• اخر الاخبار

    الخميس، 31 ديسمبر 2015

    جوارديولا ومورينيو.. الفردوس المفقود!



    كعادة مدونة كوتشو، يتحول الحصاد العام للموسم الكروي إلى ما يشبه الأرشيف الصحفي الكامل، تحدثنا معا عن أبرز الصيحات التكتيكية في العام، مع تشكيلة العام، وجاء الدور على اختيار أفضل موضوع صحفي في العام من لغة أخرى غير العربية، ليتم ترجمته وإعادة صياغته بالشكل اللائق والموضح بالكامل.

    لذلك اخترنا هذا العام "جوزيه مورينيو" لأنه الرجل الأكثر جدلا طوال العام، من بطل الدوري في إنجلترا إلى أحد المراكز المهددة بالهبوط بعد فترة وجيزة، لتتم إقالته في ظروف طارئة بعد بداية الموسم بعدة أشهر، وبالتالي بحثنا كثيرا حتى انتقينا هذا الموضوع الطويل للكاتب جوناثان ويلسون، في رصد مسيرة البرتغالي من الألف إلى الياء.من بداياته حتى إقالته، مرورا بربط المسيرة بالجانب الأدبي الفني، من خلال ملحمة "الفردوس المفقود" للكاتب الإنجليزي جون ميلتون، عن الخروج من الجنة إلى أرض الواقع، ومدى تأثير هذه الخطوة في الإنسان بشكل عام، ليتحول الكاتب بخفة ومهارة يُحسد عليها إلى ميدان كرة القدم، ويمزج بعبقريته بدايات مورينيو في برشلونة، وخروجه منها حتى الرغبة في عودة لم تتم، انتهت بحرب شديدة الضراوة، وعداء تاريخي لا نهاية له، بين الكرة الهجومية التي يشتهر بها بارسا وأياكس، والدفاع المستميت لعدو ومنافس هذه المدرسة، جوزيه مورينيو!

    دعونا نبدأ،


    بدايات مايو 2015، كل الطرق تقود مورينيو إلى المجد، انتصار غير مقنع على كريستال بهدف، لكن كعادته ينتهج مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، لا أعمية للأداء، ولا الطابع الجمالي، لكن الأهم حصد الثلاث نقاط، والتتويج بشكل رسمي، خصوصا بعد زيادة الشكوك حول أداء الفريق نتيجة الخروج المفاجيء والغريب من ثمن نهائي الشامبيونز أمام باريس من بوابة ستامفورد بريدج.

     لم ينس!


    لم يكن هناك منافس حقيقي، رغم التعب والإعياء على تشيلسي في النصف الثاني من الموسم، إلا أن مورينيو حصل على اللقب الثالث الخاص بالبريمرليغ مع تشيلسي، واللقب الخامس في تاريخ النادي ككل، رغم الاستثمارات الهائلة للمالك رومان أبراموفيتش.

    احتفالات جماهيرية رهيبة، وعودة قوية للرجل الخاص من الباب الكبير، لم يكن يعلم أحدهم أن كل شيء سيتغير بعد فترة وجيزة، وما ستؤول إليه الأمور في الثلث الأول من عمر الموسم الجديد، حينما يترنح البطل من فوق القمة، ويترك موقعه بين الكبار إلى مؤخرة الجدول. ويدخل النادي في أزمة عميقة وحقيقية كما يحدث الآن.

    نعود مرة أخرى إلى مباراة كريستال، مباراة اللقب باختصار، بعد اللقاء ذهب مورينيو إلى المؤتمر الصحفي، لا علامات تعب ولا احتفالات مضاعفة، وتوقع كل الحضور حديث البرتغالي عن كيفية الفوز باللقب، اللاعب الأكثر أهمية، المباراة الحاسمة، ومن هذا القبيل، لكن جوزيه ذهب بعيدا، بعيدا جدا! ولم يترك صديقه القديم وعدوه الغريم في حاله، بل هاجمه بشدة، دون سابق إنذار!

    عاد "المو" لعدوانيته، ولكن هذه المرة عدوانية أكثر من أي وقت مضى، وقرر أن يحتفل على طريقته، ويقوم بإيصال رسالة عداء واضحة، تجاه بيب جوارديولا، الشخص الذي عين كمدرب لبرشلونة في 2008، بعد مفاضلات مستمرة بينه وبين مورينيو. بيب اللاعب السابق المحبوب، صاحب الكاريزما القوية، التي جعلته قائد بالفطرة حينما كان لاعبا، رغم أنه أقل مهارة من أقرانه، والذي لم تكن له أي خبرة تدريبية سابقة، فقط سنة يتيمة في دوري الدرجة الرابعة الإسباني مع الفريق الرديف، لكنه في النهاية جلس على مقعد "قائد كامب نو" على حساب جوزيه

    والكلام لك يا رجل!



    يقول مورينيو في هذا اليوم الذي لا يُنسى، "انا لست الاذكى في اختيار الدوريات والاندية، كان من الممكن ان أختار نادي آخر في بلد مختلف، وأحصل على الدوري دون عناء". لم يذكر إسم جوارديولا علانية لكن الجواب واضح من عنوانه، إنه يتحدث عن بيب بعد توليه مهمة تدريب بايرن

    جوارديولا رجل يوصف بالثوري والراديكالي، حقق ثلاثة ألقاب ليجا وبطولتين أبطال مع برشلونة، مع أسلوب لعب فريد بعض الشيء، وبعد توقيعه مع بايرن في 2013، لم يكن السؤال وقتها، من سيفوز باللقب؟ بل كم سيكون فارق النقاط بين بايرن ومنافسيه؟ كلام من الممكن أن يتم قبوله من جانب مورينيو، خصوصا على مستوى التنافسية والجماهيرية، لكن رأيه بدا وكأنه متقصرا على جوارديولا، وكراهية شخصية له.

    يضيف جوزيه، "لقد قمت بالمغامرة، انا سعيد لانني فزت بلقب محلي بعد عشر سنوات مع تشيلسي، لقد كنت البطل مع كل فريق أدربه، مع إنتر ميلان، مع ريال مدريد، الفوز في إسبانيا بـ 100 نقطة وعلى حساب أفضل فريق لبرشلونة، بمثابة الإنجاز وأنا أهل لذلك". لا بد فيما بعد أن أكون أكثر خبث وأختار نادي سهل، ربما سأذهب إلى بلد يستطيع المسؤول عن غرفة الملابس وقمصان النادي قادرا على تحقيق لقب الدوري، أنا شخص أستمتع بالصعوبات، أعتقد أنني في المكان المناسب، سأستمر في تشيلسي كثيرا، حتى يقول لي أبرا، يجب أن تذهب.

    الفردوس المفقود!


    وقتها كان التساؤل الأهم في غرفة المؤتمر الصحفي، لماذا يقلل مورينيو من جوارديولا بهذا الشكل؟ ولماذا اختار هذه اللحظة بالأخص؟ إنها لحظة انتصاره ونشوته بلقب الدوري، لم تكن أبدا مجرد مزحة عابرة، ولكن هجوم صريح ومباشر!

    جملة "حتى يأمرني أبراموفيتش بالذهاب" أيضا لم تكن عابرة، ولكنه قصد بها مفاوضات التجديد، التي قام بها وكيله مينديز مع مالك تشيلسي، حتى وصل الطرفان إلى اتفاق بالتجديد لمدة اربع سنوات إضافية.

    غادر مورينيو لتحقيق النجاح و نجح لكن عندما اراد العودة ابوه. لقد كان مختلفا شيئا ما. لم يكن لاعب بل مترجما تحول الى مدرب. لم يكن واحدا منهم. لم يكن يفكر مثلهم. كان يتكلع للعبة و يتساءل لا عن كيفية الفوز مع اللعب بشكل جيد بل ببساطة عن كيفية الفوز. كان لديه جانب براغماتي منعه من ان يكون مناسبا. عاد في 2008 مكللا بالنجاحات, يريد ان يكون مدربهم لكنهم اختاروا واحدا منهم. لقد اصبح منبوذا, متمرد. و بهذا بدا في اعتبار نفسه معارضا لبرشلونة و لمبادئ كرة القدم السائدة في ذلك الوقت. حيث لن يلعب بقواعدهم و سيبدا بفعل اشياء هو على دراية بمعارضتها ليثبت انه على حق. و تعهد, مثل الشيطان بنظرة ميلتون " لشن حرب ابدية بقوة المكر لا توافق عدوه الكبير ".

    عاش مورينيو فترة طويلة داخل برشلونة، لكنه أبدا لم يكن واحد منهم، بدأ مترجما ثم مدرب، لم يفكر مثلهم، كان يتساءل باستمرار عن كيفية الفوز فقط، لا عن كيفية الفوز مع اللعب بشكل جيد كما يُعرف داخل هذا الفريق. في 2008، أراد أن يكون مدربهم، رجل معروف بنجاحاته، أشهر وأفضل مدرب في العالم بتلك الحقبة، لكن هذا لم يحدث في النهاية، واختاروا هذا الشاب المتدرب المبتديء، بيب جوارديولا!

     ليتأكد جوزيه منذ هذه اللحظة، أنه معارض مستميت لهذا الكيان، وتعهد وكأنه الشيطان في ملحمة جون ميلتون الشعرية "الفردوس المفقود"، بإعلان الحرب الضروس ضد أسلوب اللعب، رجالهم، وطريقة الأداء الخاصة بهم. "هنا يضع الكاتب تشبيه أدبي بليغ، بالمقارنة بين قصة الفردوس المفقود من الناحية الشعرية ونظيرتها الكروية، حيث أن مورينيو أراد دخول برشلونة من النادي الكبير، لكنه لم يستطع، ليتحول إلى أكبر غريم لهم، وبكل تأكيد جوارديولا هو الأقرب لكي يكون منافسه، وعدوه الدائم".

    فن التشبث بالفرصة



    جاء فان جال إلى كاتالونيا، المدير الفني الفائز ببطولة عصبة الأبطال مع تلامذة أياكس، والرجل الذي درب الفريق الهولندي لمدة ست سنوات، قبل أن يتجه إلى برشلونة، والمثير للدهشة أن قدوم الخال في البداية كان فقط لتولي منصب مسؤول ومنسق الفئات السنية داخل النادي، لكنه بعد ذلك تولى منصب المدير الفني، بعد أن ساءت النتائج مع بوبي روبسون، ورغبت الإدارة في إنهاء التعاون مع الشيخ الإنجليزي، لذلك تحول لويس سريعا من مجرد مشرف عام إلى الرجل الأول في كامب نو.

    عمل مورينيو كمترجم مع روبسون في بورتو، ولكن المدرب الإنجليزي أصر على استقدامه معه في رحلته إلى برشلونة، وبناء على توصية من روبسون، أبقى فان جال على مورينيو داخل جهاز برشلونة، لكن ليس كمترجم، بل كمساعد ثالث ضمن الطاقم التقني. في سن الرابعة والثلاثين فقط يعمل مورينيو مع نادي بحجم البلاوجرانا، لقد كانت الخطوة الأولى نحو تحقيق الحلم.

    بالعودة إلى الجذور الأولى، ينحدر أصل جوزيه من عائلة كروية، حيث أن جده عمل كرئيس لنادي فيتوريا، فريق متواضع من منطقة إسمها سيتوبال، كذلك والده لعب في مركز حراسة المرمى، وإتجه فيما بعد للتدريب. المو نفسه مارس كرة القدم كلاعب مع بعض الفرق المغمورة، لكنه لم يتألق بشكل لافت، ليوقن سريعا أن طريق التدريب هو الأضمن، خصوصا بعد دخول والده المجال.

    ليلة رأس السنة عام 1984، مورينيو وقتها عمره 21 عام، خبر سيء في ليلة جميلة، إقالة الوالد من تدريب رايو أفي، رغم أنه صعد بهم ووصل لنهائي الكأس، لكن النتائج لا تدوم، ومع أول هبوط فعلي، استغنت الإدارة عن مورينيو الكبير، صدمة بدائية أضافت قدر من البراجماتية إلى تفكير الإبن.

    درس مورينيو كرة القدم بشكل أكاديمي، التحق بالمعهد العالي للتربية البدنية في لشبونة، واحد من أفضل معاهد الكرة في البرتغال وأوروبا، وتأثر سريعا بالبروفيسور مانويل سيرجيو، الأستاذ المؤمن بفكرة شمولية المدير الفني، لا يكتف فقط بالشق الفني، بل يجب أن يكون طبيبا نفسيا ومتحدث على قدر كافي من العلم والفلسلفة. وبعد أن أنهى جوزيه دراسته، عمل كمدرس في مدرسة متواضعة مختصة في مساعدة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

    ويجب الإشارة إلى جانب هام شكل الكثير من مسيرة المدرب الشهير، عندما كام مراهقا، ساعد المو والده في دراسة المنافسين، وكيفية التغلب عليهم بإعداد التقارير الفنية عن أسلوب لعبهم ونقاط ضعفهم، كذلك عمل في مجال مراقبة اللاعبين الصغار "كشاف" لاحد الأندية الأقل بريقا في البرتغال، حتى نال فرصته الحقيقية عام 1992، مع بورتو وبالقرب من السير بوبي.

    روبسون، رجل منفتح على الغير، لا يهتم بعامل السن والمركز، وثق في مورينيو بشكل مضاعف، وحينما انتقل الثنائي إلى برشلونة، أوكل له بعض المهام الأكبر من وظيفة المترجم، كإعداد حصص التدريب، وتجهيز بعض الملفات التكتيكية عن بعض المنافسين، ونال الشاب البرتغالي إشادة الجميع، خصوصا مع إلمامه بكافة التفاصيل وغزيرته المستعدة دائما للتعلم والإفادة.

    كاتدرائية كرة القدم!


    برشلونة في حقبة التسعينات أشبه بالمكان الاستثنائي الخاص بتعلم قواعد اللعبة، ليس فوز الأمر متعلق بالسيطرة على بطولة الدوري خلال تلك الفترة، أو التألق الأوروبي والحصول على أكثر من كأس قاري، ولكن بسبب اجتماع عدد كبير من الأشخاص في وقت واحد داخل هذا النادي.

    في فترة تواجد مورينيو مع برشلونة، تواجد ايضاً المدربين الحاليين لفرق بايرن ميونخ، مانشستر يونايتد، بورتو، أيندهوفن، ساوثهامبتون، وبرشلونة الحالي. من الصعب القول أن كل هؤلاء يشبهون بعضهم، لكن في أواخر التسعينات، تشكلت فعليا روح كرة القدم الحديثة، ظهرت ملامح التكتيك الجديد مع هذه الكوكبة الفريدة.

    الكرة الشاملة، النمط السائد في برشلونة منذ وصول رينوس ميتشيز عام 1971، الاستحواذ، الهجوم، خط التسلل، الضغط العالي، وتغيير مراكز اللاعبين داخل الملعب، كلها قواعد أتى بها ميتشيلز وطورها فيما بعد يوهان، كرويف الجناح الطائر الذي جاء برشلونة لاعبا، ثم مكث بها نجما، فمدربا، ومستشارا، قبل أن يخرج منها كأسطورة من الصعب أن تتكرر.

    وحينما تولى يوهان تدريب برشلونة في أواخر الثمانينات، ضاعف من ضخ أساسيات الكرة الشاملة، مع قدر لا بأس به من التخيل والابتكار. وعلى الرغم من أن نسخة مواطنه فان جال كانت مختلفة بعض الشيء، من حيث التمركز وتدوير الكرات، إلا أنها منبثقة في النهاية من نفس الأصل، هولندا وضواحيها.

    إنها واحدة من أعظم فترات التدريب في التاريخ إذا لم تكن الأعظم، من أياكس أمستردام إلى برشلونة، ثنائي آمن بنفس المباديء، الفلسفة، الاستراتيجية، لكن مع أموال أكثر وصيت إعلامي أكبر في كاتلونيا، المدرسة المستمرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، والتي يمكن أن نطلق عليها إسم الـ BarcAjax "بارساياكس".

    مورينيو الوحيد الدخيل على هذه العلاقة، لم يلعب لأياكس، ولا لبرشلونة، وليس هولندي أو كاتالوني أو حتى لاتيني، وعلى الرغم من كل هذه التناقضات، إلا أنه تعلم كثيرا من مفكري وأباطرة هذه الفلسفة. عبر فان جال عن إعجابه الشديد بعمل مورينيو في التمركز أو Positional Play وسمح له بإعطاء بعض التعليمات التكتيكية خلال المباريات الودية وأثناء التدريبات.

    يقول فان جال عنه، وجدت شاب متغطرس، لا يحترم السلطة كثيرا، لكنني أحببت ذلك فيه، لأنه لم يكن منقادا أو أفاقا، بل خالفني الرأي في أمور عديدة، وكان يقول رأيه بكل جرأة وشجاعة دون خوف، لقد كان أمهر المساعدين في الفريق، وعلى الرغم من ماضيه البعيد عن بارساياكس، إلا أنه نال ثقة الجهاز بالكامل.

    الخروج من الجنة



    انطلق مورينيو من برشلونة إلى طموحه الذي لا نهاية له، بعد فترة قصيرة في لشبونة مع فريق بنفيكا، جاءت المهمة الرسمية الأولى لجوزيه، مع نادي يوناو دي لييرا في يوليو 2001، فريق متواضع ذو ميزانية محدودة، لكن نجح المو في خطف الأضواء من الجميع، مع دفاع قوي ومرتدات قاتلة، ورغم أن الفريق وصل إلى المركز الثالث في بعض الأحيان إلا أنه تراجع بعض الشيء قبل نهاية الموسم، لكن في النهاية حصل المدرب على مراده، بجذب الكاميرات تجاهه، واهتمام بورتو بخدماته، حتى الإعلان الرسمي في يناير من العام التالي.

    بورتو مكان مثالي لجوزيه، لقد خلق هذا النادي له، فريق طموح ينافس على البطولات، صاحب خلفية أوروبية مميزة، مع إدارة تؤمن بالشباب على المدى البعيد، لذلك أعطته كامل الصلاحيات، الفنية والإدارية، من أجل دخول التاريخ!

    لعب بورتو مع مورينيو على البطولة، قام المدرب باختيار كل تشكيلة وفق ظروف وقدرات المباراة، مع الأخذ في الاعتبار قوة المنافسين، لذلك لعب في الدوري بأسلوب معين، بينما في أوروبا راهن على النقيض تماما، والعين على الفوز فقط. يقول مانيش، لاعب وسط برتغالي لعب مع بورتو تحت قيادة جوزيه، "لقد كان يأمرنا دائما باستخلاص الكرة بعد فقدانها، ويجب أن يكون الضغط كوحدة واحدة، وليس مجرد لاعب أو إثنين، لكنه لم يكن من هواة الاستحواذ، هنا أولى الصدامات التي ستتضاعف فيما بعد بين البرتغالي ومدرسة بارساياكس!

    الاستحواذ لم يكن مفضلا، ومع مرور الوقت لم نكن أقوياء في هذا الجانب، يستكمل مانيش حديثه عن مورينيو، ويضيف جانب آخر مهم، خاص بدراسة الخصوم وتقييم نقاط قوتهم وضعفهم، العمل القديم الذي قام به مع فان جال في برشلونة. كوستينها أيضا له تصريح مهم، وهو بالمناسبة لاعب سابق مع بورتو مورينيو، "لقد كان يتحدث معنا باستمرار عن أخطر لاعبي المنافس، كيف يتحرك واين يتمركز، وهل اللاعب يميل للعنف أو تقبل الاستفزاز، وما هي الأمور التي يجب أن نفعلها حتى نقلل من خطورته".

    ميكافيلي


    مورينيو قاريء جيد للمستقبل، إنه لا يعرف الغيب ولا يجيد الكف، لكنه بارع بحق في توقع منافسه، يؤكد فيتور بايا، حارس بورتو الأسطوري هذه الكلمات بتصريح مهم، "أتذكر جيدا حادثة ضد بنفيكا، كان يعدنا دائما لما بعد تسجيل هدف في شباكهم، قال لنا أننا سنسجل أولا، وسيقوم مدربهم، وقتها كان خوزيه أنطونيو كاماتشو، باحداث بعض التغييرات، مع اللعب بتكتيك مغاير، وهذا ما حدث بالفعل، لذلك كنا نعرف خطواتهم قبل أن يقومون بها داخل الملعب".

    عُرف عن مورينيو خشونة فرقه، لذلك كان يستعد قبل المباريات الهامة لخيار اللعب بـ 10 فقط، بعد قيام الحكم بطرد لاعب من فريقه، لذلك لعب بورتو في أكثر من مباراة منقوصا فقط على الورق، لكن المجموعة عرفت جيدا كيف تخرج بالمباراة إلى بر الأمان في اللحظات الخاسمة.

    يكشف جون تيري رواية شبيهة بقصة بايا، حينما تحدث عن مباراة تشيلسي وباريس سان جيرمان في شامبيونز 2014، المباراة التي صعد بها تشيلسي لنصف النهائي قبل أن يخرج أمام أتليتكو مدريد، وأكد المدافع أن البلوز وقتها لعبوا بعدة تكتيكات هجومية أثناء التدريبات، مع حدوث نفس السيناريو تقريبا خلال آخر 10 دقائق، حينما عاد الضيوف إلى الخلف، ودفع جوزيه بالكل في الكل هجوميا، حتى هدف الصعود لديمبا با.

    ومن الدفاع والمرتدات مرورا بتوقع المنافسين إلى اقوى نقطة عند مورينيو، إنها الحرب النفسية أو فيما يعرف إعلاميا بالـ Mind Games. يضغط المدرب على الحكام، يهاجم المدربين، يستفز لاعبي المنافس، وعلى المقابل تماما، يصنع روابط قوية مع لاعبيه بشكل ملحوظ داخل وخارج المستطيل.

    يرتبط مورينيو عاطفيا بلاعبيه، هناك أسماء كانت مستعدة للتضحية بكل شيء من أجل إهداء النجاح لهذا الرجل، ويؤكد فيتور بايا قدرة المدير الفني على التعامل مع كل لاعب على حدة، من يُجبره على التألق بالاستفزاز، ومن يحتاج إلى مجرد كلمة تشجيعية، ومن يريد إطراء من نوع خاص كالشد من أزره قبل وأثناء وبعد التدريبات، وهكذا.

    لكن الجانب الميكافيلي حاضر بكل تأكيد في شخصيته، الغاية تبرر الوسيلة على كافة المستويات، لذلك مع أول صدام مع فيتور بايا، أبعده سريعا عن المشاركة وأجبره على الإيقاف لمدة شهر كامل، رغم أن الثنائي عمل معا من قبل في برشلونة ثم بورتو، لكن جوزيه اراد إيصال رسالة صريحة للجميع، أنا القائد، أنا الآمر، لا يوجد Boss غيري!

    فاز بورتو بالدوري، ثم الكاس، وخطفوا كأس الاتحاد الأوروبي من فم سيلتك الاسكتلندي، في مباراة تسببت في جنون المدرب مارتين أونيل، الرجل الذي خرج علانية بعد صافرة الحكم متهما مورينيو بالمدرب سيء السمعة، مع وصف الفريق البرتغالي بأنه منافس أضاع الوقت مستخدما أساليب تمثيلية هوليوودية، لكن بورتو استمر في طريقه حتى فاز بلقب عصبة الابطال في 2004، ليغلق الرجل الخاص صفحة ناصعة، ويقرر السفر إلى إنجلترا، حيث تشيلسي ومغامرته المثيرة مع رجل المال والبترول، رومان أبراموفيتش!

    هنا لندن



    الموسم الأول مع تشيلسي كان خيالي، رغم التحفظ المستمر على أسلوب اللعب وجمالية الأداء. خلال أول ست مباريات، استقبل تشيلسي هدف واحد فقط، هذا رقم رائع بكل تأكيد، لكنه سجل فقط ست أهداف بواقع هدف يتيم في كل مباراة. اهتم مورينيو بعملية التحولات من الدفاع إلى الهجوم والعكس، مع سياسة "تمويت" اللعب، أي كثرة التمريرات أمام مرماه، من أجل كسر اندفاع الخصم، وتمكين لاعبيه من الراحة بعض الشيء، وفي كل الأحوال كانت تجربة تشيلسي بها قدر واضح من الخشونة، مع بعض الملل.

    من مباراة ميدلزبره في سبتمبر 2004، تحول تشيلسي خططيا إلى 4-3-3 صريحة، مع تمركز لامبارد كريشة مائلة بين العمق والطرف، وبرع فرانك بشدة في هذا المكان، مع انطلاقاته المستمرة تجاه مربع العمليات، مستغلا الفراغات في القنوات بين لاعبي المنافس، وسجل 13 هدف في ذلك الموسم. لكن مورينيو بات متحفظ بشكل أكبر مع الوقت، يفكر فقط في الفوز، ويبتعد أكثر عن فلسفة بارساياكس، إنه يريد اللقب، لا أكثر أو أقل.

    فاز الفريق بالدوري مرتين، ولم ينجح في إعادة تجربة بورتو بخطف الكأس الأوروبية، لكن هذا السبب لم يزعج أبراموفيتش، بقدر انزعاجه من طريقة اللعب، رغبة الروسي واضحة منذ البدايات، إنه يطمح في قدر من المتعة والشغف، بعد الملايين التي أنفقها على المشروع،

    في الموسم الثاني، حصل مورينيو على نقاط اقل لكنه فاز باللقب دون منافسة كبيرة، لكن الشائعات زادت عن الحد، أبرا بدأ فعليا يفقد صبره، ويريد كرة هجومية ترضي شعوب اللعبة قبل الظفر بالبطولات!

    يلوح الصدام في الأفق، الموسم الثالث يقوده إلى اللعنة، تشيلسي لا يزال فريق قوي وصلب، لكنه يقدم كرة قدم غير منسجمة بالمرة، وخلال إحدى مباريات الكأس أمام فريق من الدرجة الثانية، حدث التعادل في اللحظات الأخيرة، لينفجر جوزيه في غرفة الملابس، واصفا سياسة النادي بأنها السبب في تراجع تشيلسي،

    "أثقلوني بلاعبي الهجوم، دون تغطية دفاعية قوية".

    حاول العقلاء تقريب وجهات النظر، لكن الأداء لم يتحسن، ورومان أصر على رأيه، مع عدم تقديم البرتغالي لأي ضمانات جديدة، حتى صار الفراق المنتظر بين الطرفين في نهايات 2007، الولاية الأولى انتهت.

     أنا ثم أنا ثم أنا!


    جلس مورينيو في بيته مع بدايات عام 2008، يراقب، يرصد، وينتظر. يعرف جيدا ماذا يريد، إنه يضع برشلونة من جديد نصب عينيه، صحيح حدثت خلافات وصراعات بين الجانبين أثناء فترة تواجده في تشيلسي، لكن الحرب النفسية جزء من طبيعة عمله، ويثق من داخله أنه قادر على إقناع المسؤولين في كاتلونيا، مع تذكير شعب كامب نو بالأيام القديمة في التسعينات.

    نتائج البارسا في الحضيض، الكل يعلم أن أيام رايكارد معدودة، تقابل تشيكي بيجرستين، اللاعب السابق في الدريم تيم، والمدير الرياضي لمشروع لابورتا، مع مورينيو في أحد الفنادق الفاخرة. تحدث البرتغالي عن خططه ومشاريعه، ماذا يريد وكيف سيلعب، مع بعض المناوشات حول تصريحاته، في برشلونة هذه الأشياء غير مفضلة، وتم تقريب وجهات النظر في نهاية الإجتماع.

    لكن القرار كان قد اتخذ بالفعل! مورينيو مرفوض، مرفوض، مرفوض، بأمر من يوهان كرويف، أسطورة برشلونة الذي له كلمة على لابورتا والجميع داخل النادي، ولم يكتف بذلك فقط، بل نصحهم بالمقامرة على بيب جوارديولا! لتصل الأخبار إلى جوزيه، الذي لم يصدق طريقة تفكيرهم، ليتصل بجوان لابورتا، عن طريق جورجي مينديز، الوكيل المقرب من الرجلين، قائلا له دون رتوش، لقد ارتكبت خطأ فادح!

    يقول فران سوريانو، أحد المدراء السابقين في إدارة لابورتا والرجل الأول في مان سيتي حاليا، بدا الأمر وكأنه سباق بين جوارديولا ومورينيو، أصوات المجلس كانت متقاربة، وكان هناك انقسام حقيقي بين الثنائي، لكننا اخترنا بيب في النهاية، لأننا شعرنا أن جوزيه يريد فقط الفوز، بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة، وهذا ما لا يتناسب مع تقاليدنا ومبادئنا على مر التاريخ.

    مورينيو لم يغفر قط لـ برشلونة، ووضع كرويف وتلميذه في رأسه منذ تلك اللحظة!


    الوظيفة الإيطالية


    بعد رفض برشلونة، لم يضع مورينيو وقته، وانتقل سريعا إلى إيطاليا، مشروع إنتر ميلان مع موراتي الإبن، وكأن الزمن يعيد نفسه من جديد، بعد تجربة هيلينو هيريرا مع موراتي الأب في ستينات القرن العشرين، والمفارقة أن الثنائي "جوزيه وهيلينو" يتفق في أمور عديدة أهمها الروح الدفاعية، المرتدات، والشخصية العدائية مع الجميع.

    حقق إنتر الدوري مع مورينيو في أول موسمين، ولم يكتف بذلك بل نجح أخيرا في الحصول على دوري أبطال أوروبا في 2010، للمرة الاولى منذ 45 عام، في إنجاز كبير للمدرب البرتغالي وفريقه المميز. والمثير للاهتمام أن الكل في هذه النسخة لا يتذكر النهائي أمام بايرن ميونخ في ملعب برنابيو، بل الفوز المذهل بحق كان في نصف النهائي أمام برشلونة الرهيب!

    في مباراة الذهاب بميلانو، حدثت ثورة بركان رهيبة في أوروبا، انقطعت خطوط الطيران بين البلدان، وصار الذهاب إلى إيطاليا أمر أشبه بالمستحيل، مما أجبر برشلونة على السفر بالحافلة، في رحلة طويلة من إسبانيا إلى إيطاليا، مما يسفر -جزئيا- ظهورهم بشكل هزيل بدنيا خلال مباراة الذهاب التي انتهت بفوز إنتر 3-1.

    في مباراة الإياب، انتقم جوزيه من جوارديولا وبرشلونة، لعب إنتر منقوص العدد بعد طرد تياجو موتا بعد قرابة الثلاثين دقيقة، واعتمد البرتغالي على تكتيك دفاعي مضاعف، 9 لاعبين أمام منطقة الجزاء مع حارس المرمى، لم يلمس لاعبوه الكرة كثيرا، بل بدا واضحا أنهم كانوا يتعمدون فقدانها سريعا، حتى لا يؤثر ذلك على تكتيكهم الدفاعي وتمركزهم المثالي.

    أضاع برشلونة عدة هجمات، ووجد نجوم البلاوجرانا صعوبة بالغة مع مرور الدقائق، تسديدة يتيمة لإنتر أمام 15 لبرشلونة، 19 % فقط استحواذ، لكنهم خسروا فقط بهدف يتيم، لم يكن كاف لصعود أصحاب الأرض وفق نتيجة المباراتين.

    حدثان لا يمكن نسيانهما بعد صافرة الحكم، انطلق مورينيو يجري في الملعب، متجها إلى المنتصف وهو يرفع علامة بدت وكأنه يقولها دون تردد، أقصيت برشلونة! بينما الحدث الآخر كان تشغيل رشاشات المياه أثناء احتفال لاعبي إنتر، مما جعل البعض يهمس، أن استفزاز مورينيو أجبر الكتلان على فعل تافه أنقص بعض الشيء من الهالة الموجودة حولهم.

    إنتر محطة عابرة، لم يرغب مورينيو في الاستمرار كثيرا، ربما لأنه كان يدرك من داخله أن هذا الإنجاز لن يتكرر ولن يستطيع إعادته مرة أخرى، ومن الممكن تفكيره المستمر في العودة إلى إنجلترا أو إسبانيا، هناك المال والقوة الحقيقية، لا يزال مورينيو رجل يفوز بالأبطال مع أندية غير متوقعة، لكنه حينما قاد تشيلسي، لم يقدر على تحقيق الكأس، بالتالي كان يريد دائما تحدي آخر مع نادي ضمن فرق النخبة.

    هيمن برشلونة على أجواء الكرة الإسبانية مع بيب جوارديولا، بطولات بالجملة وانتصارات لا حصر لها، مع نتائج تاريخية كما حدث في البرنابيو في ليلة 2 مايو 2009، حينما فاز الضيوف على ملوك العاصمة بالستة في لحظة أسطورية لا تتكرر، لذلك ذهب بيريز سريعا إلى مورينيو، اقتنع من داخله أن هذا الشخص هو الرجل المناسب، الذي بإمكانه وضع حد لسيطرة الكتلان، مع قدرته على الإطاحة بجوارديولا، الرجل الذي يكتسب أرضية شاسعة وشعبية عريضة في سنوات قليلة،

    صيف 2010، مورينيو لم يكتف بالانتقام الأول، إنه يريد تحطيم برشلونة!

    كلاسيكو الأرض



    حينما سافر مدريد إلى برشلونة في ليلة 29 نوفمبر 2010، كان الملكي هو المتصدر بفارق نقطة عن البارسا، لحظة فارقة في الصراع، انتظرها بيريز على أحر من الجمر، سحق برشلونة على أرضه ووسط جماهيره، رد مباراة الستة، وبكل تأكيد توسيع الفارق بين الغريمين فبل الدخول في فترة الأعياد.

    أراد مورينيو تدمير بيب، الفوز على برشلونة في كامب نو يعني نهاية السطوة فعليا، ودخل البرتغالي بتشكيلة قوية بها معظم نجومه، لكن الكاتلوني لم يكن صيد سهل على الإطلاق، لقد لعب برشلونة واحدة من أعظم مبارياته، مع ديناميكية غير طبيعية في كل الخطوط، وتمركز عبقري من ثلاثي الوسط بوسكيتس، تشافي، إنيستا، الثلاثي الذي وضع المو في خانة اليك منذ الدقيقة الأولى، ليتقدم الأحمر والأزرق بهدفين خلال أول 14 دقيقة، قبل أن ينتهي الكلاسيكو بالخمسة!

    لم يخسر الريال كثيرا في هذا الموسم، فقط ثلاث مباريات أخرى، لكن هذا لم يكن كافيا، برشلونة أشبه بالغول الذي لا يشبع، فريق من الصعب منافسته محيا، لا يسقط إلا بصعوبة بالغة، ويملك تركيز قوي في المباريات الكبيرة، حتى عملية فقدان الأعصاب كما حدث أمام إنتر، أصبحت صعبة للغاية، مع خبرة المدرب الشاب ولاعبيه الذين اكتسبوها مع الوقت.

     في كتابه "The Special One" تحدث الصحفي المقرب من البيت المدريدي، دييجو توريس، مؤلف الكتاب، عن جوانب مهمة من رحلة البرتغالي في إسبانيا، حيث أن تكتيكيات المدرب التي تعتمد على العنف والاستفزاز أغضبت بعض نجوم الفريق، وبالمناسبة هذا الكتاب اعتمد على مصادر ممتازة وقوية من داخل سانتياجو برنابيو.

    لم يفكر مورينيو فقط في الفوز، لكنه يملك رغبة دائمة في الفوز بطريقة معينة يفرض فيها نفسه كرائد تكتيكي لا مثيل له، لذلك حاول مرارا وتكرارا صناعة مجموعة تجيد استرجاع الكرات واللعب بعنف في بعض الأوقات، إنه أراد بشدة تحويل ريال مدريد إلى نسخة، لن نقول قريبة من مورينيو، ولكن نسخة مشابهة ومطابقة لمورينيو، مع الترويج أولاً وأخيراً لأسطورته الخاصة!

    مباراة نصف نهائي دوري الأبطال في 2011 كانت تاريخية، ضرب وشد وجذب وصراع غريب، لم يفعل الريال الكثير في مباراة الذهب، لكنه اشتكى فقط من تمثيل لاعبي برشلونة، لكن المباراة في النهاية أقيمت بين فريق يمرر ويراوغ وآخر يركل ويتشاجر، وكأنها بين كرة القدم ضد "عكس كرة القدم"!

    في مباريات مورينيو الـ 17 كمدرب لريال مدريد أمام برشلونة، ارتكب فريق العاصمة 346 خطأ مقابل 220 فقط من طرف برشلونة!

    وفقا لدييجو توريس، وضع البرتغالي خطة من 7 نقاط للفوز في مثل هذه المباريات:

    1- المباراة يفوز بها الفريق الذي يقوم باقل عدد من الاخطاء.
    2- تنتصر الكرة للفريق الذي يتسبب بأخطاء في منطقة الفريق النافس وليس في منطقته.
    3- خارج الملعب, بدلا من الحديث بإيجابية عن نقاط قوة المنافس, فمن الافضل التركيز على اخطائه.
    4- كل من لديه الكرة من المرجح ان يرتكب خطأ، إما بالتمرير أو فقدانها.
    5- كل من يبتعد عن امتلاك الكرة يقلل من امكانية ارتكاب خطأ.
    6- من لديه الكرة لديه الاحساس بالخوف.
    7- كل من لا يكون كذلك يكون بذلك الأقوى.

    إنها مباديء ترفض بشدة المتعارف عليه في مدرسة بارساياكس، حيث أن الكرة كل شيء في البداية والنهاية، لكن على العكس تماما، يرفض مورينيو هذا النهج، ولا يفضل امتلاك الكرة، بل لا يطيق الفكر الاستباقي لجوارديولا Proactive، هو يريدي  كل مبارياته نسخة من لقاء إنتر وبارسا في 2010، لكن هذا الامر مع الوقت لم يعجب أبدا المدراء في برنابيو!

    المرارة مستمرة، وفي بدايات موسم 2011--2012، تفوق برشلونة على الريال من جديد في كأس السوبر خلال مباراتين، لكن العنف هذه المرة كان أوضح، بعد أن قام مورينيو بوضع يده في عين تيتو فيلانوفا، مساعد جوارديولا، في لقطة غير رياضية بالمرة، تسببت في مزيد من الشجار بين لاعبي الفريقين.

     آديوس مو!


    حقق مورينيو بعد ذلك لقب الدوري بعدد كبير من النقاط، لكنه خرج من نصف نهائي الشامبيونز أمام دورتموند، ليأتي الموسم الثالث وتستمر لعنته من جديد، بعد أن أضاع الليجا مبكرا لصالح فريق تيتو فيلانوفا، ساعد بيب الأيمن الذي صار الرجل الأول بعد رحيله، وبعدد نقاط آخر تاريخي، ثم جاءت الفرصة الأخيرة أمام أتليتكو في نهائي الكأس على أرضية برنابيو، لكن ميراندا دمر الجميع في الوقت القاتل.

    في مايو 2013، بعد موسم مخيب للآمال بدون أي بطولة، وصل مورينيو وحيدا لشيراتون مدريد، من أجل الإعداد لمباراة ملجا بعد رفضه السفر مع لاعبيه، خصوصا مع اتهاماته له بعدم الولاء والخيانة. أولتراس مدريد يعشقون جوزيه، كانوا في انتظاره بلافتات تأييد، الحرب لا زالت مفتوحة بينه وبين القائد كاسياس، وكل الأخبار تؤكد أن الإدارة ستضحي به آجلا أم عاجلا.

    في تلك الليلة، خرجت الأخبار من إنجلترا لتؤكد اقتراب مان يونايتد من تعيين دافيد مويس كخليفة للسير أليكس فيرجوس، وقتها شعر مورينيو بالغضب، وأصيب بالفزع، لأنه كان يعتقد أنه على علاقة قوية مع فيرجسون، لذلك كان يجب على الإسكتلندي ترشيحه أولا قبل مواطنه وإبن بلده، لكن هذا لم يحدث في النهاية.

    تحدث مورينيو مع خورخي ميدينز، وكيل أعماله الشهير، حاول منه معرفة الجديد داخل خبايا اليونايتد، وهل مويس سيأتي فعلا أم الأمر مجرد إشاعات، لكن كل شيء انتهى سريعا، ليدرك جوزيه أن لندن هي الوجهة المقبلة، منها وإليها يعود!

    يقول بوبي شارلتون، الحاكم الآخر في الأولد ترافورد رفقة السير، في حديث مع جارديان في ديسمبر 2012، "مدرب اليونايتد لن يفعل أبدا ما فعله مورينيو مع فيلانوفا، بالطبع هو مدرب جيد لكنني لن أضيف كلمة أخرى، كما أن سلوكه في مدريد أثار حوله الشكوك من جديد، مشكلة جوزيه أنه حينما تسير الأمور بشكل غير جيد، فإنه لا يتبع خطى النادي بل يتبع فقط خطاه وهواه، لا يرى إلا نفسه"!

    كان أمام جوزيه خيارين فقط، إما باريس سان جيرمان أو تشيلسي، لا يوجد أي فريق ثالث، في النهاية اختار العودة من جديد إلى ستامفورد بريدج، المكان المحبب إلى قلبه، والنادي الذي عرف من خلاله لقبه الأشهر، الرجل الخاص أو Special One. هناك لا يوجد من ينتقد براجماتيه المتشددة، بل ربما يستمتعون بها!

    لعنة العودة



    في صيف 2013، وصل جوزيه إلى لندن، ووصف نفسه بالرجل السعيد أو الـ Happy One، جاء ليجد مجموعة من اللاعبين المبتكرين، أوسكار، هازارد خلف المهاجم، كانت هناك محاولة لتقديم كرة قدم أكثر جمالية، حتى الخسارة من سندرلاند في ربع نهائي كأس الدوري. بعد الهزيمة، تحدث مورينيو مع المقربين وأكد عزمه على العودة إلى الأساسيات، التراجع إلى الخلف.

    واجه آرسنال بعدها تشيلسي وتعادل بدون أهداف في مباراة مملة ورتيبة، بعدها بدى جوزيه أكثر ثقة، نافس تشيلسي على اللقب بقوة، لكن سلسلة من الهزائم المفاجئة في النهايات أهدت اللقب إلى مان سيتي، المنافس صاحب النفس الأطول في هذا الموسم الذي شهد منافسة ثلاثية بين سيتي، ليفر، وتشيلسي.

    في الموسم الذي يليه فاز تشيلسي باللقب باريحية. مع قربهم من اللقب اصبح الجميع على يقين رغم علامات التعب ان التركيز اصبح على كيفية الفوز بعيدا عن من سيفوز. تشيلسي افضل من اي فريق في انجلترا في اغلاق الملعب  كلما كانوا في حاجة الى ذلك و هكذا اصبح السؤال الذي يتعين طرحه اذا ما كانوا ممليين. " ذلك السؤال ليس له معنى عندي, من الواضح ان اهم جانب في التدريب هو الفوز. كنت اكره الخسارة عندما كنت لاعبا و لازلت كذلك كمدرب و انا لا اعتقد ان هناك فريق لعب افضل من تشيلسي الموسم الماضي" يقول خورخي كوستا مدرب الـ غابون حاليا ..

    "ذلك السؤال ليس له معنى، من الواضح أن الفوز هو الأساس، أكره الخسارة كلاعب وكمدرب، إذا سألت أي شخص عاقل، سيقول لك الانتصار هو الأهم"، جوزيه مورينيو ردا على مطالبات إعلامية باللعب الجمالي في مباريات الدوري الإنجليزي.

    يدافع لاعبه السابق مانيش واصفا تلك الانتقادات بالساذجة التي لا تمت للكرة بصلة، يقول اللاعب البرتغالي، "إسال جماهير آرسنال هل هم مستمتعون بمدرب لا يفوز بالألقاب؟ ثم إعرض عليهم مدرب مثل مورينيو؟ أنت في حاجة إلى الفوز، لذلك تحتاج إلى جوزيه وليس أرسين فينجر".

    مورينيو نفسه قال بكل عصبية، "لا يوجد طفل حتى وإن كان يلعب مع فريقه أو أخيه أو والده، حتى في الحديقة أو الشارع، يلعب من أجل الخسارة، طبيعة الامر إنهم يلعبون للفوز، وفي كرة القدم، المهم أن نصل إلى هذا الفوز".

    فان جال نفسه لم يعجب بطريقة لعب تلميذه القديم، "لديه الكثير من الإيمان بالدفاع على حساب الهجوم، يجب إمتاع الجمهور، يجب أن يكون اللعب به قدر من الهجوم". بدأت الانتقادات تزيد من كل صوب وإتجاه، المنافسون، الجمهور، الصحافة، الكل شبه متفق على رداءة أسلوب لعب تشيلسي، رغم تحقيق الدوري السهل!

    يقول مورينيو بغضب، "كرة القدم القائمة على السيطرة أسلوب غير مميز، إذا كنت لا تلعب على الهجمة المرتدة فأنت غبي في النهاية، لأن التحولات عنصر رائع في كرة القدم، إنه سلاح لا بد من حيازته عندما تجد خصمك غير متوازن".

    "التدريب هو عبارة عن التعرف على الصفات الجيدة للخصم و كذلك نقاط ضعفه" يقول مورينيو في ابريل 2015 بعد فوزه المريح و لكن غير المحبب بـ  1ـ0 على حساب مانشستر يونايتد.

     رفقا بنا يا جوزيه!


    كثرت الانتقادات لتصل إلى مورينيو شخصيا، لقد مل الجميع من طريقة لعبه، أسلوبه المستفز، جفاء الكرة التي يقدمها، لكن الفوز بالدوري في الموسم الثاني كان أمر كافي للرد، حتى جاء الموسم الثالث، ولم تعد هناك حتى انتصارات، لينقلب السحر على الساحر، ويتعرض الرجل الخاص لأكبر عملية هجوم في تاريخه.

    الموسم الثالث كالعادة سيء مع مورينيو، مع تشيلسي في فترته الأولى، صفر لقب مع الريال، وأخيرا تشيلسي من جديد. بيلا جوتمان، المدرب الأسطوري لبنفيكا، والرجل الذي قلده مورينيو كثيرا في حركاته وتصرفاته فيما بعد، له تصريح لا ينسى حول الموسم الثالث، بعد أن وصفه بالأكثر صعوبة وتعقيد،

    " في أول موسمين، يكون المدرب في كامل عطائه وتوهجه، لكن في الموسم الثالث، يتحول الموضوع إلى ما يشبه الرتابة والتوقع، كل شيء سهل التنبؤ به، وحتى اللاعبين يقل عندهم الدافع تدريجيا، لذلك يجب على كل مدرب مضاعفة عمله في الموسم الثالث، وإلا سيكون مصيره الفشل الحتمي"! هكذا يقول بيلا جوتمان، المدرب الذي أصاب بنفيكا باللعنة، منذ عشرات السنين، وحتى اليوم.

    هناك نقطة ضعف محورية ظهرت على مورينيو في موسمه الثالث مع تشيلسي، إنه طالما اعتمد على هجومه الحاد بالكلمات ضد كل من ينافسه، يستخدم مؤتمراته الصحفية في الهجوم على الجميع، الحكام، الإعلام، الصحفيين، وبكل تأكيد لاعبي ومدربي الخصوم، لكن هذه المرة الأمر تطور معه، ليبدأ في انتقاد لاعبيه ومساعديه بشكل مضاعف، صحيح كانت هناك لحظات شبيهة مع ريال مدريد وتشيلسي في الولاية الأولى، لكنها لم تصل أبدا لهذه الحدة والاستفزاز.

    في جولة أميركا الصيفية، بدأت العلاقة تاخذ منحنى سلبي، أحس مورينيو بأن اللاعبين غير منضبطين بالشكل الكافي، وأن هناك شعور عام بعدم الرغبة في تقديم شيء جديد، وفي المقابل، تحدث أكثر من لاعب في السر، أن جوزيه هو الآخر قد تغير، لكن يعد ذلك الرجل الأول، والمدرب الذي يأتي بالجديد، أصبح مكرر ومتوقع وممل فعلا في بعض اللحظات، من هنا فسدت العلاقة بين الجانبين!

    المشاكل لا تأتي فرادا، خسر مورينيو في الدرع الخيرية أمام فينجر، ثم تطور الصداع ليصل إلى الطبيبة ايفا كارنيرو، بعد أن هاجمها جوزيه بضراوة لأنها هرعت إلى الملعب لعلاج لاعب اتضح فيما بعد أنه كان يدعي الإصابة، أو لا يعاني من إصابة خطيرة، رحلت إيفا سريعا، ووجهت اتهامات قضائية إلى تشيلسي ومورينيو، رحيل إيفا لم يكن عابرا، لقد خلق شرخ حقيقي داخل غرفة ملابس الزرق.

    بدايات الوله



    يملك أي طبيب ناجح ثقة مفرطة داخل أي فريق كبير، ويبدو أن إيفا نجحت في اكتساب هذه الصفة، تتحدث مع اللاعبين أثناء الفحص، تقلل من شكوكهم ومخاوفهم، تلتزم بأقصى درجات الأمان مع إصاباتهم، بالإضافة إلى أن الطبيب في النهاية معالج نفسي، فاللاعب المصاب يقضي معه فترات طويلة، يتحدث معه في جوانب شخصية، ويعتبره الملهم الوحيد لعودته إلى الملاعب من جديد، لذلك كارنيرو وأقرانها ليسوا بالأشخاص قليلي الأهمية، وبعد رحيلها،

     شعر أكثر من لاعب أن مورينيو يمكنه التضحية بأي شخص، ولا تفرق معه أبدا رمي فشله على غيره، إنه المدرب الذي قال بالنص، دخول إيفا كان السبب، فما بالك عندما يرتبط الأمر بمستقبله هو، بالطبع سينسى نفسه ويتجه مباشرة إلى اللاعبين أنفسهم!

    استمرت النتائج السلبية والعروض الكارثية، حتى وصول شهر أكتوبر، تشيلسي يخسر من ساوثهامبتون بالثلاثة، وقتها مورينيو أحس بالخطر لأول مرة، وقال في حوار سريع مع سكاي سبورت، "أريد أن أوضح، أنا لا أهرب، لن أترك الفريق، إذا أرادوا هم إقالتي عليهم أن يقوموا بذلك، لأنني لا أترك المسؤولية أبدا، ثم استمر في حديثه مؤكدا، أن في حالة قيام النادي بإقالته فهم الخاسرون، لأنهم سيقومون بإقالة أفضل مدرب عرفه هذا الفريق"!

    تم فهم تصريحات جوزيه بأكثر من منظور، إنه يدافع عن نفسه بكل تأكيد، لكن ماذا عن اللاعبين؟ يبدو أنه باعهم رسميا بعد هذه المباراة، وهناك إتجاه آخر أشار إلى أن الرجل يحذر إدارة تشيلسي فقط من مغبة الاستغناء عنه في مثل هذا التوقيت، لكن في النهاية استمرت العروض السيئة، ولم تتحسن.

    من المتسبب في كل ذلك الفشل؟ مورينيو أم اللاعبين أم التحكيم أم إيفا أم الصحافة؟ بدأت الاسئلة تأخذ منحنى أقرب إلى السخرية من جانب المدافعين، لكن مورينيو كان يعلم من داخله أن التضحية به لن يكون سهلا، خلافا للشرط الجزائي وخلافه، معظم مدربي النخبة يعملون مع فرق أخرى في الوقت الحالي، وبالتالي لن يرضى أحد بالقدوم إلى لندن في هذا الوقت، وبالتالي نعود بسبب هذه النقطة إلى وجهة نظر الكاتب توريس في كتابه، هل يتبع مورينيو خطوات النادي الذي يعمل به، أم يتبع خطاه فقط، حينما تسوء الأمور؟ يبدو وبكل وضوح أنه لا يفكر إلا في جوزيه!

    مع تزايد النتائج السلبية، خرجت الانتقادات من كل صوب وإتجاه، فابيلو كابيلو لم يصمت وقال في كلمات جريئة، "مورينيو مدرب جيد لكنه بعد سنة ونصف يدمر لاعبيه، تشيلسي على خطى الريال في السنة الثالثة". خلال مباراة ويستهام، خسر الفريق وتم طرد لاعب من تشيلسي، وقتها مورينيو اقترب من الحكم في النفق واتهمه بالضعف، ليتم إيقافه في المباراة التالية، ليتكرر السؤال بزاوية أخرى، هل هذا التصرف مجرد فقدان للسيطرة؟ أم أنه مثال آخر على السمة التي أشار إليها توريس، وهي محاولته خلق صراع وهمي لإظهار فكرة المؤامرة!؟
     النهاية الواقعية

    مورينيو مدرب واقعي، يفتخر دائما بنفسه أنه يفكر فقط في الفوز ويبحث عن البطولة، لا يهتم بالأداء الجمالي بل يكرهه في بعض الأحيان، ويهاجم كل من يختلف معهم في هذه النقطة المحورية، وبالتالي عندما يريد أحد أن يقوم بتقييمه، فإنه أيضا يجب أن يحكم بعامل النتائج والبطولات، واقعية مورينيو هي الدابة التي قتلت صاحبها!

    لأنه ابتعد كثيرا عن لقب الدوري وتواجد في مركز لن يؤهله حتى في نهاية الموسم إلى عصبة الأبطال، بالإضافة إلى أداء كارثي في الشامبيونز، وخروج من كأس الرابطة مبكرا، كل هذه الأمور أدت إلى سرعة تقييم مورينيو، بنفس الطريقة التي يفضلها ويميل لها،

    أنت فشلت يا جوزيه، لأنك فشلت على صعيد النتائج قبل الأداء!

    اقتربت النهاية، يوم الخميس الأخير، عاد مورينيو من الغداء ليجد أوجيني تونينبوم، أحد مدراء تشيلسي، وواحد من أقوى حلفاء رومان أبراموفيتش داخل الفريق، ينتظره في مكتبه. بعدها بعشر دقائق فقط، يترك البرتغالي النادي بالتراضي بين الطرفين، تراضي على الورق لكنها إقالة في المضمون!

    الهزيمة أمام ليستر عجلت برحيله، السقوط أمام رانييري، الإيطالي اللطيف الذي ترك منصبه لمورينيو في 2004 مع تشيلسي، بعد المباراة، هاجم مورينيو من "خانوه"، موضحا أنه يتحدث عن عدم اتباع تعليماته داخل الملعب، لكن هذه الكلمات كان لها وقع أكبر، وأنهت المهمة سريعا.

    كان مورينيو يعتقد أن هناك لاعب قام بتسريب تشكيلة الفريق لبورتو قبل مواجهة دوري الابطال، بالإضافة إلى علاقته السيئة مع بعض اللاعبين، دييجو كوستا فقد الثقة في مورينيو، بينما مل هازارد من كثرة انتقاداته له شخصيا، لذلك حدثت مشاكل كثيرة بين هذا الثنائي والمدرب في الآونة الاخيرة.

    الشبح



    مورينيو وجوارديولا، وجهان مختلفان لعملة واحدة، وكأن الكاتلوني هو الشبح المستمر للمدرب البرتغالي، من لقاء قديم في برشلونة، ثم صراع خفي على منصب برشلونة، مرورا بمنافسة حامية الوطيس في الكلاسيكو، نهاية بلقاء محتمل في ديربي مدينة مانشستر، إذا سارت الأمور بشكل طبيعي نهاية الموسم.

    ماذا سيحدث الآن؟ مورينيو تحدت عن عودة قريبة للتدريب و اصراره على الاستقرار في لندن كتلميح واضح انه يريد وظيفة اخرى في
    استقر مورينيو في لندن ولم يعد إلى البرتغال بعد الإقالة، في تلميح واضح إلى رغبته في تدريب مانشستر يونايتد. ومع إعلان جوارديولا مغادرته لبايرن ميونخ، فإن مان سيتي في الأغلب سيكون الوجهة القادمة، وبالتالي هناك مواجهة مشتعلة إذا تمت بين مورينيو ومنافسه الأكبر.

    في أول ثمانية مواسم لمورينيو، فاز بلقب الدوري ست مرات مع بورتو، تشيلسي، إنتر، مع بطولتين لعصبة الأبطال، لكنذ منذ قدومه إلى ريال مدريد في 2010، حقق فقط بطولتين للدوري، مرة مع الريال ومرة مع تشيلسي، دون أي لقب أوروبي كبير، "المقارنة للبطولات الكبيرة كالدوري وعصبة الابطال، اليوروبا ليج فقط".

    قليلون هم المدربون القادرون على الاستمرار على نفس المستوى لعدة عقود زمنية، إنها مهنية قاسية نفسيا وعاطفيا، كذلك كرة القدم في تغيير دائم ومستمر، التطور يتم بسرعة غير متوقعة، ومن المحتمل أن أيام مورينيو الجميلة قد ولت.

    "يتحدث الناس عن الأسلوب والجودة، لكن ما هو التعريف الصحيح؟ أحيانا أسأل نفسي عن المستقبل، وربما مستقبل كرة القدم يتحدد بأن الفريق الأكثر سيطرة واستحواذ هو الفائز بالمباراة، الطريقة التي يحلل بها الناس الأسلوب والجودة تكمن في الابتعاد عن الأهداف"، ينتقد مورينيو بتهكم الدعوات المطالبة بتحسين طريقة لعبه خلال العام الماضي، بعد الفوز على اليونايتد والتعادل السلبي مع آرسنال بدون أهداف في أسبوع ممل للغاية.

    إنها ذكريات جميلة لا تُنسى، ولكن دائما ما تكون كلمات الشيطان هي الأفضل، جزء من سطوة مورينيو تكمن في حسه الساخر، حتى أن ويليام بليك، شاعر إنجليزي ورسام، يقول، "لقد كنت من حزب الشيطان دون أن أعلم"، للدلالة على أن الشهرة ليست من نصيب الطيبين الأخيار في نهاية المطاف.

    المثير للسخرية هو أن موقف مورينيو كما يبدو غالبا، أنه سمح لفلسفته بأن تكون معروفة بمعارضة برشلونة على طول الخط، سواء كان ذلك صحيح أم لا، فإنه لا يزال يسمح لبرشلونة بإملاء الشروط وكتابة الأسئلة أولا. مورينيو من الوارد أن يكون رفض برشلونة كما هم رفضوه، لكنه في النهاية عرف بالمضاد لهم، أي أنه لا يزال ييتم تعريفه بهم، Anti Barca Style!


    رابط المقال الأصلي بالإنجليزية: https://www.theblizzard.co.uk/articles/the-devils-party/
    كتابة: جوناثان ويلسون، كاتب شهير في الجارديان وصحف بريطانية أخرى،
    ترجمة: نور الدين بن جيلالي.
    صياغة وإخراج صحفي: أحمد مختار.

    كل الحقوق محفوظة لصحيفة Blizzard
    كل الكلمات بالعربية محفوظة لـ مدونة كـوتشو.

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    2 comments:

    1. من اروع المقالات التي قرأتها
      تحياتي

      ردحذف
    2. تحفة هذا المقال من اجمل المقالات التي قرائتها بحياتي ... مجهود رائع يا كوتشو ❤

      ردحذف

    Item Reviewed: جوارديولا ومورينيو.. الفردوس المفقود! Rating: 5 Reviewed By: كوتشو
    إلى الأعلى