• اخر الاخبار

    الخميس، 14 نوفمبر 2013

    4-3-3 في مدريد .. هل ينجح كارلو في قراءة النوتة !؟



    " لقد جئت لك بكارلو، انه رائع في قيادة الأوركسترا، لكنه لا يعرف كيفية قراءة النوتة الموسيقية،" كلمات أولية قالها بيرلسكوني للكبير أريجو ساكي حينما استقدم أنشيلوتي لكي يلعب في ميلان. تدور الايام وتمر السنوات ويصبح اللاعب الذي لا يقرأ النوتة مدرب للكبير الميلاني، ويقود النادي اللومباردي الي بطولتي شامبيونز، جعلته في مصاف كبار مدربي القارة العجوز .

    يشتهر الايطالي بأنه من هواة تجربة أكثر من تكتيك وخطة حتي يصل الي مبتغاه في النهاية، فعل ذلك خلال الموسم الماضي مع باريس سان جيرمان، بدأ بـ 4-3-3 وأنهي الموسم بطلاً بطريقة 4-2-2-2. والان مع الملكي، بدأ بـ 4-2-2-2 ويلعب في الأوقات الأخيرة بطريقة 4-3-3 صريحة، خصوصاً ضد برشلونة في الكلاسيكو ويوفنتوس في تورينو وأخر مباريات الليجا .

    بعودة تشابي ألونسو، وتألق لوكا مورديتش، أصبح أنشيلوتي قريب من البدأ في كل المباريات المهمة بطريقة 4-3-3 وثلاثية الوسط Mid Three. المايسترو الأسباني والعازف الكرواتي مع الماكينة الألمانية سامي خضيرة هم الأقرب. نوعية وديناميكية الوسط مهمة جداً في 4-3-3، فكرتها تقوم علي تقسيم الأدوار بين ثلاث لاعبين لكي يتحولوا في النهاية الى لاعب واحد، وهكذا تكون وحدة الفريق، في الدفاع معاً والهجوم معاً .


    هنا 4-3-3 في البرنابيو، 

    ألونسو هو الارتكاز الدفاعي، القادر علي قطع الكرات والقيام بدور التغطية علي زملائه، يلعب أمام رباعي الدفاع وخلف ثنائي الوسط المتقدم. يعتبر في عالم التكتيك بمثابة اللاعب الـ Holding الذي يتمركز كـ DM أو لاعب ارتكاز صريح أمام خط الظهر .

    لوكا مورديتش هو المايسترو، أكثر لاعبي الريال تمريراً للكرات، يستلم الكرة ويسلمها، يتحرك في كامل مراكز الوسط. نال لقب الـ Passer من ألونسو وأصبح هو الأوركستريتور الجديد لوسط الميرينجي .

    سامي خضرة هو المحرك أو الـ Engine، لاعب وسط متحرك بين الدفاع والهجوم، يعتمد عليه الريال في تنفيذ المرتدات أثناء التحول من الدفاع الي الهجوم. هو لاعب البوكس تو بوكس، بين الخلف والأمام .



    بناء اللعب أثناء الهجوم المنظم،

    ألونسو يتحول من لاعب الوسط الي لاعب مدافع، الـ DM يلعب بين قلبي الدفاع علي خط واحد، من اجل اعطاء حرية أكبر في التمرير، بالاضافة الي تقدم الأظهرة FBs الي الأمام لكي يصبحا أجنحة هجومية صريحة .

    لوكا مورديتش يتحول الي لاعب الارتكاز مكان ألونسو، تبدأ الهجمة بتمريرة مباشرة الي مورديتش، أو كرة طولية علي الأطراف أو عمق الهجوم الأمامي، لضرب الضغط المتقدم لأي فريق منافس .

    ألونسو مع الريال مازال يفتقد الي حاسة التمرير، اللاعب غائب منذ فترة والكرواتي يقع عليه الجانب الأكبر خصوصاً أن خضيرة سيء في هذه المهارة. وبالتالي هناك مشاكل كبيرة في بناء الهجمة عند ريال مدريد، الدفاع لا يجيد التمرير بشكل كبير وألونسو يعاني أثناء الضغط، لذلك نري كرات طولية عديدة، كما حدث خلال الشوط الأول من مباراة كامب نو، والشوط الأول من لقاء تورينو .



    دفاعياً، لماذا يعاني الريال ؟
    طريقة 4-3-3 تعتمد بشكل كلي علي تحركات لاعب الارتكاز الـ DM، ليس فقط في بناء الهجمة بل في التغطية الدفاعية. هناك مساحات كبيرة بين الأظهرة والأجنحة في تشكيلة ريال مدريد، فراغ هائل بين مارسليو ورونالدو، أربيلوا وبيل .

    حينما يواجه الفريق خصم يملك أجنحة قوية، يعاني خصوصاً علي الأطراف، لأن طريقة 4-3-3 تعتمد بشكل شبه كلي علي التحول في الدفاع الي ما يشبه 3-4-3. لاعب الارتكاز في العمق، يعطي حرية لقلبي الدفاع بالتحول قليلاً الي الطرف ومساندة الظهير FB .

    هنا، يصبح جناح الخصم محاصر بين اثنين، قلب دفاع ولا ظهير. كما كان يفعل برشلونة في الكلاسيكو، رونالدو حينما يكون علي اليمين، يلعب عليه ألفيش مع بيكيه، وبيل في اليسار، يلعب عليه أدريانو وماتشيرانو، لأن بوسكيتس يقف في العمق .

    ألونسو حتي الان مشغول بالتغطية أمام الدفاع، لأن هناك مساحات كبيرة نتيجة تقدم مودريتش وخضيرة. الريال اصبح أفضل دفاعياً في المنطقة الحمراء Red Zone بين رباعي الدفاع والوسط، لكنه مازال يعاني دفاعياً علي الأطراف لأن خط الوسط مشغول باغلاق العمق فقط .



    كرة القدم الحديثة عبارة عن فن مقابل فن، فلسفة أمام فلسفة. فرق تعتمد علي بناء الهجمة، وأخري تجيد التمركز. الفريق الهجومي يبادر، والفريق المتمركز يتبع سياسة رد الفعل. كما كان بارسا هو أحد ملوك الـ Proactive Teams فان ريال مدريد يعتبر رائد في الـ Reactive Teams .

    مورينيو كان دوره كبير في تثبيت هذا الفكر داخل جنبات البرنابيو. وأنشيلوتي الان يحاول تغيير الجلد، والتحول من فريق دفاعي يعتمد علي المرتدات، الى أخر هجومي يبدأ في تنظيم اللعب وبناء الهجمة من الخلف الى الأمام .

    التجانس والانسجام أمر ضروري في نجاح أي تكتيك، Harmony is a key والريال حتى الان يحاول الوصول الي صيغة مناسبة تؤهله من أداء الدور الهجومي بقدرة لا تؤثر عليه دفاعياً. المهمة تحتاج الى وقت وصبر خصوصاً أمام الفرق الكبيرة، ومازلت حتى الان مستغرب من رحيل أوزيل وقدوم بيل، طالما أنشيلوتي يريد اللعب بطريقة هجومية منظمة !

    الريال كان أقوي خلال الشوط الثاني من مباراة تورينو لأنه لعب كرته، استغلال أخطاء المنافس وضربه بالمرتدات. بينما أمام برشلونة في الكامب نو، أعطاه مارتينو الكرة ففشل في بناء هجمة صريحة. لذلك سيكون هناك صراع غير عادي بين طريقة الريال التقليدية وأسلوب كارلو المختلف، سنري في النهاية من سيفوز ..!

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: 4-3-3 في مدريد .. هل ينجح كارلو في قراءة النوتة !؟ Rating: 5 Reviewed By: كوتشو
    إلى الأعلى