اذا تحدثنا عن المنتخب الغاني من الناحية التكتيكية والفنية، يجب أن نقسم الحديث الي ثلاث مراحل، الظهور القوي في كأس العالم 2010 وخروجه بشق الأنفس من ربع النهائي أمام أوروجواي بضربات الحظ الترجيحية، ثم مشاركته العادية في بطولة أفريقيا 2013 وهزيمته أمام بوركينا فاسو بضربات الجزاء أيضاً في نصف النهائي، وأخيرا صعوده الي الدور الحاسم في تصفيات أفريقيا المؤهلة الي مونديال برازيل 2014 .
- مونديال 2010 .. الصعود الرهيب
قدم المنتخب الغاني أداء كبير ونتائج مبهرة في جنوب أفريقيا، الصعود الي دور الـ 16 في مجموعة صعبة ضمت كلاً من غانا، صربيا، استراليا. فاز النجوم السود علي صربيا في افتتاحية المجموعة بهدف نظيف أحرزه جيان من ضربة جزاء في أخر الدقائق، ثم تعادلوا مع استراليا بهدف لكل فريق، وسجل جيان أيضاً في تلك المباراة من ركلة جزاء، ثم خسروا في المباراة الثالثة أمام ألمانيا بنتيجة 1-0. ليصعدوا الي الدور الثاني في مواجهة أمريكا ليحققوا فوز تاريخي بهدفين مقابل هدف في الوقت الاضافي، قبل أن يخسروا من أوروجواي بضربات الجزاء في مباراة اضاع فيها جيان ركلة جزاء قبل النهاية بلحظات .
لعب فريق المدرب ميلوفان راييفاتش بطريقة أقرب الي 4-5-1، تعتمد علي اغلاق المناطق الخلفية جيداً وعمل كثافة كبيرة في خط الوسط باللعب بخمس لاعبين من أجل كسر استحواذ الخصم ومنعه من أريحية التمرير واللعب علي الهجمات المرتدة من الأطراف وانطلاقات المهاجم جيان في ظهر مدافعي الخصم، طريقة تحتاج الي مجهود بدني شاق ولياقة عالية .
جون مينساه المدافع الصلب مع شريكه ايزاك فورساه كونا ثنائي قوي في الدفاع الغاني، بالاضافة الي ظهيري جنب هما هانز ساربي وجون بانتسيل صاحب واقعة رفع العلم الاسرائيلي في ملاعب جنوب أفريقيا. خط دفاع قوي لكنه كعادة الفرق الأفريقية يعاني من هفوات قاتلة وبطء غير مبرر. الجدير بالذكر أن هذا الرباعي في الأغلب لن نشاهده في مباراة الحسم بسبب تغييره بأسماء أخري سنذكرها لاحقاً .
الوسط وقتها كان ولازال سر قوة المنتخب الغاني، أنتوني أنان لاعب الوسط المدافع الذي يمتاز بقوة هائلة في التغطية واللعب المباشر، مع أسامواه علي يساره وكيفين برينس بواتينج علي يمينه. ثلاثي سريع يجيد التمرير والانطلاق بين الدفاع والهجوم. غانا تفوقت علي أمريكا في دور الـ 16 بسبب الكثافة العددية بالوسط واشراكهم ثلاث لاعبين مقابل اثنين للمنتخب الأمريكي الذي لعب وقتها بطريقة 4-4-2 .
ديدي أيو ابن الأسطورة عبيدي بيليه وبرينس تاجو لعبا في الوسط الهجومي مائلين الي الأطراف كأجنحة هجومية تساند المهاجم الوحيد أسامواه جيان، لكنهم يعودان الي الوسط لتكوين دائرة خماسية مع الثلاثي السابق ذكره في تطبيق مثالي وحرفي لطريقة 4-5-1 الدفاعية التي تتحول في المرتدات الي 4-3-3 .
0 comments:
إرسال تعليق