يقول بواش - الذي عمل بعد ذلك مع مورينيو في بورتو، تشيلسي، انتر قبل أن يصبح مدير فني ويدرب بورتو، تشيلسي، والان توتنهام - عن كرة القدم " الجميع يريد النجاح، لا أتخيل أن أستمر في منصبي دون فوز، لكن ليس الفوز فقط هو كل شيء، يجب أن يقترن بالأداء الذي ينال رضا الجماهير. الناس تحب الأهداف وتأتي الي الملاعب من أجل الاستمتاع ."
في 2009، عاد الي البرتغال بعد رحلة ناجحة مع مورينيو في انتر وتشيلسي من قبل، استعد لتدريب فريق أكاديميكا البرتغالي. جاء اليه شاب يبلغ من العمر 24 عام يدرس في كلية التربية الرياضية في جامعة بورتو اسمه دانييل سوزا، وطلب منه عمل مقابلة، اتفق الاثنان علي المكان والموعد، وتقابلا يوم 27 مايو 2009 في كافيه مايوركا بالبرتغال .
يقول بواش عن سوزا، " حينما قابلته فوجئت بشغف غير عادي باللعبة وثقافة عالية في التكتيك، لذلك دعوته للعمل معي في الـ Scout وتحليل أداء الفريق في أكاديمكا ثم تشيلسي فيما بعد حينما سافر الي انجلترا". ويرد سوزا في مناسبة أخري لكي يتحدث عن فيلاس قائلاً، " من أول لحظة في الحديث وأنا أشعر أنني أمام عاشق حقيقي لكرة القدم، توقعت من الوهلة الأولي مستقبل كبير للشاب المتطلع الي منصب المدير الفني " .
- مصطلحات تكتيكية
تدوير الكرة Circulation : الاستحواذ علي الكرة والتمرير من لاعب الي أخر بشكل سريع ومسار أقرب الي الدائرة .
Vertical : اللعب المباشر من الخلف الي الأمام، من المرمي الي المرمي .
Horizontal : اللعب من الجانب الي الجانب بشكل عرضي، من الطرف الي الطرف .
Low Block : التمركز في الخلف بخطين من الدفاع باستخدام المدافعين ولاعبي الوسط .
Parking the bus : استخدام خطين من الدفاع لكن بشكل مبالغ فيه، والتمركز علي حافة خط الـ 18، مورينيو ستايل .
- الفلسفة الكروية
" هناك أفكار عديدة في كرة القدم علي عكس ما يعتقد الناس. اذا لعبت أمام فريق يدافع بشكل مبالغ فيه، فانك تبدأ التمركز من منتصف الملعب. من الممكن وقتها أن تبدأ في التمرير وبناء الهجمة من الوسط الهجومي. تبدأ في استفزاز الخصوم بالتمرير العرضي، ويتحرك اللاعبون بشكل أفقي وعرضي أمام الخصم. قليل من اللاعبين من يدرك ذلك. فن فتح وخلق المساحات أًصبح عصي علي الغالبية العظمي من اللاعبين."
" الموضوع أصبح سهل للغاية بالنسبة للاعبين، أموال كثيرة، رواتب خيالية، سيارات بالجملة، لذلك تجدهم لا يفكرون في كرة القدم بشكل عميق. لاعبو برشلونة يمثلون العكس تماماً - فترة 2009 كان الحوار - مجموعة تفكر جيداً في اللعبة، في التحرك بدون كرة، كيفية التمرير، سحب الخصوم الي الأمام " .
DS " دانيل سوزا " : هل الفريق الكبير يجب أن يسيطر علي الاستحواذ حتي يفوز ؟
AVB " أندريه فيلاس بواش " : ليس ضروري. عندنا في البرتغال هناك تلك الفلسفة، كل الفرق الكبيرة تستحوذ علي الكرة وتسيطر علي المباراة بشكل كبير حتي تجبر الخصم علي التراجع الي الوراء .
في انجلترا مثلاً، ما قبل فينجر، الفرق الكبيرة تفوز وتسيطر لكن ليس بنسبة استحواذ عالية للغاية. الان الوضع تغير الي حد ما، وأصبحت نسبة الاستحواذ مهمة، وهذا ما يؤكده لهف الفرق الكبيرة نحو التعاقد مع اللاعبين أصحاب المهارات الخاصة .
DS : لويس فان جال يقول، تستطيع التحكم في مباراة هجوميا ودفاعيا، لكن يجب عليك أن تتحكم في الناحية الدفاعية لكي تحدد أين يقف خصمك في الملعب، لا تنسي أبدأ المنافس. ماذا ترد ؟
AVB : أوافق تماما، لكن الفكرة عندنا في البرتغال، أن التحكم في المباراة يكون عن طريق استحواذ أكبر علي الكرة فقط .
DS : بالضبط، لكن التحكم في المباراة يجب أن يكون نتائجه ترجمة الفرص الي أهد\اف. هناك فرق يصل استحواذها الي 60 % والنتيجة لا شيء .
AVB : هذا ما أتحدث عنه، التحكم في المباراة دائماً ما يرجو الي غرض، هدف رئيسي .
DS : وبالنسبة لكرة القدم كـ مبدأ، هل هناك قطاعات ومراكز داخل الفريق أهم من الأخري ؟
AVB : هذا يعتمد بشكل رئيسي علي الطرق التي يلعب بها الفريق دفاعياً وهجومياً. سأعطيك مثال : معظم الفرق الان تعتمد علي التمرير العرضي للاعبي الوسط والاكتفاء بتحركات الأجنحة وبالتالي حينما تختار طريقة اللعب، يجب أن تحلل أسلوب وشخصية لاعبيك جيداً وبعدها تحدد الطريقة التي تهاجم بها ..
بيرلو، ألونسو، كمبياسو، هيرنانديز، قليلون جداً من يفهمون معني التمركز العرضي في منطقة الوسط. هناك لاعبون يمررون من اليمين الي اليسار، ومن اليسار الي اليمين، وهكذا دون أي فايدة. لكن اللاعب المختلف هو من يمرر بشكل عرضي، وفي لحظة يستطيع لعب تمريرة طولية تخترق دفاعات الخصوم .
DS : تأثير مورينيو ?
AVB : حدثت طفرة في لغة كرة القدم والتحليلات الكروية بعد قدوم مورينيو. الناس أصبحوا ينظرون الي ما وراء التشكيل، كيفية حركة الفريق، والتحركات والملامح خارج الملعب. وأن هناك بعض الأساليب المهمة رفقة التشكيل .
- الحديث عن التكتيك
- رافا بينيتز أضاف الكثير الي 4-4-2، أعطي سرعة كبيرة لسياسة الاستحواذ، قام بعمل تنوع ما بين التمريرات الطولية والعرضية، شاهدنا حركة أكبر واستخدام أكثر ديناميكية للطريقة .
- 4-4-2 الانجليزية كلاسيكية وتقليدية للغاية، اختراق طولي للاعب الارتكاز والاخر يقف في مناطقه. لاعب جناح يدخل في العمق، وأخر يبقي علي الطرف. ظهير يهاجم وأخر يغطي الدفاع. لا مفاجئات وحينما تشاهدها تشعر وكأنك في حضرة مباراة قديمة .
- 4-4-2 دياموند أفضل، لأنك تلعب بمحورين، واحد في الخلف والأخر في الأمام، لذلك فأنت تلعب بشكل طولي وبالتالي تخلق مشاكل كثيرة للخصم. دفاعياً أنت تأخذ المخاطرة بسبب وجود مساحات كبيرة في دائرة المنتصف لذلك لا بد من بعض التركيبات الأخري كتحول الأجنحة في عمق الملعب .
- أنا من أنصار 4-3-3، تعطي انتشار وكمال أفضل لخط الوسط، يتحرك الفريق ككتلة واحدة في الدفاع والهجوم. استحواذ ايجابي وقدرة أكبر علي خنق الخصم واللعب الي الأمام .
- مورينيو طبقها مع بورتو وفي أول أيام تشيلسي، 4-3-3 القوية المدعمة بالسرعة واللياقة الحديدية، في التحول الصاروخي من الدفاع والهجوم، والعودة الي الوراء أثناء فقدان الكرة .
- برشلونة ملوك هذه الطريقة، يطبقونها بحرفية شديدة، البارسا هو الفريق الوحيد الذي يلعب بمحور واحد مكون من ثلاث لاعبين. طريقة مستحيل تطبيقها في انجلترا بسبب خطورة فقدان الكرة وحاجة الاستراتيجية الي لاعبين يمررون الكرة من أي وضعية .
- لاعبين من طينة جيرارد ولمبارد، لا يحتاجان الي مهاجمين يعودون الي الخلف لأنهم يستطيعون القيام بذلك والتوغل بين الخطوط. في تشيلسي كنا نقول لديروجبا لا تعود الي الوسط لأن لمستك الأولي للكرة سيئة وحينما تفقد الكرة، يُضرب الفريق بمرتدة قاتلة .
- بارسا بيب
DS : هل التمرير السليم مهمة في المنظومة الهجومية لأي فريق كبير .
AVB : بالطبع جزء أساسي، أي فريق يلعب من أجل الفوز، والفوز لن يأت الا بالأهداف. البعض يخطيء حينما يقول أن برشلونة دوماً يلعب بشكل عرضي، البارسا يلعب تمريرات عرضية بعد تمريرة أولي طولية. المدافعين يتحولون الي الأطراف بينما تتمركز الأظهرة في الوسط. يمرر فالديس الي المدافع، الذي يتواجد في موقع الظهير .
تحدث معي جوارديولا حول هذه النقطة، " المدافع يقوم باستفزاز الخصم بقدرته علي التحكم بالكرة، اذا استجاب الخصم وقام بالضغط عن طريق المهاجمين، يمرر المدافع الكرة الي زميله الأخر في الناحية المقابلة، هنا يقوم الزميل بالتمرير الطولي من الخلف الي الأمام .
ليس للاعب الوسط بل للاعبين القادرين علي التحرك بين الخطوط، ميسي أو انيستا في الغالب. يحصل اللاعب المهاري علي الكرة ليبدأ في التمرير العرضي القصير الي لاعب الوسط أو الظهير المتقدم، مع تحركات مستمرة للأجنحة الهجومية من أجل فك حصار دفاع المنافس ".
هي طريقة وفلسفة صعبة جداً، تحتاج الي لاعبين من نوعية خاصة، قادرين علي الاحتفاظ بالكرة مهما كانت الضغوطات. هناك أيضاً الظهير الذي يصل مبكراً الي الهجوم. الكرة تدور في الوسط وفجأة لعبة طولية الي الأطراف، يدخل الظهير المتقدم في العمق Overlap، يتفاجيء المدافع لأن الظهير اختار التوقيت المناسب وتقدم الي الأمام قبل الجميع .
DS : يقول فان جال أن التمرير العرضي أخطر من الطولي، لذلك يجب الحذر منه، ؟
AVB : صحيح، في انجلترا مع الفرق التي تلعب 4-4-2، يقوم لاعبو الوسط بالتمرير المتوازي بين بعضهم البعض. نطلب وقتها من لمبارد أن يجري بأقصي سرعة في المساحة الواقعة بين لاعبي الوسط من أجل خطف الكرة، لأنه اذا تمكن منها يكون قد قطع شوط كبير أمام وسط وهجوم المنافس .
DS : بالنسبة للفرق التي تلعب بدفاع متأخر أمام المرمي بكل اللاعبين، ما هو الحل ؟
AVB : هذه الطريقة تكون صعبة للغاية أمام أي فريق، لأنك تصطدم بخطين من الدفاع، وتواجه 10 لاعبين مع حارس مرمي أمام خط الـ 18 وداخله، لذلك فان الحلول تقل الي درجة الانعدام في بعض الأحيان، وتلجأ دوماً الي القدرات الفردية الفذة .
لويس فان جال واحد من أعظم الأشخاص في حل هذه المعضلات، كان يستخدم كرة القدم علي أساس أنها جزرة، طُعم يصطاد به الفريسة. يبدأ الفريق في تداول وتدوير الكرة بشكل مستمر ومتكرر، تغيير الاتجاهات، اللعب في اتجاه اليمين، ثم اليسار، والعكس. وعمل مسار أقرب الي الدائرة يتحرك فيه الفريق، وعندما يحاول الخصم الضغط كنوع من رد الفعل اللا ارادي، تحدث الثغرة أو الفراغ في الخلف، هنا تبدأ المباغتة .
ما أقصده أنك تتحدي الخصم لدرجة أن تجعل الكرة أمام عينيه وفي مقربة منه، وكأنك تقول له هذه الكرة لقد مللت ويأست، وحينما يبلع الخدعة تحاول الهجوم عليه. لهذا تجد جوارديولا دائماً يفضل المدافعين أصحاب الميول الهجومية القادرين علي بناء الهجمة من الخلف، والتحول الي لاعبي وسط عند مواجهة الفرق التي تدافع من أمام مناطقها .
0 comments:
إرسال تعليق