" لا أعدكم بأي ألقاب، لكني سأعدكم برجال يقاتلون طوال التسعين دقيقة، فريق ستفخرون به," هكذا بدأ بيب جوارديولا رحلته مع عالم التدريب قبل مباراة الجامبر بين برشلونة والبوكا جونيرز في الكامب نو .
وحينما تم تقديمه الي الجماهير بعد ذلك قال، " لا أعلم ان كنا سنفوز أم لا، لكننا سنحاول، شدوا الأحزمة واستمتعوا معنا بكرة القدم" وتلك هي ثقافة الرجل في عالم كرة القدم، المتعة حتي الثمالة .
وبعد المباراة التاريخية التي انتهت بفوز برشلونة علي مدريد في البرنابيو بنتيجة 6-2، أكمل بيب الحديث قائلاً، " سعيد للغاية، ليس بسبب الفوز الكبير علي الغريم التقليدي، بل لملايين الناس التي ستنام سعيدة الليلة في برشلونة والعالم" .
وحقق البارسا خلال أول موسم الثلاثية التاريخية وأثناء الاحتفال مع الجماهير أكمل المتواضع الشجاع رحلته بتصريح أخر، " شاهدت فرحة وجنون في الشوارع، سأقول لكم كلمة واحدة، اذا قمنا بعمل شيء خاطيء بعد ذلك، أرجوكم سامحونا رفقاً لما قدمناه هذا العام، وفي النهاية اللاعبون هم من يستحقون الشكر" .
ولم يقف البارسا عند ذلك الحد بل واصل حتي السداسية التاريخية في أبو ظبي، يومها بكي جوارديولا من قبله ليؤكد بعد المباراة، " أنا غير مصدق لما فعلناه، حققنا الشيء الذي لم يصل اليه أحد من قبل، هؤلاء - مشيراً الي اللاعبين - هم الأحق بكل شيء " .
فاز البارسا أيضاً بالدوري بعد منافسة شرسة مع مدريد وبعدد نقاط يصل الي 99 نقطة، وقتها صرح الأفضل، " هذه البطولة من أجل الجماهير، المشجع الذي وقف بجانبنا بعد الخروج أمام انتر يستحق ذلك " .
ومع انتصاره التاريخي علي مدريد مورينيو بالخمسة في الكامب نو، تواضع النجم بشدة وقال، " لا أريد المبالغة في الفرحة، مجرد مباراة وعلينا أن نستمتع مع جماهيرنا دون التقليل من الأخر " .
ومع أول انكسار محلي لهذا الجيل أمام ريال مدريد في نهائي الكأس 2011، قال بيب، " نريد في كل وقت أن نفوز، الفوز أفضل من الخسارة، لكن علينا تقبل أي شيء، وأعتقد بأن الفريق سيعود " .
لينفذ رجالة الوعد بعد ذلك ويهزمون الريال بهدفين مقابل لا شيء في ذهاب نصف نهائي الابطال بالبرنابيو، خرج جوارديولا الي الاعلام لكي يؤكد، " لم نصعد بعد، هناك مباراة في العودة، قدمنا كل ما لدنيا واستحقينا الانتصار، علينا مواصلة احترام مدريد حتي النهاية " .
وبعد الوصول الي الفينال، وتحقيق انتصار غالي علي الوينيتد، قال المدير الفني، " فزنا بالبطولة، وصلنا الي الرقم 4، ليست العبرة بالفوز فقط، بل بالطريقة التي نلعب بها " .
وفي موسمه الأخير مع برشلونة وأثناء المؤتمر الصحفي الوداعي، أكد بيب في أخر كلماته الي الشعب البرشلوني، " عشنا معاً أيام جميلة، انتصارات عديدة ولحظات لا تُنسي، لم أحب في حياتي مثلكم، سنلتقي يوماً، شجعوا الفريق وكونوا أوفياء " .
عرفت اليوم أن بيب جوارديولا تم اختياره ضمن أفضل 20 مدرب في التاريخ في استفتاء الاسبن وعلي الهاشتاج #greatestmanagers رغم أن سجله التدريبي حتي الان لمدة 4 سنوات فقط، تذكرت الأيام الخوالي مع رجل احترمته قبل أن أحبه، وثقت فيه وكان عند حسن الظن، رأيته قدوة ومثل أعلي وليس مدرب فقط.
ان فلسفة بيب في كرة القدم تعادل نظرة الأخيار في الحياة، اسعاد الناس وفرحة الشعوب، جوارديولا لخص تلك التحديات في قضية واحدة، تدريب كرة القدم !
0 comments:
إرسال تعليق