" نحن نشتري أشياء لا نحتاجها، بأموال لا نملكها، للرد علي اشخاص لا نحبهم "، هكذا كان سلوك البطل الذي لا نعرف اسمه في رواية نادي القتال لتشاك بولانيك، الغوص في النفس البشرية الي أبعد حد ممكن في قصة تحولت الي فيلم شهير للمخرج الرائع دافيد فينشر.
وكما نعرف أن كرة القدم ترتبط الي حد كبير بالحياه وأمورها، فانني لم أفهم حتي الان سلوك وتفكير رئيس نادي أنجي الروسي الذي استقيظ فجأة من النوم لكي يقرر أن يبيع كل النجوم ويحول النادي الي فريق صغير ! من البديهي أن هناك أسباب اقتصادية خاصة بالرجل أو رغبة في الابتعاد عن هذا المجال لكن في النهاية، حدث ما حدث وأصبحنا أمام قضية مهمة ستظل في الواجهة لفترات قادمة، كرة القدم الحديثة وأيامها الجاية !
Against Modern Football
لافتة أصبحنا نشاهدها في مدرجات الملاعب المختلفة، وشعار بدأت جماهير كرة القدم ترفعه في وجه ملاك المستديرة الجدد. كرة القدم الحديثة أو كما يحلو لأعدائها تسميتها " Modern Football " نجحت في غزو دول أوروبا والعالم خصوصا مع تزايد أعباء الأزمة الاقتصادية وتوحش شبح الديون الذي يطارد معظم أندية اللعبة .
كل يوم نقرأ خبر شراء رجل أعمال أسيوي، عربي، أمريكي لنادي كروي، وعلي المقابل اعلان افلاس نادي اخر، وشبح الهبوط يطارد نادي ثالث بسبب أزمات مالية مستمرة. كرة القدم الحديثة تحولت من مجرد هاجس الي واقع ملموس في مختلف الدوريات الأوروبية .
تشيلسي في انجلترا، السيتي بعد ذلك، ملجا في أسبانيا، باريس سان جيرمان في فرنسا، والعديد من الأندية في روسيا تحولت الي ملكية خاصة لملوك وأمراء وأغنياء. الفكر الرأسمالي توغل في كرة القدم بشكل واضح، الأموال خطفت الأضواء من سكان الركن الخلفي بالمدرجات، الصراع يشتعل بين روابط المشجعين وادارات الأندية وملاكها .
كل يوم نقرأ خبر شراء رجل أعمال أسيوي، عربي، أمريكي لنادي كروي، وعلي المقابل اعلان افلاس نادي اخر، وشبح الهبوط يطارد نادي ثالث بسبب أزمات مالية مستمرة. كرة القدم الحديثة تحولت من مجرد هاجس الي واقع ملموس في مختلف الدوريات الأوروبية .
تشيلسي في انجلترا، السيتي بعد ذلك، ملجا في أسبانيا، باريس سان جيرمان في فرنسا، والعديد من الأندية في روسيا تحولت الي ملكية خاصة لملوك وأمراء وأغنياء. الفكر الرأسمالي توغل في كرة القدم بشكل واضح، الأموال خطفت الأضواء من سكان الركن الخلفي بالمدرجات، الصراع يشتعل بين روابط المشجعين وادارات الأندية وملاكها .
اذا عدنا بالذاكرة الي الوراء في سنوات كرة القدم الأولي، سنجد شغف غير طبيعي باللعبة. في انجلترا، عرفت كرة القدم في القرن ما قبل الماضي، استحوذت علي قلوب الملوك والنبلاء، سميت السنوات الأولي في اللعبة باسم " ادوارديان فوتبول " نسبةً الي الملك ادوارد ملك بريطانيا في 1901، كان الانجليز يهتمون بكرة القدم أكثر من اهتمام ساستهم بالحروب والمعارك. الحرب العالمية الأولي أوقفت المنافسات الكروية لكن الشعوب العادية استمرت في لعب كرة القدم بالشوارع والأزقة الضيقة .
في كاتلونيا حيث يتواجد النادي العريق برشلونة، لعب الفريق مبارياته في ملاعب صغيرة قبل بناء الكامب نو، الملعب يمتليء بالمشجعين في المدرجات وعلي العشب، وبسبب الزحام الشديد يجلس الأنصار فوق المباني وعلي أسوار الملعب، وجهوههم الي الملعب وظهرهم الي الخارج لذلك عرفوا في الأوساط الرياضية باسم الكوليز، Cules هم الشعب البرشلوني المتيم بالأحمر والأزرق .
واذا انتقلنا الي أمريكا اللاتينية، البرازيل وسواحل الكوباكابانا، فالكاو وزيكو وبيليه وجارينشيا والأبطال العظام. في خضم ذهاب بعض النجوم الكبار الي سلم السلطة كالجوهرة السوداء بيليه، فان دكتور سقراط استمر في حياته النضالية ليكتب بامتياز تاريخ أصيل لأساطير كرة القدم السائرين علي خطي جيفارا. سقراط أصر علي تطبيق الديمقراطيات في بلاده البرازيل، حارب الحكم العسكري، استحدث فكرة عمل انتخابات داخل الفريق لاختيار الكباتن من أجل ايصال رسالة الي الأخرين، الديمقراطية هي الحل !
القصص والحكايات لا تنتهي، تلك اللعبة وحواديتها التي لا تنتهي تحتاج الي مجلدات وكتب. والوضع الان تغير الي حد كبير،
في فرنسا حيث دوري المواهب الشابة الخالصة،ظهر باريس سان جيرمان بحلة قطرية. أموال الأسرة المالكة في يد عراب الجزيرة ناصر الخليفي، مدرب كبير ومدير رياضي معروف، لاعبين بالجملة، نجوم بلا حساب، وفي النهاية بطل منتظر للدوري الفرنسي لهذا العام. موناكو ظهر لهم من حيث لا يدروا في امارة لا تعترف بنظام الضرائب، ملياردير روسي يشتري بلا حساب لكي ينافس سان جيرمان في المنافسات المحلية .
الدوري الروسي هو الاخر تحول الي مزاد مفتوح بين رجال الأعمال، حيتان الاتحاد السوفيتي الذين حصدوا مليارات بعد تفككه وجدوا في كرة القدم ضالتهم. كل واحد منهم اشتري نادي ليكون واجهة أنيقة له ولأعماله. فوجئنا ذلك الموسم بأنجي، فريق لا يعرفه أحد، دفع ملايين طائلة في نجوم كبار كايتو وقبلهكارلوس وغيرهم مع مدرب صاحب لمسة خاصة، جوس هيدنيك، ثم انتهي كل شيء كما عرفنا .
بمناسبة الروس، رومان أبراموفيتش الملياردير الروسي الذي تضاعفت ثروته مرات بعد خصخصة العديد من الشركات في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفيتي. حصل أبرا مع شريك اخر علي شركة بترول عملاقة بسعر زهيد، تعرض عدد من رجال الأعمال الروس لحوادث اعتقال ومطاردة لكن هذا الرجل عرف من أين تؤكل الكتف ونجح في تكوين علاقة متينة مع الرئيس الروسي بوتين .
السياسة دائما ملوثة وعندما تتداخل مع البيزنس فقليلون هم من يجيدون اللعب داخل هذا المناخ، من بين هؤلاء، أبراموفيتش مالك نادي تشيلسي اللندني. الفريق الانجليزي كان فريق عادي جدا قبل أن يقترن اسمه برومان. تحول بفضل أموال الروسي الي واحد من الأندية الكبيرة في كرة القدم. ويرد عليه شيوخ ابو ظبي بشراء السيتي وتحويله الي نادي كبير، يفوز بالبطولات والألقاب، يشتري من يشاء، يضم مختلف النحوم واللاعبين الكبار، ليصبح هو المرشح الابرز للفوز بالدوري الانجليزي خلال الموسم المقبل .
السياسة دائما ملوثة وعندما تتداخل مع البيزنس فقليلون هم من يجيدون اللعب داخل هذا المناخ، من بين هؤلاء، أبراموفيتش مالك نادي تشيلسي اللندني. الفريق الانجليزي كان فريق عادي جدا قبل أن يقترن اسمه برومان. تحول بفضل أموال الروسي الي واحد من الأندية الكبيرة في كرة القدم. ويرد عليه شيوخ ابو ظبي بشراء السيتي وتحويله الي نادي كبير، يفوز بالبطولات والألقاب، يشتري من يشاء، يضم مختلف النحوم واللاعبين الكبار، ليصبح هو المرشح الابرز للفوز بالدوري الانجليزي خلال الموسم المقبل .
في رائعة " نادي القتال" فاجئنا بطل الفيلم بعبارة مختلفة، نحن أبناء التاريخ الذي ربانا جهاز التلفاز وقال لنا أننا سنصبح نجوم لكن هذا لم يحدث، ونحن الان ندرك الحقيقة. قصة شخص وجد نفسه بلا هدف وأن حياته أصبحت بلا قيمة، انه يعمل في وظيفة لا يحبها من أجل أموال يشتري بها أشياء لا يحتاج اليها .
أخشي علي كرة القدم أن تتحول الي نفس تلك النهاية، اللعبة ظهرت من أجل المتعة، روادها دائما سكان الركن الخلفي من المدرجات،في ايطاليا ينسون متاعب العمل في مباريات الدوري، عمال المناجم في كلسينكرشن ينتهون من عملهم الشاق ويذهبون لتشجيع ناديهم شالكة في ألمانيا، يقال أن كاتلونيا دولة وجيشها اف سي برشلونة، سكان الحي الفقير في بيونس أيرس لا يفرحون الا عندما يفوز البوكا، احرقوا جثتي وانتروا رمادها في البومبونيرا .
هؤلاء جميعا وأكثر منهم يشجعون فرقهم حتي الموت، بدون الدخول في أي تفاصيل أخري. بكل تأكيد الأحوال الاقتصادية تضرب العالم أجمع، وكرة القدم جزء من هذا العالم، لذلك فرؤوس الأموال ضرورية من اجل مزيدا من الأمان والتوازن، لكن علينا ألا ننسي أهم ما يميز كرة القدم, جمهورها المجنون !
أخشي علي كرة القدم أن تتحول الي نفس تلك النهاية، اللعبة ظهرت من أجل المتعة، روادها دائما سكان الركن الخلفي من المدرجات،في ايطاليا ينسون متاعب العمل في مباريات الدوري، عمال المناجم في كلسينكرشن ينتهون من عملهم الشاق ويذهبون لتشجيع ناديهم شالكة في ألمانيا، يقال أن كاتلونيا دولة وجيشها اف سي برشلونة، سكان الحي الفقير في بيونس أيرس لا يفرحون الا عندما يفوز البوكا، احرقوا جثتي وانتروا رمادها في البومبونيرا .
هؤلاء جميعا وأكثر منهم يشجعون فرقهم حتي الموت، بدون الدخول في أي تفاصيل أخري. بكل تأكيد الأحوال الاقتصادية تضرب العالم أجمع، وكرة القدم جزء من هذا العالم، لذلك فرؤوس الأموال ضرورية من اجل مزيدا من الأمان والتوازن، لكن علينا ألا ننسي أهم ما يميز كرة القدم, جمهورها المجنون !
ومع قصة نادي أنجي ومالكه الرجل الغني الذي اعتقد أن كرة القدم سلعة كغيرها، يحركها كيفماء يشاء، يغسل فيها أمواله الغير معلومة المصدر،
بكل تأكيد لا يوجد سوي تفسير واحد، انه رجل لا يحتاج الي كرة القدم، يدفع أموال في لعبة لا يحبها، للرد علي أشخاص لا يحترمهم، كل هذا طبيعي وممكن، والمؤكد أنه لم يحترم كرة القدم، والأكثر تأكيد أن كرة القدم لم ولن نحترمه !
0 comments:
إرسال تعليق