• اخر الاخبار

    الأربعاء، 15 يناير 2014

    سيدورف .. هل يصلح العطار ما أفسده الدهر !؟




    " أُحب أن أقول اليوم أنني سوف أقوم بإنهاء حياتي الكروية كلاعب الممتدة على مدار 22 سنة كاملة، هو قرار صعب لكني راضي كل الرضا عنه، لقد قمت بإسترجاع رحلتي منذ البداية حتى آلان وأعتقد أنني قمت بعمل جيد. أخبرت أطفالي بالأمس ووافقوني على قراري أيضاً،"

    " بسبب علاقتي الوطيدة بالرئيس بيرلسكوني، لقد قال لي، أريدك في ميلان كمدرب، فوافقت على الفور. كرة القدم جزء مهم في حياتي لكنها ليست كل حياتي، أعلم جيدأً أنه سيأتي يوم أبتعد فيه عنها سواء كلاعب أو كمدرب. أشكر جميع مشجعي ولاعبي بوتافوجو، النادي الذي أحببته وأحبني، لقد كانت أيام جميلة سوياً ."


    " لقد كنت دائماً أفكر أن أكون مدرب لكن لا أعلم متي، وآلان تأتيني الفرصة مع ميلان لذلك الرفض أمر مستحيل. أحب القيادة وأعتقد أن العمل مع مجموعة كبيرة من اللاعبين شيء ممتع. أعترف أنني سرت وراء قلبي، وبالنسبة لي، القلب من المستحيل أن يخادع "!

    كلارنس سيدورف، 14 يناير 2013 .




    أنا أعرف كلارنس جيداً، لقد قمت بتدريبه من قبل، إنه يملك جميع مقومات النجاح كمدرب، لديه شخصية كبيرة وعقلية طامحة للتحسن والفوز. التحدي كبير وهو يعلم ذلك، عليه الهدوء والمضي قدماً نحو التعلم والإفادة والإستفادة منذ اليوم الأول .

    بدون خبرة ؟ ليست هي المرة الأولي التي يفعلها ميلان، لقد قام بنفس الأمر مع أريجو ساكي وفابيو كابيلو، ثنائي بدون خبرات كبيرة وصنعا الغير طبيعي مع الفريق .

    هكذا قال كارلو أنشيلوتي حينما علم بتولي لاعبه السابق تدريب ميلان .

    مثلي الأعلى ؟ فيل جاكسون أسطورة التدريب في كرة السلة الأمريكية. لقد قام بعمل كبير ويعتبر نموذج رائع في تطوير أداء الأساطير ولنا في مايكل جوردان عبرة. سيدورف يعشق جاكسون ويريد العمل معه رغم أنه يعلم جيداً أن كرة السلة تختلف تماماً عن كرة القدم .

    لكن اذا أردنا أن نخرج من هذه المعلومة بشيء، فإننا نستطيع أن نؤكد أن مدرب ميلان الجديد شخصية لا تحب الهزيمة مثل قدوتها فيل جاكسون. النجاح مع لايكرز وشيكاغو بولز سيجبر كلارنس على نسخه في مدينة ميلانو .




    نعود فلاش باك عام ونصف إلى الوراء لنتذكر كلمات سيدروف الأخيرة قبل رحيله من ميلان كلاعب. كلارنس كان متماسكاً إلى حد كبير، راضي عن مسيرة العشر سنوات مع الروسونيري، ولا يريد الإعتزال بل المواصلة وهذا ما حدث بعد احترافه في البرازيل. لكن عرض التدريب المغري أجبره على ترك الكرة كلاعب .

    سيدورف المولود في سورينام والحاصل على الجنسية الهولندية منذ صغره، تعلم أصول كرة القدم في مدرسة أجاكس وكان أحد أفراد فريق التلامذة الفائز بدوري أبطال أوروبا 95 تحت قيادة لويس فان جال. لذلك يدين النجم بالكثير للمدرب الراديكالي المتعصب لأفكاره. 

    كلارنس يجيد التمرير والمراوغة، يعشق الكرة الهجومية ويهتم بطريقة الانتصار قبل تحقيقه. مباديء فان جال ستؤثر فيه حتماً كمدرب. سيدورف الحاصل على 4 بطولات شامبيونز مع أجاكس وريال وميلان سيحاول إعادة الأمجاد من جديد بعد غياب طويل للأسود والأحمر .



    علاقة سيدورف مع الإعلام ليست رائعة كثيراً، النجم الكبير لديه مشكلة كبيرة مع الصحافة بسبب حكمها الخارجي على اللاعب دون تدقيق. هو لا يتحدث عن نفسه بشكل فردي بل على الجميع بشكل عام، الإعلام يريد أن يبيع وينجح لذلك يحاول دوماً بث قصص مثيرة حول كل لاعب من أجل زيادة الإنتشار .

    رونالدو الظاهرة قال لي يوماً، لا تكترث بشيء، ركز فقط في الملعب وجمهورك هو الأهم، اهتم بالناس ودع البقية تتكلم. لذلك سيدورف يؤكد دائماً أن الكرة تعود الى الجماهير في النهاية، هم الأساس ولهم الحصاد الأخير .

    \
    موقف ما يؤكد شخصية اللاعب القوية البعيدة كل البعد عن ثقافة القطيع أو الرضوخ للموجة ورأي التيار.

    بعد وفاة أحد مشجعي لاتسيو جابريلي ساندري، ارتدى جميع لاعبي الدوري شارات سوداء إلا سيدورف ! والسبب قاله فيما بعد، " الأمر ليس قلة إحترام، لكني لا أعرف أسباب الوفاة وكيف حدث ذلك، من الممكن أن يكون تابع للمافيا، وأنا لا أرتدي شارة من أجل قاتل، اللاعب يجب أن يسير وفق أرائه وليس ما يريده الساسة وأباطرة الإعلام ".

    في النهاية، سيدورف المدرب لن يختلف عن سيدورف اللاعب، قوة الشخصية وعشق كرة القدم الجميلة، حب اللعبة والسير وراء عقله فقط. كلارنس كابتن منذ يومه الأول في كرة القدم، وكما نقول في بلادنا، هو رئيس جمهورية نفسه، فهل ينجح في مهمته الصعبة في ميلان !؟ ننتـظر والأيام ستجاوبنا حتماً .
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: سيدورف .. هل يصلح العطار ما أفسده الدهر !؟ Rating: 5 Reviewed By: كوتشو
    إلى الأعلى