"انه المايسترو الذي يرسم الإيقاع. يجب أن يسعى ليحصل على الجودة، لا على السطحية والسهولة. لا أذهب إلى الفرن من أجل الفرّان بل من أجل الخبز... المتطلبات المطلقة، الصرامة، هذا هو المايسترو".
هكذا هو تعريف المدير الفني من وجهة نظر المعلم أريجو ساكي، الإيطالي حليق الرأس يضع لنا الخطوط العريضة ونحن نسير على خطاها، لذلك هو ذلك الرجل الذي ستظل أعماله عالقة في أذهان الجميع على مر السنين. ميلان كابيلو فاز أيضاً لكن ميلان ساكي فاز وأمتع وأقنع وكان مختلفاً، الفوز في الكتب والطريقة في الذاكرة .
وموقع الفيفا قام بعمل مقابلة جميلة مع واحد من أفضل المدربين في تاريخ اللعبة، لويس فان جال. الرجل الراديكالي المتعصب لأفكاره، يختلف معه الكثيرون لكن لا إختلاف على القيمة التي أضافها إلى التكتيك، والمفاهيم التي غرزها في العديد من المدربين واللاعبين في كل الأندية التي قام بتدريبها .
فيفا : ما الذي يميزك عن بقية المدربين ؟
الخال : أعتقد هي " فلسفتي " في التدريب والمباريات. كثير من اللاعبين الذين تتلمذوا على يدي قد تأثروا بها، إنها تعتمد على الهجوم، التقنية، والتكتيك.
فيفا : ما هي العوامل التي تحكم بها على اللاعب ؟
الخال : الرؤية، الرؤية أولاً وقبل كل شيء، طريقة فهم كرة القدم وكيفية تطبيقها. ثم بعد ذلك الفريق، وبعده النظام الذي تسير عليه، ثم أختار اللاعبين الذين يستطيعون العمل وفق هذا النظام.
ألعب بطريقة 1-4-3-3، حارس المرمي مهم لذلك أضع رقمه في تكتيكي، ليس بالضرورة أن أختار النجوم، من الممكن أن يكون اللاعب ناشيء وصغير لكنه يستطيع تطبيق الأفكار الجديدة بشكل أفضل .
ألعب بطريقة 1-4-3-3، حارس المرمي مهم لذلك أضع رقمه في تكتيكي، ليس بالضرورة أن أختار النجوم، من الممكن أن يكون اللاعب ناشيء وصغير لكنه يستطيع تطبيق الأفكار الجديدة بشكل أفضل .
فيفا : هذا ما جري مع تشافي وإنيستا ؟
الخال : صراحة، حينما أشاهد فريق برشلونة وبايرن يلعبان بنفس أسلوبي وطريقتي، أشعر بالفخر والسعادة، هذا نتاج عمل سنوات وسنوات، لذلك من الممكن أن نختلف حول طريقة التنفيذ لكن الفلسلفة في النهاية واحدة .
تشافي وإنيستا أمثلة للنجوم الكبار في اللعبة آلان، حينما شاهدتهم لأول مرة وجدت بداخلهم رؤية للتحسن والتطور .
في بايرن هناك موللر وألابا، النمساوي كان يريد اللعب في الوسط لكني قلت له، أنت أفضل كظهير أيسر وفعلاً لعب وأجاد والان يعتبر الأفضل في هذا المركز .
" أريد آلان أن أكون مدرس تربية بدنية حتي أكون قريب من الشباب. اليوم أحلل وأشاهد وأتابع وأدرس المباريات لكن في النهاية أقابل اللاعبين 8 مرات بالعام فقط بسبب قلة الإرتباطات الدولية " .
وماذا عن باستين شفاينستايجر ؟
منذ اللحظة الأولي، لم أريده أن يستمر في اليسار من الملعب. حينما وصلت إلى بافاريا، جلست مع كل لاعب لأعرف مركزه، رأيه في الفريق، شخصيته، وزملائه.
قلت لباستين، أنت يجب أن تلعب في الوسط، كان الفريق يلعب بثنائي ارتكاز وموللر كرقم 10، ثم وضعته كلاعب ارتكاز صريح في الملعب. ليس هناك وفرة في اللاعبين الذين يجيدون اللعب في العمق والأطراف، هؤلاء يستطيعون التمركز داخل الملعب كرقم 10 أو كرقم 6 " دور شفايني مع بيب آلان " .
لكن المهم التمرين المستمر، وقبل العمل الجاد، أن تكون هناك خلفية تكتيكية، لذلك الفلسفة هي الأساس .
موللر ؟
في ألمانيا، قررت أن يستمر مدرب واحد من الفريق السابق لي، هذا الرجل هو هيرمان كيرلاند، وحتى الان يعمل مع بيب جوارديولا.
جلست معه وبدأنا نتحدث حول الشبان، قال لي، هناك " موللر، ألابا، بادشتوبر " هؤلاء الصبية رائعون ويستطيعون اللعب مع الكبار. بدأت أركز معهم وأحاول وضعهم في المكان السليم .
موللر في العمق وعلى الجناح، ألابا من الوسط الى الظهير الأيسر، بادشتوبر من الظهير إلى قلب دفاع مائل إلى اليسار .
كارليس بويول، لماذا كابتن وهو صغير ؟
الكابتن أمر مهم جداً في كرة القدم، بالنسبة لي أختار كابتن فريقي قبل اختيار اللاعبين. أجلس معهم وأحاول نقل خبراتي لهم. يهمني شخصيته، هويته، قدرته على التعايش مع الجميع، وقبل كل هذا، صدقه وأمانته.
ليس المهم السن ولا الأقدمية، الكابتنة في كرة القدم تحتاج إلى قائد، والقيادة ليست بالعمر ولا السيرة السابقة .
السن ليس مهم ؟
ليس مهم على الإطلاق، حينما ذهبت إلى أسبانيا، كان عمر بيب 27 عام. جلست معه وقلت له أنت ستكون كابتن فريقي، رفض في البداية بشدة وقال لا، ليست الأكبر سنأً لكي أكون الكابتن .
قلت له، أنت تفهم كرة القدم كما أفهمها أنا، هناك شيء قريب يربطنا لذلك يجب أن تكون الكابتن، والمدرب داخل الملعب، ومستقبلاً تستطيع أن تنجح كمدير فني !
في النهاية، هل هناك خلاف حتى إلان مع ريفالدو ؟
لا، الأمر منتهي ولا أملك خلافات مع أحد. كرة القدم وجهة نظر وفلسفتي واضحة لا تغيير. طلبت من ريفالدو أن يلعب أقرب الى الأطراف، الجناح مناسب له أكثر وهو رفض كذلك. مع العلم أن تألقه الكبير في مونديال 2002 حينما انطلق من الطرف إلى العمق وليس العكس .
وفعلاً هذا ما كان يفكر فيه فان جال دوماً لأنه كان يعلم أن سطوة اللعبة ستنتقل من لاعبي العمق صناع اللعب إلى الأجنحة الهجومية على الأطراف .
من زيدان، روي كوستا، ديل بيرو، توتي إلى رونالدينيو، ميسي، رونالدو، روني والبقية تأتي .
لويس فان جال، ليس مجرد مدرب بل رجل صاحب رؤية غالباً ما تكون صائبة في النهاية !