائي الهجومي بالضغط على منطقة وسط تشيلسي لتتحول 4-4-2 إلى 4-4-1-1 بعودة أدريان كثيراً إلى دائرة المنتصف .
حاول مورينيو خلال الشوط الأول إغلاق كافة المنافذ نحو مرماه ومحاولة ضرب الأتليتي من اليسار، نقطة قوة الفريق بتواجد الظهير المثالي فيلبي لويس. أثبيلوكيتا يقوم بدور اللاعب الحر، هو المدافع الأيمن في حالة فقد الكرة لمساندة أشلي كول وعمل زيادة عددية في الخلف، بينما يصعد إلى الأمام ويدخل في العمق لإفساح الطريق أمام ويليان الذي يتحرك من المركز رقم 10 إلى الجناح .
هنا طريقة لعب تشيلسي 4-2-3-1 تصبح في حالات الهجوم أقرب إلى 4-4-2 دياموند، لويز في الخلف، راميريز على اليسار، أثبيلوكيتا على اليمين، ويليان في الأمام، رباعي وسط على شكل الجوهرة أمام توريس المهاجم الصريح وهازارد اللاعب الحر. طريقة لعب تحمي الفريق من التحولات Transitions التي يتفوق بها بشدة أتليتكو مدريد .
هدف توريس الأول يلخص الحالة التكتيكية التي أرادها المو، ويليان يترك مكانه وينطلق إلى اليمين، البرازيلي هنا أقرب إلى الجناح المركزي Central Winger يبدأ في العمق ويتحول إلى الطرف لصنع الزيادة الهجومية رفقة الثنائي كول وأثبيلوكيتا. عرضية متقنة بعد فاصل من الشد والجذب، يقابلها توريس في المرمى بوضعية الـ Cut Back صعبة المراس على أي خط دفاع .
بينما رد الأتليتي سريعا بالسيطرة على المباراة وفتح الملعب بشكل عرضي مما أدى إلى إختراق دفاعات تشيلسي بكل سهولة، كوستا في الـ 18 وأدريان هو اللاعب الحر الذي يتحرك في كل مكان، كوكي يلعب في العمق لإضافة لاعب آخر من أجل حيازة الإستحواذ أما أردا توران هو الجناح المتحرك الذي يضيف أسلوب مباشر إلى الأطراف،
هدف التعادل جاء من جملة رائعة، إستغلال منطقي لأنصاف المسافات Half Spaces بين قلب الدفاع والظهير الأزرق، عرضية ماكرة يستقبلها لاعب بأسيست بديع إلى أدريان المتمركز بدون أي رقابة. الإستحواذ مع التحرك المستمر والسرعة المطلوبة يعطي المراد والمطلوب دوماً .
هدف التعادل جاء من جملة رائعة، إستغلال منطقي لأنصاف المسافات Half Spaces بين قلب الدفاع والظهير الأزرق، عرضية ماكرة يستقبلها لاعب بأسيست بديع إلى أدريان المتمركز بدون أي رقابة. الإستحواذ مع التحرك المستمر والسرعة المطلوبة يعطي المراد والمطلوب دوماً .
حاول مورينيو إضافة هدف آخر في الشوط الثاني، دفع بصامويل إيتو عوضاً عن كول وتم تحويل طريقة اللعب إلى 4-4-2 كأنه ينسخ طريقة لعب الأتليتي ويقوم بعمل Face Off للإستراتيجية الأسبانية. هازارد وويليان تكفلا بالأطراف بينما أصبح راميريز أقرب إلى دافيد لويز في منطقة المحور الدفاعي الصريح .
تغيرت الخطة لكن إستمر تشيلسي في أدائه الباهت، تحركات ضعيفة وخمول كبير من نجوم الفريق. ومثل معظم مباريات نصف النهائي، العبرة دوماً بالتفاصيل الصغيرة، لذلك إرتكب إيتو خطأ فادح بعرقلة كوستا داخل منطقة الجزاء، لينبري البرازيلي الأسباني ويسجل هدف أنهى به الأمور مبكراً جداً .
تفوق كلاً من كوكي وتوران على أنفسهما في الشوط الثاني. الأسباني يعتبر لاعب وسط أقرب إلى الجناح، يبدأ على الطرف، يغلق المساحات الطولية ويتحول إلى العمق ليصبح صانع لعب صريح ولاعب وسط ثالث، هو لاعب يتقن وبشدة التحركات العرضية والطولية داخل الملعب. وكما نلاحظ بالرسم، سنجد تمريراته شملت معظم أرجاء الملعب، ولم يكتف بذلك فقط بل أيضاً قام بمجهود دفاعي كبير خصوصاً في منطقة الأطراف .
كوكي هو اللاعب الذي يهاجم من العمق ويدافع من الطرف، لذلك من الصعب أبداً حصره في مركز واحد، بل هو 2 في 1 .
أما أردا توران فأبدع بشدة في التحول من طرف إلى آخر، هو في الأصل جناح أيمن لكنه لعب كثيراً على الطرفين، وفي لقطة الهدف الثالث، جاء التركي من اليسار ليضرب الكرة في العارضة ثم يتابعها بكل سهولة في الشباك. توران جناح حر، أدريان مهاجم يلعب على الطرف، كوكي جناح يدخل إلى الوسط، 4-4-2 تتحول في بعض الأوقات إلى 4-3-3 صريحة .
والسر يكمن في وجود أكثر من لاعب يجيد اللعب في أكثر من مركز تحت أي ظرف من المباراة، لذلك أتليتكو نجح وفاز لأنه يمتاز بسر مهم من أسرار الكرة الجديدة، العمل الشاق والتنوع الخططي والمرونة التكتيكية في زمن لا يسمح أبداً للرفاهية وأصحابها بالعبور إلى منصات التتويج .
