• اخر الاخبار

    الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

    تكتيك 2014.. جوارديولا المبتكر وكارلو صديق النجوم.. واصلها بتفرق من مرتدة لمرتدة!!





    في أفضل حصاد كروي ممكن، لأحد أفضل وأقوى الكتاب الكرويين في العالم، جوناثان ويلسون صاحب أشهر كتاب تكتيكي في السنوات الأخيرة، تحدث في حصاده الأخير عن 2014، عن عدة مواضيع، تحدثنا عنها - ولله الحمد - كثيراً طوال السنة الأخيرة،

    وتطرق إلى عدة أمور كالكونتر برسينج، والثلاثي الخلفي وأمور أخرى، مع ختام عن "النيو جلاكتيكوس" لفريق ريال مدريد، ونجاح أنشيلوتي مع الملكي بشكل مميز،

    ثم كان الختام مع التكتيكي الأفضل في الأجواء الحالية من وجهة نظر JW، بيب جوارديولا، الرجل الذي ما زال يراوده الشك في محاولة الوصول إلى الأفضل على الإطلاق!


    # اكذوبة التيكي تاكا!!

    "أكره كل ما يخص هذه الكلمة، إنني أكرهها من صميم قلبي، أكره التيكي تاكا!"، كلمات قالها بيب جوارديولا للكاتب التكتيكي البارع مارتي بيرارنو، خلال الكتاب الرياضي الأميز في 2014  Pep Confidential.

    "أنت تمرر الكرات لغرض ما، ولبعض الأسباب التي تقودك إلى مغزى معين، ولا تمرر فقط من أجل التمرير،" يستمر بيب في حديثه مشيراً إلى أن "التيكي تاكا" كلمة لا تعني شيء على الإطلاق، مجرد بروباجندا إعلامية أطلقها البعض بسبب نجاحات برشلونة، وأخذها البعض الآخر كحجة للنيل منه ومن أفكاره الكروية، دون أي دليل أو حجة.

    مارتي، لا تصدق الناس! مارتي، الفكرة أنك تضغط في جانب ما من الملعب، تمرر الكرات وتصنع الخطورة، ليس فقط لاستفزاز الخصم، بل حتى تجبره على الذهاب لك في هذا الجانب، وحينما يزيد المنافس من قوته أمام موضع التمرير، يتم نقل اللعب إلى الجانب الآخر الفارغ، بمعنى أوضح أنت تستخدم الكرة كـ طُعم صيد، تُغري به الفريسة ثم تنقض عليها مستغلاً نقاط ضعفها، هكذا هي إستراتيجة اللعب، وبالطبع لا تعني أبداً مجرد التمرير!

    نحاول دائماً تحريك الكرة لا لاعبينا، ولكي نقوم بتحريك الكرة بشكل سليم، علينا زيادة التمرير في مكان ما، حتى يستمر لاعبو المنافس في اللهث وراء الكرة، لذلك فالكرة تتحرك ومعها الخصم، أما نحن فنتحرك في الفراغ التالي لعملية التمرير، لأن كرة القدم تدور حول الفراغ، إنها لعبة الأمتار، وهذه هي طريقتنا في لعبها، لا تيكي ولا تاكا، ولا يحزنون!


    # في خلق النظرية!

    التيكي تاكا، مصطلح أطلقه الإعلام وهاجمه بشدة المدير الفني السابق خافيير كليمنتي، الرجل المعروف بشطحاته الكلامية بمناسبة وبدون، وبعد تدريبه لأتليتك بلباو وصدامه مع بارسا بيب، وإدراكه صعوبة المنافسة أمام هذا الجيل، هاجم جوارديولا بشدة ووصف التمرير بأنه أمر سلبي ومجرد مضيعة للوقت، لذلك كلما سقط البارسا هاجم بعضهم التيكي تاكا، وكأن كل ما بناه جوارديولا خاص فقط بالتمرير، وهذا أمر في قمة الخطأ.

    ويحاول جوارديولا هذا العام وخلال 2015، الجمع بين فكرتي الضغط والاستحواذ في قالب واحد، مع حفاظه على رونقه الخاص بالكرة الجميلة واللعب إلى الأمام، مع التمريرات السلسة الجذابة التي تشتهر بها الفرق التي قام بتدريبها، لذلك يسير بيب مع بايرن في موسمه الثاني تجاه طريق إعادة بناء النظرية، ومحاولة ابتكار طرق جديدة للانتصار.

    جوارديولا شخص في قمة الثورة، لا يهدأ أبداً ولا يكتف بأي جديد، دائماً في حالة شك مع نفسه والآخرين، ويسأل نفسه على طول الخط، هل فعلاً أنا شخص مميز؟ هل أنا مدرب جيد؟ لا يسأل نفسه أبداً هل هو الأفضل، لأنه لا يقتنع بذلك ولا يفكر فيه من الأساس، لذلك أهداه مارتي بيرارنو كلمة شهيرة في صدر الكتاب الأخير، عنوانها:

    لكل من يساورهم الشك على طول الخط، ذلك لأنهم الأفضل على الإطلاق!!



    # التحدي المميت!!

    فلسفة التمركز في اللعب أو الـ Positional Play لا تعني فقط تمرير الكرات بشكل عرضي، لكن شيء أعمق وأصعب كثيراً، لدرجة خلق التفوق العددي وراء كل خط لضغط المنافس، وفتح مساحات جديدة في وبين الخطوط.

    لتحقيق ذلك، من الممكن أن تلعب ببطء أو سرعة، بشكل عرضي أو طول، بدرجة مباشرة أو معقدة، وبكلمات بعيدة عن الألغاز، وضع لاعب حر في الفراغ غير الممكن In Between Lines .

    التفكير دائماً في اللعب وكأنه أقرب إلى تشييد بناء، أي وضع الأساس القوي الذي يسمح بالوصول إلى أدوار عالية وثابتة، لذلك تحتاج إلى رسومات شديدة الإتقان، كذلك للعب أوركسترا موسيقية رفيعة المقام، يجب أن تضع نوتة متكاملة، وتعرف متى تلعب هذه الآلة وأين توظف ذلك الكمان، وهكذا حتى تصل إلى قرابة الكمال في نهاية الحفل.

    والـتحدي الجديد لبايرن هو لعب الكرة القائمة على التمركز كما بدأها لويس فان جال منذ خمس سنوات، لكن مع شمولية أكبر ورغبة في اللعب الطولي لا العرضي، وهنا تكمن الصعوبة القاتلة، لأن الفريق عليه أن يجمع بين الضغط العالي والقدرات التقنية الرهيبة، التي تجعله يلعب التمريرات إلى الأمام أثناء ضغط المنافس أو رجوعه أمام مرماه، للجمع بين التمرير وخلق المساحات في آن واحد،

    وما زالت التجربة في بدايتها بعد وصولنا إلى منتصف الموسم، لأن العبرة دائماً بالنهايات، والمحك الحقيقي في التفاصيل الأخيرة من عمر المسابقة، لكن جوارديولا دائماً يحاول ولا يكتف بأي نجاحات، لذلك يُصر على الإتيان بالجديد، وتشكيل حلقات جديدة من الضغط، في بلاد عرفت بأنها أصل الضغط،

    إنتبه من فضلك، أنت في حضرة الجيجن برسينج !!


    # الكونتر برسينج!

    الكونتر أتاك والمرتدات القاتلة، سلاح فاز به إنتر مورينيو على بارسا بيب، وكرره ريال أنشيلوتي أمام بايرن بيب، مزيداً من التنظيم وكثيراً من السرعات، مع دفاع متأخر وتمريرات سريعة مع الجنرال توفيق، الحاضرفي بعض المباريات، هكذا نجحت كرة الـ Reactive في حصد بعض أورقة المجد خلال السنوات الأخيرة.

    فكرة المرتدات تقل كثيراً، هكذا تؤكد إحصائيات دوري الأبطال، لأن نسبة الأهداف من الكونتر أتاك في آخر نسخة وصلت إلى 23 %، مع أنها كانت 27 % في نسخة 2012-2013، وكانت 40 % في نسخة 2005-2006، وجميع الأرقام موثقة في موقع اليويفا الرسمي.

    والسبب في قلة الكونتر أتاك، يعود إلى إنتشار الكونتر برسينج!


    # مرتدة عن مرتدة، أصلها بتفرق!!


    ألبرت كابيلاس، مساعد المدير الفني لفريق بروندبي، وأحد أفراد الطاقم الفني لجوارديولا خلال فترة قديمة أيام برشلونة، يتحدث التكتيكي عن فكرة استعادة الكرة والضغط المبكر الأقرب إلى تنفيذ مرتدة قاتلة في نصف ملعب الخصم، ليقول:

    حينما يفقد لاعبو البارسا الكرة، كان جوارديولا يقوم بالعد من 1 إلى رقم معين خلال التدريبات، وقبل أن يصل إلى ذلك الرقم، يقوم اللاعبون سريعاً باستعادة الكرة عن طريق الضغط القاتل الراديكالي، وذلك لأن الفريق المنافس حينما يقطع الكرة، لا يكون في موضع مميز على صعيد التنظيم خصوصاً خلال التمريرات الأولى، فينقض عليه فرسان الضغط، يتركون له التمريرة الأولى، ويحصلون على الثانية.

    وهو نفس الفكر الذي قام به بروسيا دورتموند رفقة يورجن كلوب، حينما قال بفخر، لا أملك صانع لعب، بل "الجيجن برسينج" هو صانع اللعب الأول، لأن دورتموند يضغط سريعاً حينما يفقد الكرة، ولا يعود إلى مرماه في الخلف، بل يتمركز قرب منتصف الملعب، وبمجرد قطع الكرة تتحول الهجمة إلى مرمى المنافس في لمح البصر،

    لذلك قل الكونتر أتاك، في حضرة الكونتر برسينج !


    # النيو جلاكتيكوس!

    ريال مدريد أنشيلوتي، نموذج غير ثوري على المستوى التكتيكي، لكنها محاولة جادة وناجحة في سبيل الوصول إلى صيغة النادي السوبر، الذي يجلب أكبر قدر ممكن من النجوم، مع مدرب يعرف كيف يتعامل معهم وأين يوظفهم، مع لعب قوي وخشن، وذكاء في التعامل مع المباريات، مع وجود أسماء قادرة على اللعب المنظم المهاري، لذلك لديهم عدة أسلحة تساعدهم في حسم المباريات الكبيرة والمصيرية.

    "جوارديولا في المطلق يمثل النظرية، ويحاول الاختراع إلى الأبد، ويبحث دائماً عن صيغ جديدة واشكال مختلفة في اللعبة، بينما أنشيلوتي رجل براجماتي، يعرف كيف يتعامل مع النجوم، ومن أين تؤكل البطولات مع الفرق الكبيرة"،




    مترجم من حصاد الجارديان التكتيكي للكاتب جوناثان ويلسون، مع بعض الإضافات البسيطة من مقابلة سابقة للكاتب مارتي بيرارنو، خاص لـ #كوتشو.
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: تكتيك 2014.. جوارديولا المبتكر وكارلو صديق النجوم.. واصلها بتفرق من مرتدة لمرتدة!! Rating: 5 Reviewed By: كوتشو
    إلى الأعلى