• اخر الاخبار

    الجمعة، 21 فبراير 2014

    ريد بول سالزبورج .. جيجن برسينج


    مباراة ودية شهيرة خلال فترة التوقف الشتوي، بايرن ميونخ يقابل ريد بول سالزبورج النمساوي، كل الطرق تؤدي إلى ودية عادية وإكتساح طبيعي للفريق البافاري. جوارديولا المدير الفني الأهم خلال السنوات الأخيرة بدأ في تجربة تكتيك جديد نوعاً ما، اللعب بثلاثي في الخلف، مدافع واحد وظهيرين مع وجود رباعي بالوسط، صانع لعب وثنائي هجومي .

    بايرن لعب بطريقة 3-4-1-2 أو 3-4-3 الشهيرة للعبقري مارسيلو بيلسا، وكأن بيب يحاول تقليد معلمه وأستاذه القديم في اللعب بدفاع متقدم وبأكبر عدد ممكن من لاعبي الوسط في الملعب سواء بالدفاع أو المنتصف أو الهجوم .

    بايرن واجه خصم شديد المراس، سريع جداً في نقل الكرة، يملك مجموعة لاعبين شبان، يضغط بشكل رائع، وقوي أمام المرمى. سجل ثلاث أهداف كاملة وأضاع ركلة جزاء وكادت النتيجة أن تكون أكبر لولا تصديات نوير وتغييرات بيب التي هدّأت الوضع لكن دون تسجيل أي هدف .

    " لقد قمت بتجربة خطة تكتيكية جديدة وحاولت اللعب بثلاث مدافعين فقط، لكن لم نتدرب عليها بشكل كبير وإصابة خافي مارتينيز بعثرت الأوراق. واجهنا فريق رائع وإستحق الفوز تماماً، حاولنا العودة في الشوط الثاني لكن لم تسر الأمور كما نحب " تصريح بيب بعد المباراة .



    لم أهتم بالمباراة كثيراً خصوصاً أنها ودية ولعب البايرن بشكل جديد نوعاً ما لذلك إعتقدت - وكنت مخطئاً - أن الفوز مجرد صدفة عابرة وأن الفريق النمساوي إستفاد من عدم جاهزية خصمه، وأن النتيجة مجرد مفاجأة قوية بعض الشيء لكنها ستذهب في طريقها المعروف نهايته، طي النسيان .

    لكن بعد فوز سالزبورج على أجاكس في الدوري الأوروبي بنفس النتيجة، 3-0 في أمستردام. قررت أن أشاهد ودية البايرن وريد بول من جديد. الفريق النمساوي يلعب بطريقة 4-4-2 الحديثة، رباعي دفاعي، ثنائي محوري مع ثنائي على الأطراف. مهاجم متقدم وأخر متحرك على الأطراف وفي العمق .

    4-4-2 تتحول حينما يعود المهاجم إلى صناعة اللعب إلى 4-4-1-1 وحينما يكون لاعب وسط ثالث تصبح 4-5-1 وعند المرتدات تصبح أقرب إلى 4-2-2-2 بصعود ثنائي على الأطراف وثنائي وسط هجومي خلف الديو الهجومي في الأمام .

    كما نلاحظ بالرسم التكتيكي : لاعب بايرن يستلم الكرة يجد حوله كماشة. ثنائي المحور في منطقة الوسط بين المساحات In Between Lines، لاعب الجناح الأيمن يضغط على حامل الكرة، المهاجم المتحرك يعود للضغط معه والمهاجم الصريح المتقدم يقف على مقربة من الإثنين، بينما الجناح الأيسر يضم إلى منطقة الوسط .

    يصبح الملعب ضيق جداً كما بالصورة، لا مساحات ولا نوافذ. الفريق كله يضغط على حامل الكرة ويجبره على الرجوع إلى الخلف أو لعب تمريرة خاطئة ومن ثم عمل مرتدة قاتلة .

    لا مساحات على الأطراف بسبب وجود ثنائية الرقابة Double teaming مع وجود زيادة عددية في العمق نتيجة عودة مهاجم صريح إلى الوسط أو تبادل الأماكن بمعنى تحول المهاجم إلى الطرف ودخول لاعب الجناح إلى الوسط .

    ====



    الكرة الثانية في اللعبة مهمة جداً The Second ball، لأن أول تمريرة تصل إلى اللاعب ثم يفكر في التمريرة الثانية. الفريق الناجح لا يهتم بأول تمريرة لكنه يحاول دوماً الإنقضاض على الكرة الثانية لكي يمنع خصمه منها ويقضي على الهجمة قبل أن تبدا، عملية تعرف بـ إجهاض الهجوم .

    هنا شكل فريق سالزبورج أمام أجاكس، ثلاثي دفاعي ثم ثنائي أمامه، لاعب إرتكاز يصعد مع لاعب أجاكس. الكرة الثانية إذا جاءت للخلف إتجاه مرمى سالزبورج، هناك خمس لاعبين للحصول عليها. وإذا جاءت ناحية الأمام تجاه مرمى أجاكس، ستجد هناك أربع لاعبين من سالزبورج للحصول عليها .

    وهنا قيمة التمركز الرائع في اللعبة، ثلاثة ثم اثنين ثم واحد ثم ثلاثة ثم واحد. تركيبة تحرم أجاكس من اللعب بأريحية وتجبره على ترك الكرة .



    هنا يستلم لاعب أجاكس الكرة، تجد تركيبة لاعبي الفريق النمساوي أقرب إلى الدائرة، كما نلاحظ الكل يقف حول لاعب الدائرة للفريق الهولندي.

    حامل الكرة أمامه عدة خيارات، إما التمرير للاعب الوسط وهنا سيضغط عليه خمس لاعبين تقريباً يقفون في شكل دائرة حوله. أو عودة الكرة للخلف، أو وضع الكرة خارج الملعب. سالزبورج حرم فريق دي بوير من اللعب بحرية لذلك لم يظهر أجاكس بالشكل المنتظر وفشل في بناء الهجمة من الخلف إلى الأمام .




    حامكل الكرة من عمق الملعب له زاوية رؤية وتمرير تصل إلى 360 درجة، إلى الخلف إلى الأمام، على اليمين وعلى اليسار. بينما لاعب الطرف أو الظهير أو الـ Full back له زاوية تمرير 180 درجة فقط لا غير، لأنه محرم من التمرير إلى الجانب لأن الكرة ستخرج بعيداً عن الملعب .

    هنا ظهير أجاكس يستلم الكرة، يضغط عليه لاعب من الأمام وبالتالي مستحيل يمرر بشكل سليم، يضغط لاعب من الخلف حتى لا تعود الكرة للحارس، يراقب لاعب ثالث من بعيد من أجل منع زميله من المساندة، هنا لا حل أمامه إلا إخراج الكرة بعيداً عن الملعب .

    The Sideline is the best Defender . Pep Guardiola



    حارس مرمى أجاكس يستلم الكرة، لا وقت أمامه لكي يفكر، لماذا ؟ لأن ثلاث لاعبين من سالزبورج يهجمون عليه بدون أي رحمة. الضغط في أقوى صورة له، الراديكالية الكروية باللعب بتواجد ثنائي هجومي متقدم مع الأجنحة التي تساند وبالتالي تصبح الطريقة اقرب إلى أمواج البحر المتلاطمة في إتجاه مرمى الخصم .



    حينما فاز دورتموند على ريال مدريد بالأربعة في سيجنال بارك، قال كلوب بالحرف عندما تم سؤاله عن صانع لعب الفريق، GegenPressing the best player أي أن طريقة الضغط الألمانية المعروفة بإسم الجيجين برسينج هي الأفضل على الإطلاق .

    الجيجين برسينج بالألمانية تشبه الـ Counter Pressing، أي الضغط المتقدم على حامل الكرة من منتصف الملعب وحينما يتم خطف الكرة، تُلعب مرتدة قاتلة أي أن الفريق يدافع عند الهجوم ويهاجم مع الدفاع .

    بالصورة : لاعب الخصم " الأصفر " معه الكرة، يضغط عليه بشسكل مفاجيء حوالي خمس لاعبين ومع خطف الكرة، تمريرة ثم أخرى والكل يجري تجاه مرمى المنافس .


    فريق يستحق المشاهدة والتقدير، لكن حينما تريد أن تهزمه، يجب أن تشاهد فيلم Face Off، ليست دعابة بل عنوان الحلقة الثالثة من التحليل التكتيكي، قريباً ;) 
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك
    Item Reviewed: ريد بول سالزبورج .. جيجن برسينج Rating: 5 Reviewed By: كوتشو
    إلى الأعلى