• اخر الاخبار

    الجمعة، 27 سبتمبر 2013

    خدعوك فقالوا .. محترفين غانا



    اندريا ايو .. جناح مارسيليا
    اسامواه جيان .. مهاجم العين الاماراتي
    مايكل ايسيان .. تشيلسي
    بادو .. اودينيزي الايطالي
    اسامواه .. يوفينتوس
    بواتينج .. شالكه
    سولي مونتاري .. ميلان


    انتشرت هذه العبارة بعد اعلان مواجهة مصر وغانا في الدور الفاصل لتصفيات مونديال كأس العالم 2014، كعادة المصريين فانهم يحاولون دوماً اما التقليل بشكل كامل من منافسهم كما حدث مع الجزائر في 2010 أو التضخيم بطريقة مبالغ فيها كما نشاهد الان في تعليقات الجماهير علي مواقع التواصل الاجتماعي فايسبوك وتويتر .

    الحقيقة أن منتخب غانا ليس الفريق الضعيف لكنه أيضاً لا يعتبر أقوي منتخب في أفريقيا أو المنتخب العالمي الذي يلعب نجومه في أكبر أندية أوروبا لذلك لا داعي للغرور أو النفخ الزائد، لأن المراد في النهاية مباراة لكرة القدم بين فريقين لمدة 180 دقيقة، لا نزهة ولا حرب .

    أندريا أيو هذا الموسم لم يقدم حتي الان العرض المنتظر منه، أدائه أقل بكثير من الموسم الماضي، في أول 6 مباريات بالدوري الفرنسي لم يسجل ولم يصنع أي هدف، كذلك ظهر بشكل سيء للغاية في مباراة فريقه مارسيليا أمام أرسنال في دوري الأبطال. يظل لاعب مهم لغانا لكن من الممكن السيطرة علي خطورته .

    أسامواه جيان يلعب في العين الاماراتي وعلي الرغم من احتفاظه بقوته التهديفية الا أن بريقه قل كثيراً خصوصاً أن الدوري الاماراتي ليس بهذه القوة التي تجعل نجومه في مصاف نجوم القارة السمراء الكبار. مايكل ايسيان في أواخر أيامه الكروية، لا يشارك مع تشيلسي ولعب في الموسم الماضي مع ريال مدريد كبديل طواريء بالاضافة الي أن وجوده في تشكيلة غانا الأساسية أمر أقرب الي المستحيل .

    بادو لاعب ارتكاز أودينيزي امتاز في بداياته بمستوي رهيب لكن هذا الأداء تراجع بعد ذلك، يحاول استعادة التألق هذا الموسم مع ناديه الايطالي بعد موسم سيء للغاية خلال السنة الماضية التي شارك خلالها في 25 مباراة من أصل 38 وظهر بمستوي باهت. برينس بواتينج وسولي علي مونتاري قدما موسم عادي مع ميلان، الأول انتقل الي شالكه والاخر لا يلعب بانتظام مع فريقه الايطالي .

    أسامواه من الممكن أن يكون اللاعب الوحيد الذي يشارك بانتظام مع فريقه يوفنتوس، لكن اذا قمنا بتقييم اللاعب فنياً سنجد أنه أقل اللاعبين قوة في تشكيلة المدرب كونتي، وتعتبر الجبهة اليسري التي يلعب فيها النجم الغاني نقطة ضعف ومصدر قلق بالغ لجماهير السيدة العجوز .

    باختصار ما أريد أن اقوله أن الفريق الغاني سيكون خصم بالغ الصعوبة لكنه أبعد ما يكون عن المنتخب الاعجازي الذي لا نستطيع التفوق عليه. المنتخب المصري يواجه ظروف صعبة بسبب عدم وجود مسابقات محلية وتأثير الحالة السياسية في البلاد علي أحوال الكرة لكن علينا ألا نضع من الان أعذار واهية للهزيمة، ونحاول حتي النهاية لأن لاعبو غانا كما ذكرنا يعانون من انخفاض هائل بالمستوي خلال الفترات الماضية .

    - قوة غانا

    تحدثنا في الجزء الأول من المقال عن طريقة لعب غانا الأقرب الي 4-4-2 دياموند، باللعب بارتكاز دفاعي واحد وثنائي علي الأطراف " غالباً أيو وأسامواه "، مع لاعب وسط هجومي صريح " بواتينج " ، وأمامه ثنائي، مهاجم متحرك وأخر يلعب أكثر داخل منطقة الجزاء .

    ثنائي الهجوم الغاني يعتبر قوي للغاية، خصوصاً مبارك واكاسو جناح روبين كازان الروسي حالياً واسبانيول سابقاً والذي يلعب خلف المهاجم جيان في تشكيلة النجوم السود. لاعب سريع وقوي ومهاري ويجيد تسجيل الأهداف، الخطة تعتمد علي قوة جيان البدنية في سحب المدافعين الي خارج منطقة الجزاء لكي يفسح المجال الي الـ Runners أو القادمين من الخلف الي الأمام .

    جيان قوي جداً علي الصعيد البدني، بمثابة المحطة الهجومية الأساسية داخل منطقة الجزاء، صراعه المستمر مع مدافعي الخصوم يضمن المساحة اللازمة لتحرك أجنحة الفريق ووسطه الهجومي. لذلك أخطر منطقة قوة لغانا هي الثلث الهجومي الاخير لهم والدفاعي لنا، والمسافة بين مهاجم الفريق ولاعبي الوسط أي محيط منطقة الجزاء .

    ليس مبارك واكاسو فقط هو مصدر الخطر، هناك أيضاً أسامواه وأيو، الثنائي الذي يجيد اللعب علي الأطراف والمراوغة علي الخط، من النادر أن يدخلا الي منطقة الجزاء لكنهما يشغلان أظهرة المنافس ويتركا مهمة الدخول في العمق وداخل منمطقة الجزاء الي مبارك واكاسو ولاعب الوسط الهجومي الاخر، وغالباً سيكون كيفن برينس بواتينج .


    - تكتيك برادلي

    بوب برادلي واحد من المدربين الذين يهتمون بالجانب التكتيكي، صنع تاريخ كبير مع منتخب أمريكا خصوصاً في بطولة القارات 2009 حينما صعد الي النهائي قبل أن يخسر بشق الأنفس أمام البرازيل بثلاثة أهداف مقابل هدفين. ووصل الي دور الـ 16 في مونديال 2010 لكنه خسر أمام منتخب غانا، وكأن القدر يقوده من جديد لرد الثأر وتحقيق انتصار يصعد فريقه الجديد المنتخب المصري ويُخرج المنتخب الذي نال منه في جنوب أفريقيا .

    برادلي في غانا عليه أن يلعب بخطة متوازنة بين الدفاع والهجوم، 4-5-1 ستكون حل سحري لمواجهة هجوم غانا المتوقع، مدرب الفريق الأفريقي معروف عنه المخاطرة والميل الي اللعب الأمامي لذلك علي الفراعنة تضييق المساحات واللعب بخطين من الدفاع داخل الملعب، بمعني وجود خط دفاعي أولي من الخلف ثم خط أخر مكون من لاعبي الوسط .

    لذلك البوب في انتظار اختيار ثلاث لاعبين للقيام بهذه المهمة المصيرية بمنطقة الوسط، ثنائي محوري يقوم بمهمة قطع الكرات واغلاق المنطقة القوية في منتخب غانا بين المهاجم ولاعبي الوسط فيما يعرف باسم الـ Double Pivot. لاعبان بمثابة خط دفاع متقدم، لم يعد هناك حاجة الي الليبرو لأن منتخب غانا يهجم من خارج منطقة الجزاء لذلك اذا أردت أن تمنعهم عليك ملأ الفراغ الموجود بين الدفاع والهجوم .

    مع الثنائي المحوري لاعب وسط ثالث يقوم بدور القائد لخط المنتصف ويلعب بين الدفاع والهجوم، باختصار همزة الوصل بين خطوط الفريق الثلاثة والمكمل لثنائي الارتكاز في حالة الدفاع واللاعب لدور صانع اللعب المتأخر في حالة الهجوم، مركز يعرف في كرة القدم باسم الـ Deep Lying أو الارتكاز المساند وأفضل لاعب يمكنه القيام بهذا الدور هو حسام غالي .

    4 مدافعين وثلاث لاعبين في الوسط، يتبقي ثنائي علي الأطراف قادر علي لعب المرتدات والتحول من الدفاع الي الهجوم عند خطف الكرة مع العودة لمساندة الظهيرين في حالة الدفاع لأن فريق غانا يلعب كثيراً علي الأطراف، وجود ظهيرين مع أجنحة سريعة، فكرة ستغلق كافة الطرق أمام عمالقة كوماسي، محمد صلاح مع جناح أخر، والاسماء بين عيد، وليد سليمان، محمد ابراهيم، وجدو اذا وصل الي فورمة جيدة سيكون الضالة بلا شك لهذا المكان .

    وبالطبع لا خلاف علي أبو تريكة في الأمام، ليس كمهاجم صريح ولا صانع لعب بل كمهاجم وهمي أو False 9 كما يلعب ميسي في برشلونة. أبو تريكة يعود الي المنتصف عند الدفاع ويقوم بتبادل المراكز مع لاعبي الأطراف عند الهجوم، لاعب هجومي حر يعطيه البوب حرية كاملة في التحرك كيفما يشاء .

    - لماذا كوماسي

    اذا خرجت بعيداً عن العاصمة أكرا واتجهت الي الجنوب لتصل الي مجموعة الحدائق الخضراء المبهجة والمكان المعروف باسم جاردن سيتي نظراً لجمال طبيعته وخضرة أراضيه. وبمجرد استمرارك في المضي داخل هذه الأراضي البديعة ستجد علي يمينك ويسارك أحياء عملاقة ومساكن يعيش فيها أشهر قبائل الدولة الغانية، قبائل الأشانتي الذي ظهر فيها بالماضي أكلي لحوم البشر .

    والأشانتي هو المعقل الأول للنادي المرعب، كوتوكو صاحب الصولات والجولات مع الأندية المصرية في فترة الثمانينات من القرن الماضي. لا أحد ينسي موقعة كوماسي بين الأهلي وكوتوكو في نهائي أفريقيا 82 عندما فاز الأحمر في القاهرة بالثلاثة وتعادل في غانا بهدف لكل فريق لينال العروس الأفريقية .

    قبل أن يلعب الفريقان من جديد في نهائي 83، وتنتهي مباراة الذهاب في القاهرة بالتعادل السلبي ويفوز كوتوكو اياباً بنتيجة 1-0 ليحصل علي اللقب، ثلم يقابل الزمالك سنة 87 ورغم فوز الزمالك بهدفين في الذهاب الا أن العملاق الغاني هزمه بخماسية في كوماسي. ويلتقيا مرة أخري في 93 ويفوز الزمالك بضربات الجزاء بعد التعادل ذهاباً واياباً .

    استغربت الجماهير المصرية من قرار اقامة المباراة في كوماسي وليس العاصمة أكرا كما ظن الجميع. اللعب في كوماسي يمثل الجانب التاريخي لهذه القمة المنتظرة بين مصر وغانا، وكان من الطبيعي للغاية أن تُلعب المباراة في هذا الملعب الذي يحمل في طياته العديد من الذكريات لفريقين يعتبرا القطبين الفعليين للكرة الأفريقية علي مر التاريخ. مصر وغانا في 2013 علي غرار الأهلي وكوتوكو في 82، مرت السنوات لكن الصراع ظل مستمراً حتي اليوم .


    - أبو تريكة يستحق

    تابعت الفترة الماضية منذ اعلان القرعة وحتي اليوم العديد من البرامج المرئية والمقالات المكتوبة في وسائل الاعلام الأوروبية حول الموقعة الكروية بين منتخبي مصر وغانا. جميع الصحفيين في القارة العجوز أكدوا علي صعوبة المواجهة وأن القرعة كانت قاسية للغاية حينما أوقعت هذين الفريقين في مواجهة حامية الوطيس .

    لفت نظري تعليق تكرر في أكثر من قناة رياضية أجنبية، في أسبانيا وانجلترا وايطاليا، الغالبية العظمي من النقاد الرياضيين يميلون الي منتخب مصر في المواجهة المنتظرة. منتخب مصر يضم مجموعة لاعبين رائعين وقدم بطولات أفريقية عظيمة من 2006 حتي 2010، كذلك مباراياته أمام البرازيل وايطاليا في كأس القارات مازالت عالقة في الأذهان حتي الان .

    صحفي أسباني حينما سئل حول توقعاته حول نتيجة المباراة بين مصر وغانا، قال بأن الكفة شبه متساوية لكن، " محمد أبو تريكة يستحق فرصة "، قالها بهذا النص تماماً، نجم كبير بحجم أبو تريكة يجب أن يلعب في كأس العالم، وبرازيل 2014 بطولة الفرصة الأخيرة .
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: خدعوك فقالوا .. محترفين غانا Rating: 5 Reviewed By: كوتشو
    إلى الأعلى